كمال الهلباوي ومزيد من التناقضات حول المصالحة مع "الإرهابية"
السبت 28/أبريل/2018 - 07:36 م
طباعة
حسام الحداد
كثف القيادى الإخوانى السابق وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان كمال الهلباوى، ظهوره عبر قناة "مكملين" التابعة لجماعة الإخوان خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع مبادرته التي طرحها للمصالحة مع الجماعة، حيث تم استضافته عبر "سكايب" من لندن التي يتواجد فيها منذ نحو 6 أشهر للعلاج.
ودعا الهلباوى من خلال صحف فلسطينية، إلى "تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية في مصر، تنهى حالة الصراع القائمة بين الدولة المصرية والإخوان، بزعم أن هذه دعوة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثنى أحدا إلا أهل العنف والإرهاب، وكأن جماعة الإخوان لم ترتكب عنفا أو تصدر فتاوى بالتفجير والتكفير.
وقد قوبلت هذه الدعوة بالرفض الشديد كسابقتها، إلا أن نائب مرشد الإخوان، أمين التنظيم الدولي إبراهيم منير رحب بها، قائلاً إن جماعته "مستعدة للتعاطي والتجاوب مع أية وساطة محايدة لإنهاء الأزمة في مصر".
كمال الهلباوى كان عضوا بلجنة الـ 50 لصياغة دستور 2014، واتسمت مشاركاته عبر وسائل الاعلام بالهجوم العنيف ضد جماعة الإخوان خلال الـ 4 سنوات الماضية قبل أن يدعو للمصالحة معها ويظهر على إحدى القنوات التابعة لها وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد انتقد كمال الهلباوي قبل سفره الى لندن بقليل المصالحة مع جماعة الاخوان وقال: "الحدیث عن مبادرة للمصالحة بین الجماعات التي استخدمت العنف والدولة، لا بد وأن تسبقها خطوات تمهیدیة، وأولها لا بد أن یكون صاحب المبادرة لدیه توكیل من الإخوان، وهذا أمر في حد ذاته صعب جدًا لأن هذه الجماعة لا یمكن أن تعطى أحدًا توكیلًا حتى یتكلم باسمها، هي لا تأمن لأحد، وتولى سعد الدین إبراهیم مبادرة للمصالحة وحسن نافعة أیضًا، وتقدمت عشرات الشخصیات العامة بمبادرات مماثلة، ولكنها لم تكن محبكة بمعنى أنه لم یتمكن من الحصول على موافقة من الإخوان، والأمر الثاني لم تكن لدیه موافقة من الدولة.
وهنا نتساءل هل استطاع كمال الهلباوي وهو في لندن أخذ موافقة من مجموعة لندن على المصالحة وهذا ما تشير اليه موافقة ابراهيم منير على دعوة الهلباوي، ليتم طرح سؤال اخر هل سفر الهلباوي الى لندن الأخير كان للعلاج حقا ام لمناقشة الجماعة وأخذ توكيل منها للتفاوض مع النظام المصري على المصالحة كما صرح من قبل؟
ومن الملاحظ انه بين الحين والآخر، تظهر دعوات لإجراء مصالحة مع الإخوان، ورغم رفضها بشدة من الجهات الشعبية قبل الحكومية، تتكرر الدعوة في ثوب جديد، فهل تكون هذه الدعوة اخر تلك الدعوات أم يتم الالتفات لها من قبل المؤسسات المعنية، ومجمل الشعب المصري، ومن الجدير بالذكر وباعتراف الهلباوي نفسه في وقت سابق بان الجماعة تعاني انقسامات حادة بين مجموعتي الداخل والخارج وان مجموعة الداخل وخصوصا "شباب الجماعة" ولجانها النوعية التي اسسها محمد كمال قبل ان يقتل، ترفض أي حديث عن المصالحة، وكذلك هناك مجموعة من اخوان الخارج وسواء الهاربين في قطر أو تركيا يرفضون مثل هذه الدعوات وما زالوا يحرضون ضد الشعب المصري والدولة المصرية.
ومن بين الآراء والقرارات التي اتخذتها الجماعة في وقت سابق حول موضوع المصالحة حديث المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان طلعت فهمى تعقيبًا على مبادرة إبراهيم منير، إنه لا تصالح مع النظام الحالي إلا برجوع الرئيس الأسبق محمد مرسى إلى الحكم مرة أخرى! وهو ما يكشف حجم الأوهام التى ما زالت تعشش فى عقول قيادات إخوانية بارزة.
ردود الافعال
وبعد أن كشف الهلباوى، أثناء ظهوره على القناة الإخوانية، أن العناصر المتواجدة في لندن هم الذين سيتولون عملية الترويج للمبادرة، زاعما أنه يطالب بتقديم تنازلات، وفى المقابل طالبت مارجريت عازر، عضو لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، بالتحقيق مع الهلباوى ومحاكمته فور عودته الى مصر والتعجيل بالإعلان عن التشكيل الجديد للمجلس القومي لحقوق الإنسان.
