سحب الحرب.. ماذا سيحدث في ذكرى اغتيال سليماني؟

الجمعة 01/يناير/2021 - 02:53 م
طباعة سحب الحرب..  ماذا علي رجب
 
سحب الحرب..  ماذا

 عشية ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ، ونائب الحشد الشعبي العراقي القريب من طهران، أبو مهدي المهندس ، حالة من التوتر تسيطر على العراق بعد تحركات غامضة من قبل  الفصائل الشيعية  الموالية للحرس الثوري.

قتلا سليماني والمهندس ، في غارة جوية بقيادة الولايات المتحدة، في 3 يناير  2020، في أقوى ضربة أمريكية موجه لإيران في العراق والمنطقة.

تشير مصادر عراقية عديدة إلى أن الفصائل الشيعية ذات التوجه الايراني،  تخطط لإقامة عرض عسكري ومجلس عزاء في  نفس المكان الذي استهدف فيه الاثنان قرب بوابة الخروج من مطار بغداد الدولي.

بلغ مستوى التوتر في الشرق الأوسط ذروته ، وكأن الجميع ينتظر مرور الأسابيع المقبلة. قال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في تصريحات صحيفة، إن الأدلة الاستخباراتية من العراق تشير إلى مؤامرة لبدء حرب .

 فيما حث أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي شعبه في اللحظات الأولى من العام الجديد على الصلاة من أجل جميع القوات الأمريكية «خاصة تلك الموجودة في العراق».

كذلك أفاد مراسلون في بغداد أن مستوى الأمن في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد قد ارتفع بشكل حاد ، وتتوقع مراقبون أن تهديدات إيران الخطيرةمن المحتمل أن تأتي من العراق.

المصادر العراقية ابدت قلقها من تحركات فصائل الشيعية الموالية لطهران، مع تصاعد التوتر مع حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعودة استهداف المنطقة الخضراء والسفارة الامريكية بعد اسابيع من التهدئة ، فقد تم استهداف سفارة واشنطن ببغداد، في  20 ديسمبر الماضي، وألقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باللوم على المسلحين المرتبطين بإيران.

ويوم الأربعاء الماضي، وصلت قاذفات القنابل B-52 ذات القدرة النووية إلى الشرق الأوسط، في أحدث استعراض للقوة بهدف ردع إيران، حيث لا يزال مسؤولو البنتاجون منقسمون بشأن خطر إيران والميليشيات التي تدعمها وتتخذ من العراق مقراً لها.

كذلك ذكرت تقارير اعلامية  عدة، أن الحرس الثوري الإيراني قام بنقل صواريخ  قصيرة المدى الدقيقة، وطائرات مسيرة مصنعة إيرانياً إلى العراق، وتم تخزينها في مواقع شديدة الحراسة في المحافظات الجنوبية العراقية.

كذلك إيران أرسلت وحدتين من ضباط «الحرس الثوري»، التي تأخذ تعليماتها بصورة مباشرة من قائد «قوات قدس» الجنرال إسماعيل قاآني، وتلك الوحدات مختصة بإطلاق الصواريخ ووحدة الطائرات المسيرة، مع الشحنة إلى العراقن وفقا لصحيفة القبس.

القلق وسحب الحرب لتي تسيطر على العراق والمنطقة، كشفها تصريحات قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، خلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني، هدد بالانتقام وقتل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقال قاآني، خلال الجلسة إنهم سينتقمون لقاسم سليماني رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الخصوص. وأضاف قائد فيلق القدس الإيراني أن «الهدف الرئيسي» من الانتقام لسليماني هو انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.

كما هدد إسماعيل قاآني أيضا بقتل مسؤولين أمريكيين آخرين، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية.

كذلك شهدت الأيام  الماضية سجالًا في العراق بعد اعتقال أحد عناصر من ميليشيا «عصائب أهل الحق» من قبل القوات الأمنية العراقية، وإطلاق«العصائب» و«حزب الله العراقي» تهديدات مباشرة لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي.

وأصدر القضاء العراقي الأحد 27 ديسمبر الماضي، أربعة مذكرات اعتقال بحص ثلاثة قادة في حزب الله العراقي، من بينهم المسؤول الأمني أبو علي العسكري.

وبدأت التهديدات للكاظمي بعد اعتقال من قوة الأمن العراقي مجموعة تابعة لـ«العصائب» بينهم شخص يدعى حسام الزيجاوي، على خلفية استهداف السفارة الأمريكية في بغداد، وهو أحد قياديي الفصيل ويرأس كتيبة للصواريخ.

