"داعش" تتبنى مقتل تسعة جنود نظاميين بكمين في الصحراء السورية

الإثنين 04/يناير/2021 - 11:51 ص
طباعة داعش تتبنى مقتل تسعة حسام الحداد
 
سقط عدد من القتلى والجرحى السوريين مساء الأحد 3 يناير 2021، في هجوم استهدف قافلة صهاريج محروقات وحافلات ركاب للنظام السوري، على الطريق الرابط بين الرقة والعاصمة دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "تسعة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم، من بينهم سبعة عناصر من قوات النظام السوري"، مشيرا إلى أن الهجوم نفذه تنظيم الدولة، واستهدف حافلة تقل عسكريين، وهو الثاني في أقل من أسبوع، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".
وأفاد المرصد بأن "الكمين أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة 16 بجروح بينهم أربعة مدنيين".
في حين، ادعت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري أن "تسعة مدنيين قتلوا في الهجوم، وأصيب أربعة آخرون بجروح، في هجوم استهدف صهاريج لنقل المحروقات وعددا من الحافلات السياحية على طريق إثريا سلمية".
وأشارت الوكالة إلى أنه تم نقل باقي الركاب إلى منطقة آمنة، وإسعاف الجرحى، لافتة إلى أنه في بعض مناطق البادية تنتظر خلايا من بقايا تنظيم الدولة، رغم أن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم.
وكان تنظيم الدولة تنبى هجوما وقع قبل نحو أسبوع، استهدف حافلة في سوريا، وأودى بحياة 37 عنصرا على الأقل من قوات النظام السوري، حسب ما أفاد موقع "سايت" الأمريكي المتخصص بمراقبة مواقع الجماعات المتطرفة.
ونقل "سايت" بيانا نشرته وكالة "أعماق" الدعائية التابعة لتنظيم الدولة، وأرفقته بصورة للحافلة التي اندلعت فيها النيران
وجاء في بيان التنظيم "كمَنَ جنود الخلافة لحافلة تقلّ عناصر من الجيش النصيري المرتدّ (..) حيث استهدفها المجاهدون بالأسلحة الثقيلة، وفجّروا عليها عددا من العبوات الناسفة، ما أدّى لتدميرها وهلاك نحو 40 عنصرا، وإصابة آخرين".
وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية قالت في وقت سابق إن ستة أشخاص قد قتلوا، دون أن تذكر أنهم جنود، قرب وادي العذيب في الجزء الغربي من الصحراء المعروفة بالبادية شرقي حماة وذلك في كمين استهدف حافلتهم.
وقال عسكريان منشقان على صلة بمصادر على الأرض إن طائرات روسية قصفت المنطقة التي شهدت الهجوم المفاجئ الذي أسفر أيضا عن إصابة 20 جنديا على الأقل بعضهم بإصابات خطيرة.
ونقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام عن مصدر محلي أن اشتباكات اندلعت في أعقاب الهجوم، بين الجهاديين والجنود السوريين.
وكان الإعلام السوري الرسمي قال يوم الأربعاء الماضي إن 28 فردا قتلوا في هجوم "إرهابي" مشابه على حافلة بطريق سريع في محافظة دير الزور المتاخمة للعراق.
ونشر مؤيدون للجيش السوري في وقت لاحق مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي لمركبات عسكرية محترقة في واقعة قال سكان ومنشقون عن الجيش إنها كانت كمينا لحافلات تقل جنودا في طريقهم إلى ثكناتهم بعد عطلة.
وقدم منشقون عسكريون رقما أكبر تجاوز الثلاثين قتيلا قائلين إنهم عسكريون بالفيلق الرابع، نخبة الجيش، الذي له تواجد قوي في المحافظة الغنية بالنفط منذ طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها نهاية 2017.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية يوم الخميس مسؤولية التنظيم عن الكمين وقالت إنه أسفر عن مقتل 40 جنديا سوريا وإصابة ستة آخرين بجروح بالغة.
وتقول مصادر مخابرات غربية إن الشهور الأخيرة شهدت زيادة في الكمائن والهجمات الخاطفة التي ينفذها فلول مسلحي الدولة الإسلامية الذين يختبئون في الأساس داخل كهوف بمنطقة البادية المقفرة.
وتقول المصادر أيضا إن القبائل العربية التي تسكن المنطقة ثار غضبها في الأشهر القليلة الماضية من عمليات إعدام عشرات البدو المشتبه في انتمائهم للمتشددين والتي نفذتها ميليشيات إيرانية تعمل في المنطقة.
وعلى الرغم من هزيمته في مارس 2019، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشن هجمات دورية في سوريا، خصوصا في منطقة البادية الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق حيث تنشط مجموعات جهادية.
وبعدما كان قد أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة" في مناطق سيطر عليها في سوريا والعراق، تكبّد تنظيم الدولة الإسلامية خسائر متتالية في البلدين قبل أن تنهار "خلافته" في آذار/مارس 2019 في سوريا.
لكن التنظيم عاود هجماته وانخرط في حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له والقوات الكردية التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي نيسان/ابريل، قضى 27 عنصرا في قوات النظام في هجوم للتنظيم المتطرف في محيط مدينة السخنة الصحراوية (وسط) التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وفي الاشهر الأخيرة أصبحت البادية مسرحا لمعارك منتظمة بين الجهاديين والقوات السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي.
وبعدما خرجت مناطق كثيرة عن سيطرة النظام في بداية النزاع، تمكنت دمشق بدعم من روسيا وإيران من تحقيق انتصارات ميدانية متتالية خلال السنوات الثلاث الأخيرة وباتت تسيطر اليوم على أكثر من 70% من البلاد.
والمناطق التي لا تزال خارجة عن سيطرتها هي إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، ومناطق سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على طول الحدود الشمالية، ومناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرق البلاد.
واسفر النزاع عن اكثر من 387 الف قتيل، وأحصت الأمم المتحدة 6,7 ملايين نازح سوري و5,5 ملايين لاجئ.

شارك