حركة الشباب تتبنى مقتل تركيين وإصابة 3 آخرين في الصومال

الأحد 03/يناير/2021 - 12:59 ص
طباعة حركة الشباب تتبنى حسام الحداد
 
أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه، مقتل مواطنين تركيين اثنين، وأصيب 14 آخرين بينهم 3 أتراك، جراء انفجار سيارة مفخخة استهدفت عمال بشركة تركية في الصومال.
وقال الوزير التركي، في بيان السبت 2 يناير 2020، إن "مواطنين تركيين قتلا بانفجار سيارة ملغومة استهدف عمالا بشركة تركية في الصومال".
وأشار إلى أن "14 شخصا أصيبوا في الحادث بينهم 3 أتراك وأنهم ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى".
ودانت أنقرة الهجوم الذي تبنته حركة "الشباب" في الصومال على مهندسين أتراك يعملون في شق طريق جنوب العاصمة مقديشو.
وقالت الخارجية التركية في بيان صحفي: "يؤسفنا تلقي أنباء عن وقوع هجوم إرهابي بسيارة مفخخة صباح اليوم ضد شركة تركية في الصومال أسفر عن مقتل 4 أشخاص، ونحن نتابع عن كثب الوضع الطبي لأربعة مواطنين أتراك أصيبوا في الهجوم".
وأضافت: "إننا ندين بشدة هذا الهجوم الشنيع الذي استهدف موظفي شركة تركية قامت بشق طريق مقديشو - أفجوي وساهم في تنمية الصومال وازدهاره، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونؤكد مرة أخرى أننا نقف إلى جانب شعب وحكومة الصومال الصديق والشقيق".
وكانت حركة "الشباب" الصومالية أعلنت مسؤوليتها عن تفجير انتحاري قرب العاصمة مقديشو أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، حسبما ذكرت وسائل الإعلام اليوم السبت.
وأفادت بوابة صومالية (غاروي أونلاين) أن الانفجار وقع جنوب العاصمة واستهدف طاقم بناء بإشراف تركي كان يعمل بالقرب من أحد الطرق.
وزعمت حركة "الشباب" أن الانفجار أسفر عن مقتل مسؤول تركي واثنين من ضباط الشرطة الصومالية، بحسب المنفذ.
وأفاد الموقع أن مشروع الطريق الذي يربط مقديشو ببلدة أفجوي القريبة تم تمويله من خلال تبرع قطري.
خلفيات الحادث:
يرجع البعض أن هذا الحاث نتيجة للتوغل التركي في الشأن الصومالي وامداد بعض القوات بالسلاح ففي هذا العام على سبيل المثال تبرعت تركيا بأثني عشر مركبة قتالية مقاومة للألغام ومحمية من الكمين من طراز BMC إلى الصومال، كما يستخدم الجيش الصومالي بنادق الجيش التركي MPT-76 الهجومية، التي تبيعه تركيا للصومال بشكل مستمر.
كذلك انتشار معلومات عن شحنة عسكرية تود تركيا إرسالها للصومال، تقاطعت مع ما يقابلها من معطيات جمعتها ونشرتها صُحف المعارضة التركية، التي قالت بأن الأجهزة الاستخباراتية والفصائل المسلحة السورية الموالية لتركيا، تعتزم إرسال مجموعات من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا إلى الصومال.
صحيفة الزمان المعارضة نقلت عبر موقعها الإلكتروني معلومات عن اجتماعات تنسيقية تجريها تلك الفصائل في ريف مدينة عفرين السورية المحتلة، تخضع فيها مئات الشبان السوريين لدورة تدريبية لإرسالهم إلى الصومال، ليكونوا عوناً للرئيس الصومالي، المتصارع مع قوى المعارضة بشأن الانتخابات القادمة، والذي تريد تركيا عن طريقه الهيمنة السياسية والأمنية على الصومال.  
الاندفاع التركي الأخير نحو الصومال يأتي عقب قرار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) في 11 ديسمبر 2020، سحب قرابة 700 جندي من القوات الأميركية من الصومال، التي كانت تقوم بمهام تدريبية لفرق من القوات الخاصة الصومالية، بالذات التشكيلات التي تقوم بمحاربة الإرهاب.