كذلك نشرت مقاطع فيديو لمسلحين قالوا إنهم ينتظرون إشارة من قائد العصائب «قيس الخزعلي» لتنفيذ هجمات ضد من سموهم «عملاء أمريكا»، كما هدد مسلحون بقطع أذني الكاظمي.

كذلك هددت   المسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله العراقي» أبو علي العسكري، مصطفى الكاظمي، محذرة إياه من «اختبار صبر المقاومة».

وقال «العسكري» في تغريدة نشرها عبر «تويتر»: «إن المنطقة اليوم تغلي على صفيح ساخن، وإن احتمال نشوب حرب شاملة قائم، وهو ما يستدعي ضبط النفس لتضييع الفرصة على العدو، بأن لا نكون الطرف البادئ لها».

وأضاف القيادي الأمني :«لعل عمليات القصف في الأيام الماضية لا تصب إلا في مصلحة عدونا (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب الأحمق وهذا ما يجب أن لا يتكرر».

و في 23 ديسمبر أكد دونالد ترامب ذلك وحذر إيران من التفكير أكثر في أفعالها. وغرد ترامب عبر «تويتر» : «أنه حتى لو قتل أمريكي ، فهو يحمل إيران المسؤولية»ن  لكن المسؤولين الايرانيون نفوا مسؤولية طهران عن استهداف السفارة الامريكية او التصعيد مع واشنطن.

وقال السفير الايراني في العراق والقائد السابق بالحرس الثوري، یرج مسجدی في تصريحات صحيفة «طهران لا تريد أن يصبح العراق ساحة معركة مع الولايات المتحدة.»، مضفا  «كما أن علاقات الحكومة الإيرانية مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي إيجابية وبناءة في جميع المجالات».

وفي وقت سابق دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الولايات المتحدة وإيران إلى أبعاد صراعهما عن بلاده لأن « ليس طرفا في هذا النزاع».

وقال الصدر في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «العراق وقع ضحية الصراع الأمريكي - الإيراني وقد تضرر بصورة لا يصح السكوت عنها وكأنه ساحة لصراعاتهم العسكرية والسياسية بسبب ضعف الحكومة وتشتت الشعب».

ودعا الزعيم الشيعي العراقي إيران إلى أن «تبعد العراق عن صراعاتها ولن نتركها في شدتها إذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال».

وأكد الصدر « أن العراق لن يتبع لأحد مهما كان هو مصدر التشيع الحقيقي ومصدر المقاومة الأول ضد الاحتلال لن يخضع ولن يركع».

لكن هل كل هذا يعني أن مواجهة عسكرية ممكنة في المنطقة؟ هل نتوقع ارتفاع مستوى التوتر في الأيام والأسابيع المقبلة وإلقاءه في وسط نيران الحرب؟

يقول بعض المحللين إنه بينما قد يفكر دونالد ترامب في مواجهة عسكرية في الأيام المقبلة ، لا ينبغي التغاضي عن رغبة إيران  في المخاطرة في المنطقة.

يؤكد مسؤولو البنتاجون أن التهديد مبالغ فيه، حيث قال أول مسؤول دفاعي كبير - منخرط بشكل مباشر في المناقشات - إنّه «لا يوجد جزء واحد من المعلومات الداعمة للاستخبارات» يشير إلى أن هجوم إيران قد يكون وشيكًا.

ويقول آخرون في البنتاجون إن استعراض العضلات العسكرية الأمريكية يهدف إلى تحذير طهران من مهاجمة المصالح أو الأفراد الأمريكيين، وذلك مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال إدارة ترامب لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وفقا لشبكة «سي إن إن».

كذلك قال مسؤول دفاعي كبير ثان، إن مستوى التهديد الحالي من إيران هو الأكثر إثارة للقلق منذ مقتل سليماني، وأشار مسؤولون إلى معلومات استخبارية جديدة تفيد بأنّ إيران والمجموعات المتحالفة معها في العراق ربما يخططون لهجمات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

التقارير تشير إلى أن الايام الاخيرة في ادارة الرئيس ترامب، تشير إلى نذر حرب، ولكن هذه الحرب حتى الان لم تخرج الرصاصة الأولى، الجميع يحبس انفاسه، الجميع ينتظر اجابة السؤال الابرز والمخيم على المنطقة ماذا سيحدث في ذكرى اغتيال سليماني؟.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك