مع تصعيد الحرب بين أرمينيا وأذربيجان .. قتلي مرتزقة تركيا ترتفع وخسائر أردوغان تتزايد
الأحد 04/أكتوبر/2020 - 08:56 ص
طباعة
أميرة الشريف
وسط نداءات التهدئة، بين القوات الأرمنية والقوات الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ، شهدت جبهات القتال في كاراباخ تصعيدا حادا ، واندلعت مواجهات عنيفة على أكثر من جبهة، بعدما شن الجيش الأذربيجاني هجوما واسع النطاق، حيث قتلي نحو 64 مرتزقا سورياً مدعوما من تركيا خلال الأيام الماضية، في المعارك المشتعلة ، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن هؤلاء القتلى من بين 1200 مقاتل من فصائل موالية لتركيا أُرسلوا للقتال إلى جانب أذربيجان منذ الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك فيما استهدفت ضربات جديدة أعقبتها انفجارات، في مدينة ستيباناكرت، كبرى مدن منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.
و من جانبها، أشارت السلطات الأذربيجانية، إلى أنها اتخذت "إجراءات انتقامية" بعد إطلاق الأرمن قذائف انطلاقا من ستيباناكرت.
وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، أن معارك عنيفة دارت بين الجانبين على عدة جبهات، وأن القوات الأرمينية نجحت في صد الهجوم، قبل أن تقوم بشن هجوم مضاد.
وتعد تلك الاشتباكات الأسوأ منذ تسعينيات القرن الماضي، مما يزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع قد تجتذب روسيا وتركيا وسط قلق متزايد بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز، حيث تنقل خطوط الأنابيب النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن "تركيا نقلت آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا"، بدورها نفت أذربيجان الاتهامات وعكستها على أرمينيا، حيث قال مساعد النائب الأول لرئيس أذربيجان إيلشين أميربايوف إن "لدينا تقارير تؤكد أن أرمينيا استقدمت مئة ألف مرتزق غالبيتهم من سوريا في مناطق الصراع".
إلي ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "لدينا معلومات بشأن انخراط مقاتلي جماعات مسلّحة غير شرعية من الشرق الأوسط في الأعمال الحربية".
كما رصدت باريس وصول مرتزقة إلى باكو، وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا: "حسب استخباراتنا، غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجّه إلى باكو عبر غازي عنتاب في تركيا".
وباءت محاولة فرنسية لاستئناف محادثات السلام بشأن ناغورنو كاراباخ، المنظقة التابعة لأذربيجان وتحكمها الغالبية الأرمنية، بالفشل، إذ لا مؤشر على حدوث انفراجة بعد إعادة إشعال الصراع المستمر أذىبيجان وارمينيا منذ عقود.
وتحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، مع رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان - الذي يدعم ناغورنو كاراباخ - وقال في بيان له في وقت لاحق إنه اقترح طريقة جديدة لاستئناف المحادثات.
وقالت أرمينيا يوم الجمعة إنها مستعدة للتواصل مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، الرؤساء المشاركون لما يسمى بمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بشأن تجديد وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ.
وتحدى الجانبان الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وتبادلا الاتهامات ببدء الاشتباكات الجديدة التي بدأت الأسبوع الماضي وشهدت أعنف قتال منذ وقف إطلاق النار عام 1994.
ويسيطر على إقليم ناغورنو كراباخ، الموجود داخل أراضي أذربيجان، ومُعترف به دوليا على أنه جزء منها، الأرمن الذين يديرون شؤونه بأنفسهم بدعم مالي وعسكري كبير من أرمينيا، منذ توقفت حرب الانفصال في عام 1994، واندلع القتال إثر محاولة القوات الأذربيجانية استعادة السيطرة على مناطق سبق أن احتلتها القوات الأرمينية في حرب كاراباخ في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، التي أسفرت عن نزوح مئات الآلاف من الأذريين عن ديارهم في هذه المناطق في الفترة بين 1992 و 1994.