المصالحة مع الإخوان والطريق المسدود
الإثنين 12/أكتوبر/2020 - 12:27 م
طباعة
حسام الحداد
تحاول جماعة الإخوان من وقت لآخر ايهام الشعب المصري والدولة المصرية أنها تريد عقد مصالحة وطنية وآخر هذه الدعوات كانت من كمال الهلباوي عضو التنظيم الدولي في مارس وأبريل من العام 2018، ودعا الهلباوى من خلال صحف فلسطينية، إلى "تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية في مصر، تنهى حالة الصراع القائمة بين الدولة المصرية والإخوان، بزعم أن هذه دعوة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثنى أحدا إلا أهل العنف والإرهاب، وكأن جماعة الإخوان لم ترتكب عنفا أو تصدر فتاوى بالتفجير والتكفير.
وقد قوبلت هذه الدعوة بالرفض الشديد كسابقتها، إلا أن نائب مرشد الإخوان، أمين التنظيم الدولي إبراهيم منير رحب بها، قائلاً إن جماعته "مستعدة للتعاطي والتجاوب مع أية وساطة محايدة لإنهاء الأزمة في مصر".
وقد قوبلت هذه الدعوة بالرفض التام من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجاء الرد ضمن فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب الذي افتتح في جامعة القاهرة، السبت 28 من يوليو 2018.
وأكد «السيسي» حينها، أنه قرر محاربة الإرهاب بلا هوادة دون اتصالات ولا مصالحات: «اللي هيعمل مصالحات مش أنا، تحيا مصر بيكم»، مشيرًا إلى أنه لا خيار إلا الوقوف أمام هذا الفكر بمنتهى القوة والقناعة، ليس حماية لحكم، ولكن لدولة ودين:
«اللي عايز يعيش وسطنا بمنتهى السلام والأمان ويكف الأذى عننا هو مصري زينا، إنما هيحاول يرفع السلاح علينا، الجيش والشرطة قادرين على التصدي لكل ده رغم التضحيات».
وتجدد رفض الرئيس السيسي للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية أمس 11 أكتوبر 2020، حيث أكد في كلمة له على هامش الندوة التثقفية للقوات المسلحة 32 والتي تتزامن مع احتفالات الذكرى الـ47 لانتصارات أكتوبر المجيدة أنه لا تصالح مع من يريدون هدم مصر، ومع من يؤذي الشعب.
فالجماعة ما زالت حتى الأن تدعو إلى إثارة الشغب وقطع الطرقات وتعطيل حركة المواصلات العامة والقيام بعمليات تخريبية ضد منشآت الدولة، وهذا دليل دامغ على جذور العنف والإرهاب عند الإخوان، وهو تاريخ ممتد من العداء للوطن والدولة المصرية، ويؤكد محاولة التنظيم الزج بأرواح المواطنين في غياهب العنف، وكذلك تعطيل مصالح المواطنين.
ردود الأفعال:
وحول ردود الأفعال على تصريحات الرئيس السيسي، علقت الإعلامية لميس الحديدي، وقالت إنه كان التوضيح الأقوى والأكثر مباشرة حول فكرة التصالح مع الجماعة الإرهابية كما أنها رسالة واضحة للعالم أجمع ولهؤلاء الذين اختاروا أن يكونوا في الخندق الآخر.
أضافت «الحديدي» عبر برنامجها «كلمة أخيرة» الذي تقدمه على قناة «ON»: أن تصريحات الرئيس اليوم شديدة الأهمية ويجب أن تُسمع وعلينا أن نفهم ماذا يعني الرئيس عندما يتحدث عن فكرة الدولة التي يهتم بها دومًا بإعتبارها ركيزة الاستقرار، هذا هو التصريح الأكثر وضوحًا من الرئيس عن فكرة المصالحة وبشكل مباشر وبشكل باتر وقاطع منذ أن تولى الحكم قبل 6 سنوات«.
وقال الكاتب والمحامي مختار نوح، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي دائما خارج من القلب، ولا يتحدث سياسة إنما يتحدث بشكل عائلي جدا.
وتابع نوح خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير»، المذاع على قناة صدى البلد، أنه يتلقى اتصالات بشكل دائم من موكليه القدامى المقيمين في قطر وتركيا يسألوه عن كيفية العودة إلى مصر، مردفا «تعبانين في عيشتهم هناك».
وأردف الكاتب والمحامي مختار نوح، أننا أمام جماعة مسلحة مهزومة ولا تفاوض معها، لكن يوجد استسلام وعودة من أجل المحاكمة وتسليم أنفسهم للنيابة، لافتا إلى أن القانون واضح وصريح كل من كون جماعة إرهابية عقوبته الإعدام.
