هل تبحث واشنطن عن بدائل لقسد في دير الزور؟
الأحد 03/يناير/2021 - 12:37 ص
طباعة
حسام الحداد
نشر موقع صحيفة "المدن" السبت 2 يناير 2021، أن الولايات المتحدة تعمل على مشروع جديد شرقي دير الزور، لاستبدال قسد بشخصيات مدنية تلقى قبولاً شعبياً أكبر، وأكد الموقع أنه حصل من مصادر خاصة على بعض التفاصيل المتعلقة بمشروع تعمل عليه الخارجية الأميركية، بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني، لأجل إيجاد إدارة محلية جديدة للمناطق الخاضعة لسيطرة قسد، شرقي دير الزور، بغية الانتهاء من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة.
وأكدت المصادر أن الخارجية الأميركية تعمل على هذا المشروع منذ نحو عام، مشيرة إلى تنظيم أكثر من اجتماع مع شخصيات مستقلة تعتبر ناشطة في المجتمع المدني في ريف دير الزور الشرقي بمشاركة شخصيات من الخارجية الأميركية، للبحث في التوصل إلى الإدارة. وتابعت بالإشارة إلى أن "قسد" لن تشارك بالإدارة الجديدة، نزولاً عند رغبة أهالي المنطقة.
وبحسب المصادر، فإن المشروع يركز على إشراك شخصيات تحظى بإجماع شعبي، في الإدارة الجديدة، لكن السؤال يبقى حول طريقة تعاطي قسد مع المشروع الجديد، الذي يحجم من قرارها على المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب الصحافي فراس علاوي ل"المدن"، إن "المشروع يجري تحت إشراف قسد، التي تتعرض لضغوط أميركية، لإعادة النظر بسلوكها في ريف دير الزور".
وأضاف أن "قسد التي استشعرت مخاطر الحراك الشعبي المناوئ لها، بدأت تبدي مرونة بإعادة هيكلة الإدارة في مناطق ريف دير الزور الشرقي بما يتناسب مع رغبة الأهالي".
وقال علاوي إن قسد تخشى من زيادة الضغط الروسي عليها، كما هو الحال في عين عيسى، وكذلك لديها حسابات من انفلات الوضع الأمني في ريف دير الزور، ولذلك اجتمعت مع عدد من الشخصيات المحلية (مدراء مدارس، منظمات)، غير أن الاجتماعات التي حضرها وفد من التحالف، لم تخرج بنتيجة حتى الآن.
من جانب آخر، أشار الكاتب الصحافي إلى الاعتقالات التي تنفذها قسد لمنظمي المظاهرات ضدها، في أكثر من مدينة. وعلى امتداد الأشهر الأخيرة، شهد ريف دير الشرقي مظاهرات شعبية، رفضاً لمناهج التعليم التي فرضتها الإدارة الذاتية، والتجنيد الإجباري، ومطالبةً بوقف الاغتيالات التي تُتهم قسد بالوقوف خلفها.
العمال الكردستاني:
وفي أواخر نوفمبر الماضي 2020، كشفت مصادر إعلامية، أن الولايات المتحدة كثفت الضغط على ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لمنعها من رفع صور وأعلام حزب العمال الكردستاني بمناطق سيطرتها. ونقل موقع "أرامي" عن مصادر خاصة، أن الغاية من الضغط الأمريكي، تقريب وجهات النظر بين قسد وتركيا من جهة، وقسد والمعارضة السورية من جهة أخرى. وأضافت المصادر، أن قسد استجابت للضغط الأمريكي، من خلال إصدار توجيهات بمنع رفع رايات وأعلام حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا. ونقل الموقع عن الناشط السياسي الكردي، محمود نوح، أن المسؤولين الأمريكيين حذروا قسد من النتائج السلبية لرفع أي راية للعمال الكردستاني، لأنه قد يؤدي إلى خسارة مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية". وأوضح أن قسد"تعاني من انقسام داخلي، بين تيار قوي يأخذ تعليماته من حزب العمال الكردستاني، وتيار آخر هش، يقوده مظلوم عبدي، وهو تيار يحاول الفصل بين المسألة الكردية السورية، وجبال قنديل، شمال العراق. ورجح نوح أن قسد لن تلتزم بالتوجيهات، نظرا لقوة التيار الموالي لـ"العمال الكردستاني" بداخلها من جانبه، استبعد نائب رئيس "رابطة المستقلين الكرد السوريين"، المحامي رديف مصطفى، أن تلتزم قسد بالمطالب الأمريكية. وبرر ذلك بأن العمال الكردستاني هو الذي يملك ويدير فعلياً "الإدارة الذاتية" عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، ولن يسمح بهذه الخطوة. اقرأ أيضاً: غارات روسية على مناطق جبل الزاوية في ريف إدلب ويأتي المطلب الأمريكي، لضمان إنجاح المفاوضات التي يجريها "المجلس الوطني الكردي"، و"الاتحاد الديمقراطي"، التي وصلت إلى مراحل متقدمة. يُذكر أن مناطق قسد كانت قد شهدت مؤخراً تظاهرات، رُفعت خلالها صور زعيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، ما اعتبر بأنه محاولات لقطع الطريق على أي خطوة لفك الارتباط بين قسد والحزب.
تسليم عين عيسى:
وفي 28 ديسمبر 2020، قال عضو مجلس الشعب السوري النائب، مهند الحاج، إن "قرار قوات سوريا الديمقراطية تسليم مدينة عين عيسى للجيش السوري، جاء بعد فشل رهانها على الموقف الأمريكي لردع الخطر التركي في الشمال السوري".
وأوضح في تصريحات لـ"راديو سبوتنيك" أن "الضغط الروسي من جانب والضغط العسكري السوري من جانب آخر، دفع "قسد" لتوقيع هذا الاتفاق للانسحاب من عين عيسى وتسليمها للجيش العربي السوري".
وأشار إلى أن "دخول الجيش السوري إلى هذا المناطق "سيضع حدا للتوغل التركي كما حدث سابقا، وسيجعل تركيا تفقد حجتها المتعلقة بوجود فصائل على حدودها تهدد أمنها".
وأكد الحاج أنه "لا توجد معلومات دقيقة حول موعد انسحاب قوات قسد من عين عيسى، لكن هناك قبول بالانسحاب حيث سبق أن اختبرت "قسد" نفسها وفشلت في مواجهاتها مع تركيا فيما نجحت قوات الجيش السوري في التصدي للأتراك في عفرين وكبدتهم خسائر فادحة"، على حد قوله.
وأكد أن "قوات "قسد" لن تتراجع عن الاتفاق لأنها تعي أنها لاتملك القدرة العسكرية للتصدي للهجمات التركية، إضافة إلى هذا التذبذب السياسي في الولايات المتحدة بين ترامب وبايدن بما يجعل واشنطن غير جاهزة لاتخاذ موقف سياسي يردع الاتراك لمصلحة جماعة انفصالية"، بحسب قوله.