انهيار حركة النّهضة.. ماذا كشفت استقالة العربي القاسمي عن «شورى» اخوان تونس؟

الجمعة 01/يناير/2021 - 06:52 م
طباعة انهيار حركة النّهضة.. علي رجب
 
انهيار حركة النّهضة..

 

في مؤشر على التصدع داخل حركة النّهضة الإخوانية، القابضة على زمام الامور في تونس، أعلن عضو مجلس شورى حركة النهضة «العربي القاسمي» تقديم استقالته، كاشفا في بيان استقالته عن ازمة قيادة تضرب الحركة، لافا الى ان الحركة تعيش أيان صعبة على المستوى التنظيمي والسياسي.

وقال «القاسمي» في بيان له على صفحته بـ«فيسبوك»:«أعلن استقالتي ويرحل العربي القاسمي النّهضاوي مع سنة الكورونا ... وليحتفل المحتفلون في مونبليزير كما احتفلوا من قبل بمناسبة استقالات سابقة، مزعج آخر يغادركم».

 

وأضاف عضو حركة النهضة «استقال من الحركة قيّادات من الوزن الثّقيل ولم يتفاعل النّافذون بحجم هذه الخسارات الموجعة المدوّية.. تراجع خزّاننا الانتخابي بشكل رهيب ولم يتفاعل النّافذون بما يوقف النّزيف ويجبر الكسر».

 

وتابع القيادي الإخواني قائلا :«وعود بالإصلاح صريحة وعلنيّة إثر المؤتمر العاشر ذهبت أدراج الرّياح بل وحلّت بدلا عنها كوارث زادت الوضع تعفّنا والمناخات توتّرا والعلاقات فسادا.. تجاوزات لمؤسّسات الحركة رهنت قرارها لأطراف حزبية غير مضمونة وانحرفت بها عن سمتها وأهدافها النّبيلة ووضعتنا في شبه عزلة خانقة وأفقدتنا ما اكتسبناه من حقوق دستوريّة.. جيئ بأناس لا علاقة لهم بالحركة، بل وكانوا منافسين لها ومناوئين، ومُكّن لهم في مواقع القرار العليا وأصبحوا أصحاب نفوذ وقرار على حساب مناضلي الحركة الّذين بنوها بعذاباتهم وتضحيّاتهم وضحّوا من أجلها بالغالي والنّفيس».

وأضاف «القاسمي» :«لقد أفسدتْ الحركةَ لوبياتٌ مصلحية انتهازية تغلغلت في مواقع القرار فانحرفت به عن غاياته وفرضت الوصاية على آلياته وسخّرته لخدمة غير الوطن فقدّمت وفاضلت الأدنى على الخير ... والضّعيفَ على القوي ... والعاجزَ على القادر ... والنّكرة على العَلَمْ ... والانتهازي على المناضل ... حتّى لم تعد لي طاقة على تحمّل هذا الغبن والغمط وأصبح لزاما عليّ أن أوقف هذا النّزيف القيمي بما أستطيع أو أتفصّى من أيّ مسؤوليّة عنه».

 

وتابع القيادي الإخواني في بيانه «القطرة، أو القطرات، الّتي أفاضت الكأس: لم يعد للحوار جدوى ولا وللتّوافقات معنى حيث نتحاور لساعات ويتمّ التّراجع بجرّة قلم عمّا نتّفق عليه لينطلق الحوار من جديد بأكثر عبثيّة ودون جدوى ».

ولفت الى أن «تكريس بعض المهام الأساسية التّنفيذية الهامّة والمصيرية بأيدي أشخاص أتوا على مقبوليّة الحركة لدى الشّعب وفشلوا في تسويق صورة إيجابيّة لها وموقعتها موقعا قويّا مستقلّا نافذا ومؤثّرا في المشهد السّياسي بينما الحركة تزخر بالكفاءات (وأتحفّظ عن ذكر مؤاخذات أخرى هامّة جدّا عن بعض هؤلاء الأشخاص)».

 

وتابع عضو الحركة قائلا :« لم أعد أجدني في حركة النّهضة وسيّاساتها وخطابها وبعض قيّاداتها وأصبحت أرى الخطر يتجاوز الحركة إلى الوطن ولئن وسِعني الصّبر على ما نال الحركةَ فإنّ ضميري يأبى عليّ أن أصبر على ما يسيئ للوطن أو يجرفه نحو انتكاسات وخيمة بعد مكاسب حقّقتها الثّورة بدماء الشّهداء وتضحيات جسام... يأبى عليّ ضميري ومبادئي وأخلاقي أن أكون شاهد زور... وأرفض أن أخوض معركة قذرة مع أشخاص أترك الحكم عليهم للأحداث والتّاريخ ... أرفض مثل هذه المعارك القذرة الّتي ليس فيها رابح وتأتي على الرّصيد النّضالي والأخلاقي والقيمي للفرد والمجموعة».

وأضاف «تقديري أنّ النّهضة قد نحرت أكبادها وأكلت أولادها ... لقد تعمّقت لديّ القطيعة مع بعض الأشخاص النّافذين فيها من تنظيميّة إلى نفسيّة فأخلاقية حيث شبه تعذّر التّعايش وأصبحتُ لا أراني في نفس السّرب مع من بذّروا رصيدنا النّضالي وضربوا مصداقيّة الحركة ومقبوليّتها لدى الشّعب و(أترفّع عن مزيد التّوصيف)...

لم يعد في النّهضة مكان لصدقي وأرجو ألّا تضيق بمن بقي فيها من الصّادقين».

 

وخلال الاشهر الماضية استقال العديد من قيادة حركة النهضة في ظل سيطرة رجال زعيمها راشد الغنوشي على الأمور، وتحول النهضة الى ملكية شخصية للغنوشي ومواليه، وهو ما يؤشر على انشطار «اخوان تونس»  لتيارات مختلفة كما حدث في مصر والأردن وغيرها من الدول العربية.

 

من هو العربي القاسمي؟

 العربي القاسمي، انتمى لحركة النّهضة منذ منتصف السّبعينات .عرف في صفوفها العمل التّلمذي ثمّ الطّلابي ثمّ التّرابي وحكم عليه بأحكام ثقيلة في 1987 و 1991

وكان العربي مشرف التّنظيم قبل  1987 على منطقة الكاف وسليانة لعدّة سنوات.

ثم  مشرف الاخوان المهجّرين في الجزائر حتّى غادرها نحو أوروبا، ثم عمل مشرفا لتنظيم حركة النّهضة في سويسرا لعدّة سنوات قبل 2011.

العربي قاسم  عضو مجلس شورى حركة النهضة  في المهجر، ثمّ عضو الهيئة التّأسيسية بعد 2011 ،  ثمّ عضو الشّورى 2014 – 2016، وعضو شوري الحركة قبل تقيدم استقالته اليوم، معلنا مغادرته الحركة.

 

 

 

 


شارك