وأشار إلى أن نهاية الإخوان حدثت والتنظيم وقع والموجود حاليا بقايا روح وحب الحياة، إبراهيم لا يجد 4 من الإخوان يحترموه ويروج لنفسه لصنع اسم له أمام المخابرات البريطانية والأمريكية.
واستطرد الكاتب والمحامي مختار نوح، أن سقوط أردوغان يؤثر على كل الإخوان في العالم كما أثر سقوط الإخوان في مصر على بعض الدول العربية مثل تونس.
كما علق الإعلامي نشأت الديهي، على كلام الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الندوة التثقيفية الـ 32 للقوات المسلحة عن فكرة التصالح مع الجماعة الإرهابية.
وأضاف الديهي خلال تقديمه برنامج «بالورقة والقلم»، المذاع عبر قناة «TeN»، أن الرئيس قال: « لا تسامح مع من استباح أمن مصر وشعبها واستقرارها.. لا تصالح مع من يريدون هدم مصر، ومع من يأذي شعب مصر و100 مليون مصري، وكل من يقدم الأذى للمصريين من سيدات ورجال وشباب وأطفال مصر".
وتابع الديهي: "نحن في خصومه معهم إلى يوم الدين، والرئيس قال لأحجج هؤلاء يوم القيامة.. فهم يقولون الله وأكبر بالباطل...أقول للمصريين انتبهوا للناس اللي بتكرهكم بجد.. اللي عايزين يقلبوا فرحكم مآتم.. فعدم المعرفة لا يعفي من المسئولية.. الرئيس حسمها.
وحول هذا الموضوع قال الكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة السابق، إن رسالة الرئيس كانت شديدة الوضوح، حيث أكد أنه لا يريد المصالحة مع يريد هدم البلاد، وهي رسالة تخص الجماعات الإرهابية أو الدول التي ساهمت في زعزعة الاستقرار بالدولة المصرية.
وأضاف الكاتب حلمي النمنم، عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المذاع على فضائية "TeN"، اليوم الأحد، أن الدولة بذلت جهود مضنية للمصالحة منذ 2013 لكنها قوبلت بالعنف، لافتاً إلى أن الذين يطالبون بالمصالحة الآن هم أصوات من الدول الخارجية الذين يدعمون الإرهاب، مؤكدا أن سياسة المقايضة التي كان يعمل بها الرئيس الراحل حسني مبارك انتهت مع انتهاء زمنه.
وتابع: الدماء التي سالت جعلت المصالحة مع الجماعة الإرهابية مستحيلة، فنحن نرى ما يجري في مناطق كثيرة حول الدولة المصري منها سوريا والعراق وليبيا، فهؤلاء ليسوا خصوما سياسيين يمكن المصالحة معهم، ولكنهم يريدون إسقاط الدول لتقوم دولة الميليشيات، فحديثهم عن الصلح هو حديث وهمي.
وأردف: كل التجارب التي خاضها الرئيس السادات والرئيس حسني مبارك مع جماعة الإخوان ثبت فشلها ورأينا ما نتج عنهم في 2012 و2013، حيث أنهم لا يريدون الوطن من أساسه.
وأوضح أنه ليس لدينا مسلسلات وطنية كثيرة بسبب المنتجين لأنها مكلفة جدا، والكتاب الذين لديهم قصص يمكن الأخذ منها، لافتاً إلى أن الكتيبة 102 التي كان يتولاها أحمد المنسي تشكلت في حرب 1967 خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وبعد تحرير سيناء أصبحت الكتيبة مستهدفة من الإرهابيين، ولابد أن نكون على وعي تام بأننا نحارب جماعة هي ظهر لدول تريد زعزعة الأمن المصري القومي.
وقال النائب محمد أبوحامد، إن الرسالة التي قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم أن الدولة المصرية لن تدخل في أي مصالحة مع الجماعة الإرهابية مطلب شعبي، بأن الدولة لن تتصالح مع جماعة ايديها ملوثة بدماء الشهداء المصريين من أبناء الجيش والشرطة.
وأضاف النائب محمد أبوحامد، عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو عبدالحميد ببرنامج «رأي عام» المذاع على فضائية «TeN»، اليوم الأحد، أن عدد كبير من المصريين فقدوا أحباء بسبب الجماعة الإرهابية، ف هما عدو يتمنون المزيد من الابتلاءات والضرر للشعب المصري.
وتابع: «ما تفعله الجماعة الإرهابية في الخارج تجاه الشعب المصري هي سلوكيات عدو»، مؤكدا أن كل مواطن مصري وطني معاصر لجرائم الإخوان كان في انتظار رسالة الرئيس السيسي.
وبهذه النماذج من ردود الأفعال يتضح جليا أن طريق المصالحة مسدود تماما في وجه الجماعة الإرهابية