قرار السحب جاء بعد أمر من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي طلب الانتهاء من المهمة قبل الخامس عشر من يناير المقبل.
الانسحاب الأميركي زاد التطلعات التركية نحو الصومال، حسبما نقلت صحيفة النيويورك تايمز، التي نشرت تقريراً تفصيلياً عن الأحوال العامة في البلاد، كتبته ديكلان واللش، أجرت فيه مقابلات مع أعضاء سابقين في البرلمان الصومالي، مثل أيوب إسماعيل يوسف، والعقيد أحمد عبد الله الشيخ، الذي كان قائداً لـ"وحدة دناب" العسكرية التي دربتها القوات الأميركية، طوال الأعوام 2016-2019. حيث رأى العقيد الشيخ في الانسحاب الأميركي إفساح للمجال أمام كل من قطر وتركيا، اللتان تخططان على الأرض لملأ الفراغ، بالذات من حيث تقديم قطر للتغطية المالية، وتخطيط تركيا لتدريب عشرة آلاف جندي صومالي، وتحويلهم إلى قوة لها.
لكن الشيخ أكد للصحيفة الأميركية بأن ذلك لا يعني بأن "قوات دناب" سوف تتحلل، بل سوف تدخل طوراً جديداً، تعتمد فيه على قواها الذاتية فحسب.
هذا التدريب العسكري الذي من المتوقع أن تمنحها تركيا لوحدات من الجيش الصومالي، سيكون ذو بعد سياسي، إذ يتم إرسال الكتائب الصومالية بشكل منتظم إلى تركيا للخضوع لبرامج تدريب النخبة كما تقول المعلومات الإعلامية، بما في ذلك العمليات الخاصة والمغاوير ومكافحة الإرهاب وحرب المدن وأنشطة مكافحة العبوات الناسفة، حسبما صرحت وزارة الدفاع التركية، إذ تجري بعض هذه الدورات في قيادة مكافحة الإرهاب وتدريب الكوماندوز للجيش التركي في منطقة إسبرطة في غرب تركيا.
ثمة شبكة من الأهداف المتنوعة التي يمكن لتركيا أن تستغل فيها الكيان الصومالي الهش مستقبلاً، خصوصاً وأن تركيا فقدت مؤخراً حليفاً استراتيجياً في تلك المنطقة، هو الرئيس السوداني المخلوع أحمد حسن البشير. بالمرامي التركية تبدأ السيطرة العسكرية والسياسية، مروراً بالنفوذ الاستخباراتي والأمني، وليس انتهاء بالهيمنة الاقتصادية.
وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراخي، كان قد نقل خلال مؤتمر صحفي خاص معلومات تقول بأن حكومة بلاده قد توصلت من خلال التحقيقات التي أجرتها مع عدد من المهاجرين الآتين من تركيا بأنهم قدموا عن طريق مكتب الارتباط التركي في الصومال، الذي يدير عدد من المؤسسات الصحية والاقتصادية والتعليمية في العاصمة مقديشو، حيث تشجع هذه المؤسسات التركية الشبان الصوماليين للقدوم إلى تركيا، ومن ثُم الهجرة غير النظامية منها إلى اليونان وباقي الدول الأوروبية، بغية إثارة قلاقل أمنية وديموغرافية للدول الأوربية، حيث وصل عدد المهاجرين الصوماليين بهذه الطريقة إلى أكثر من 300 مهاجر، حسب الوزير اليوناني.
وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" زادت من دعايتها الترويجية لما تقوم به من أعمال في الصومال، خصوصاً في القطاع الزراعي، من خلال ما تقدمه من مواد للمزارعين الصوماليين، والتخطيط المستقبلي لتوسيع استثماراتها في الأرياف الشمالية الخصبة من البلاد.
مؤسسة جاميستون الأمريكية للأبحاث، كانت قد نشرت ورقة سياسات تحليلية حول النفوذ التركية في الصومال وتطلعاته المستقبلية، كتبها جان قصاب أوغلو، قال فيها: "في الوقت الحالي، لا تتوقع تركيا أن تقلص من طموحاتها في أفريقيا، بالذات في الصومال، حيث ثمة شيء وموقع مختلف وفريد من نوعه في حسابات تركيا الاستراتيجية".
لا تقتصر سياسة تركيا في الصومال على إقامة قواعد أمامية فحسب، بل تتعلق ببناء حليف طبيعي في بلد مهم في منطقة القرن الأفريقي.

شارك