تفجير مطار عدن الدولي.. المؤشرات الأولية تشير بأصابع الاتهام لميليشيا الحوثي الإرهابية بمساعدة خبراء إيرانيين

الجمعة 01/يناير/2021 - 08:44 ص
طباعة تفجير مطار عدن الدولي.. فاطمة عبدالغني
 
يأبى عام 2020 أن ينتهى دون التوقف عن حصاد أرواح الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، فقد هزت ثلاثة انفجارات كبيرة مطار عدن الدولي، ظهيرة الأربعاء 30 ديسمبر، عقب لحظات من وصول طائرة الخطوط الجوية اليمنية القادمة من الرياض، والتي كانت تقل الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة الدكتور معين عبد الملك؛ لبدء عملها بعد تشكيلها؛ تنفيذاً لـ"اتفاق الرياض".
وأدت الانفجارات إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وارتفعت الحصيلة إلى 22 قتيلاً و50 جريحاً من بينهم مسؤولون حكوميون ومحليون، أحدهم نائب وزير النقل ناصر الشريف، فيما لم يصب رئيس وأعضاء الحكومة بأي أذى، وتم نقلهم جميعاً إلى قصر معاشيق الرئاسي بمديرية صيرة في عدن، وسط إجراءات أمنية وعسكرية مشددة.
وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، الخميس 31 ديسمبر، إن المؤشرات الأولية تؤكد أن ميليشيات الحوثي نفذت الهجوم على مطار عدن بمساعدة خبراء إيرانيين.
وأشار عبد الملك إلى أن" معلومات استخباراتية تشير إلى أن خبراء إيرانيين جهزوا للهجوم على مطار عدن" الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وفي وقت سابق الخميس قال وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، إن الصواريخ التي أصابت مطار عدن، انطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون، مشيرا إلى أن الهدف كان "استمرار حالة الحرب ورفض جهود السلام".
وأكد بن مبارك في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "المعلومات والتحقيقات الأولية تؤكد قيام ميليشيات الحوثيين بهذا العمل الإرهابي البشع، حيث تم رصد إطلاق لصواريخ حوثية من مناطق الحوثيين".
وأضاف "سيتم نشر الأدلة وبقية التفاصيل حول هذا الاستهداف الإرهابي، فور استكمال التحقيقات التي تقوم بها لجنة برئاسة وزير الداخلية".
بدوره، قال هاني بن بريك، نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي: إن العمل الإرهابي الذي استهدف مطار عدن لن يثنيهم عن إعانة حكومة اتفاق الرياض.
وأضاف بن بريك، على حسابه بموقع "تويتر": "أياً من كان يقف خلف هذا العمل الإرهابي الإجرامي الخبيث، لن يثنينا أبدا عن العمل في صالح الشعب وإعانة حكومة اتفاق الرياض المتناصفة بين الجنوب والشمال".
وأضاف: "جهودنا ستكون نحو التنمية والخدمات ومكافحة الإرهاب القاعدي الداعشي والحوثي".
وتابع بن بريك أن "الحوثي عدو ظاهر، فمن يرفع شعار الموت لن يكون إلا عدوا للبشر دون شك، ولكن من العجلة رمي التهمة للحوثي".
وأردف بالقول: "ليس الحوثي المتضرر الوحيد من اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة، فالذين صرخوا ألماً من الاتفاق وإعلان الحكومة كثر، وهناك رجال نظام قطر وتركيا وصراخهم كان الأشد"
ومن جانبه طالب وزير الإعلام اليمني معمّر الإرياني، المجتمع الدولي بإدراج ميليشيا الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية.
وأكد أن جرائم الميليشيا في استهداف الصحافيين فاقت ما ارتكبته التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة.
وتابع أن استهداف المطارات والمنشآت والمدنيين سلوك ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وعلى الصعيد ذاته، وجّه سياسيون يمنيون تحدثوا لـصحيفة "الشرق الأوسط" أصابع الاتهام إلى الميليشيات الحوثية في الهجوم الصاروخي الذي استهدف الحكومة الجديدة لحظة وصولها، إلى مطار عدن الدولي، وتسبب في قتل وجرح العشرات.
وأشاروا إلى أن "الجماعة الانقلابية المدعومة من إيران لا يمكن أن تجنح للسلام أو تتورع عن استهداف الأعيان المدنية"؛ لأن ذلك - بحسب وصفهم - "جزء أصيل من سلوكها الإرهابي الذي انتهجته منذ تمردها على الدولة اليمنية وارتهانها للأجندة الإيرانية".
هذا وقد وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن اللجنة ستكون برئاسة وزير الداخلية وعضوية قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسلطة المحلية بعدن، بالتنسيق مع التحالف العربي.
وأكد هادي في تصريحاته "أن الأعمال الإرهابية التي تفتعلها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً والجماعات الإرهابية المتطرفة لن تثني الحكومة الشرعية من ممارسة مهامها من العاصمة المؤقتة عدن، ومواصلة جهودها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار وجهود تطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات وإنهاء الانقلاب". ووجه هادي الحكومة بالعمل بوتيرة عالية من عدن والوقوف على احتياجات المواطن، وتوحيد الجهود لمواجهة تمرد ميليشيات الحوثي وانقلابها.
وأشار إلى أن اليمن يمر بمرحلة استثنائية تتطلب تضافر الجهود المخلصة لكافة القوى السياسية والحزبية والمجتمعية والوقوف صفا واحدا، لمواجهة كافة التحديات من أجل الوصول بالبلد إلى آفاق رحبة يسودها الأمن والاستقرار في ظل الدولة المدنية الاتحادية.
هذا و لاقى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي، تنديداً عربياً ودولياً واسعاً من جانب كل من السعودية والبحرين والكويت ومصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة إضافة إلى البرلمان العربي ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وبعثة الأمم المتحدة لدى اليمن.

شارك