فيما أوضح مختار نوح عضو المجلس القومي لحقوق الانسان أن كمال الهلباوى ارتكب خطئا عظيما بطرحه فى هذا التوقيت مثل هذه المبادرة للتصالح مع جماعة ارتكبت جرائم ضد الشعب، لافتا إلى أنه لو أراد أن يطرح مبادرة كان أولى عليه أن يطالب الإخوان في الخارج بأن يسلموا أنفسهم للسلطات القضائية ، ليحاكموا ضد ما فعلوه فى حق الشعب ومؤسسات الدولة المصرية.
فيما أعلن حزب المصريين الأحرار برئاسة د. عصام خليل، رفضه القاطع لكل دعوات المصالحة مع الجماعة الإرهابية وآخرها دعوة كمال الهلباوى، وقال خليل في بيان للحزب، إن المصالحة مع الجماعة الإرهابية أمرًا مرفوض شكلا وموضوعًا وهو لسان حال جموع المواطنين المصريين.
وأضاف "خليل"، أن المصالحة مرفوضة بقرار شعبي منذ حملة تمرد وصولا وتتويجا بثورة 30 يونيو التي حافظت على هوية مصر من الضياع على أيدى جماعات الشر التي لا تؤمن بالأوطان، مؤكدا أن الدعوة للمصالحة مرفوضة بصورة قاطعة لعدم وجوب مصالحات مع أصحاب أفكار هدامة تسفك الدماء وتفرط في السيادة، لافتا إلى أن جماعة من أهم مبادئها عدم الاعتراف بالأوطان.
وأوضح أن الدعوة التي أعلنها الإخوانى كمال الهلباوى جاءت متضمنة أسماء من دول أخرى لتشكيل ما أسماه مجلس الحكماء للمصالحة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق فكيف يتم تقرير مصير الأوطان من خارجها وهو ما يثبت عدم إيمانهم بفكره الوطن، مشيرا إلى أن مصر لن تقبل يومًا بأسلوب الوصاية.
بينما قال طارق البشبيشى القيادى السابق بجماعة الإخوان: "هذه المبادرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في محاولة مستميتة من الجماعة لحل الأزمة التاريخية التي تمر بها الآن بعدما فقدت الأمل تماما في أي تغيير على مستوى المشهد المصري، خاصة بعدما أيقن التنظيم الإخوانى قوة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفشل الضغوط الدولية الموالية للجماعة في إزاحة السيسى من المشهد، وتغير قواعد اللعبة السياسية التي أعقبت 30 يونيو 2013، وكما يقول المثل المصري الشهير "عندما يفلس التاجر يبدأ في البحث في دفاتره القديمة لعل يجد فيها الإنقاذ".
وأضاف "البشبيشى": "هذه المبادرة تثبت أن كمال الهلباوى مازال يلعب دورا مؤثرا على مستوى التنظيم الدولي للجماعة وكانت لديه تعليمات ألا يعلن معادته للنظام المصري بصورة علنية حتى لا يتم غلق الأبواب أمامه فربما يحتاجه التنظيم في لحظة ما وها هي اللحظة قد جاء وقتها، وللأسف الشديد يتعمد كمال الهلباوى إغفال جرائم جماعته التي يحاول أن ينقذها من المصير التي اختارته هي بمحض إرادتها، فكمال الهلباوى يكذب كأي إخوانى يكذب".
فيما علق اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، على مطالبة كمال الهلباوي، بالمصالحة مع الإخوان، قائلًا: «هو مين علشان يوفق بين الدولة وعصابة»، مؤكدًا أنه لا يجوز أن تتصالح دولة بحجم مصر مع عصابة.
وطالب «المقرحي»، خلال مداخلة تليفونية ببرنامج «حكاية وطن»، الذي يقدمه الإعلامي حاتم نعمان، المذاع عبر فضائية «ltc» مساء الجمعة، بمحاكمة كل من يتحدث عن الإخوان أو «يجيب سيرتهم أو اسمهم على لسانه»، موضحًا أن التعاطف مع الإخوان درجة من درجات الانضمام للجماعة، وأن كل الكيانات الإرهابية مكونة من جماعة الإخوان، التي كونتها أمريكا وبريطانيا.
وأضاف أن كمال الهلباوي إخواني، وأستاذه حسن البنا، كما يقول دائمًا، وأن حسن البنا هو الإرهابي رقم 1، وسيد قطب الإرهابي رقم 2، مؤكدًا أن الهلباوي لم يترك الإخوان، بل هم من تركوه بسبب الخلاف المادي بينهم، وأن الهلباوي إخواني حتى النخاع، ولا يجب أن يتم وضعه في لجنة حقوق الإنسان.
مما يؤكد اهمية الاجابة على تساؤلاتنا، فهل حصل كمال الهلباوي على توكيل من الجماعة وهو في لندن للحديث باسمها؟
وان كانت الجماعة لا تأمن أحد من خارجها كما قال الهلباوي نفسه، فهل مازال داخل الجماعة ويباشر عمله في التنظيم الدولي؟
هل سفر الهلباوي الى لندن الأخير كان للعلاج حقا ام لمناقشة الجماعة وأخذ توكيلا منها للتفاوض باسمها مع النظام المصري؟!