حملات مغرضة " لتطويب " الإرهابي سليماني في اليمن والعراق ولبنان
الثلاثاء 05/يناير/2021 - 09:47 ص
طباعة
روبير الفارس
مع تواكب الذكري السنوية الأولى لمقتل الإرهابي قاسم سليماني تم تدشين حملات مغرضة لتطويب الإرهابي وتحويله إلى بطل ورمز .بل وتزيف التاريخ والوعي بإطلاق لقب " شهيد القدس " عليه في حين أن فيلق القدس لم يطلق رصاصة واحدة من أجل فلسطين
وفي اليمن
شبه زعيم مليشيا الحوثيين الإرهابية عبدالملك الحوثي، قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، بأهل بيت النبي محمد (علي والحسين والعباس).
وقال الحوثي في رسالة له بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل سليماني: أن قاسم سليماني حظي بنفحات من بأس علي وتفاني الحسين وإيثار العباس عليهم السلام"، حسبما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية.
وقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي، في 3 يناير 2020 في غارة أمريكية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد.
وفي العراق
أبدى نشطاء عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، استياءهم الشديد من قيام عصابات الكيان الصفوي الإرهابي التابع للملالي بإحياء ذكرى مقتل المجرم قاسم سليماني وكذلك الإرهابي أبو مهدي المهندس في ساحة التحرير وسط بغداد.
وقال النشطاء، إن بغداد المدنسة من قبل عصابات الكيان الصفوي الإرهابي الغاصب، تحيي ذكرى الإرهابيين وتنقل أهالي الميليشيات الموالية لإيران في باصات إلى ساحة التحرير في بغداد.
وأشار النشطاء إلى أنه تم نقل أهالي الحرس الثوري العراقي والميليشيات الموالية لإيراني من الجنوب الشيعي في باصات إلى بغداد، فهؤلاء المتواجدون في ساحة التحرير ليسوا من أهالي بغداد بل من الجنوب الشيعي.
وقال نشطاء، إنه تم رفع صورة كبيرة تجمع الإرهابيين سليماني والمهندس على مبنى المطعم التركي المجاور لساحة التحرير وسط بغداد، بدلا من رفع صور شهداء العراق من شباب المتظاهرين.
وأكد نشطاء عراقيون، أنه في ذكرى الهالك قاسم سليماني المخطط لتدمير الدول العربية والإسلامية نقول شكرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تخليصنا من هذا المجرم.
وأشار نشطاء إلى أن ميليشيا الحوثيين الارهابية في اليمن تحيي فعالية ذكرى الهالك قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإرهابي بحضور الحاكم العسكري لصنعاء المدعو حسن ايرلو، تأكيد جديد على التبعية والانقياد الحوثي الكامل لنظام الملالي في إيران، ومساعي طهران تحويل الأراضي اليمنية إلى مقاطعة فارسية.
وأكد نشطاء، أنه مؤلم هذا الحشد الطائفي البغيض الذي يحيي ذكرى إرهابي إيراني في بغداد عاصمة الرشيد إذا لم يكن هذا احتلال من قبل إيران للأرض والعقول والإرادة السياسية فما هو الاحتلال؟!.
وأشار النشطاء إلى أن حلفاء إيران في العراق، كانوا يهددون بطرد أمريكا من العراق بالتزامن مع ذكرى مقتل قاسم سليماني، ولكن حدث العكس، حيث هرب الحلفاء إلى إيران خوفا من أي تصعيد، واكتفوا بخروج إجباري لذيولهم بمظاهرات في بغداد.
ويرصد "بغداد بوست" ردود أفعال نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على ذكرى مقتل الإرهابي قاسم سليماني:
وقال حساب، "@waleedALQudaimi"، " في ذكرى الهالك قاسم سليماني المخطط لتدمير الدول العربية والإسلامية لا يسعني إلا أن أقول شكرا للرئيس ترامب".
وأضاف، حساب، " @the_boss2016A"، " تمر الذكرى السنوية الأولى لتصفية رأس الإرهاب العالمي بقرار تاريخي شجاع يخلد ذكرى وسيرة رئيس أميركي مقدام يضع حداً فاصل لغطرسة نظام إرهابي إيراني ويجعله يخور ويلطم عجزاً عن الرد لإرضاء الداخل الإيراني المتعطش للرد الموعود من الملالي والذي لن يتحقق".
وتابع حساب، "@amrialrheel"، " مؤلم هذا الحشد الطائفي البغيض لإحياء ذكرى علج من علوج إيران في بغداد عاصمة الرشيد إذا لم يكن هذا احتلال من قبل إيران للأرض والعقول والإرادة السياسية فما هو الاحتلال !؟".
وذكر حساب، "@alotabi_q8"، " العراق يحيي ذكرى مقتل قاسم سليماني الجنرال الإيراني وإيران تحتل العراق منذ سنين ..إلى أين يا عراق المسير ...؟؟".
وقال حساب، "@Talib39157347"، " كانوا يهددون بطرد أمريكا من العراق بالتزامن مع ذكرى مقتل قاسم سليماني. ولكن حصل العكس، هم هربوا إلى إيران خوفا من أي تصعيد ! اكتفوا بخروج إجباري لذيولهم بمظاهرات، فهل هذا تغيير في الخطة أو تراجع تكتيكي؟".
وقدم الإعلامي اللبناني علي شندب
تحليلا مهم حول عملية تحويل سليماني الي بطل وكيف سطا حسن نصر الله علي العراق ليحقق هدفه واكاذيبه بإطلاق لقب شهيد القدس علي سليماني فقال
علي شندب
بات زعيم حزب الله ضيفا تقليديا سنويا في قناة الميادين، وفي حوار العام بدا نصرالله جنديا في الحرس الثوري الإيراني أكثر مما هو في جيش الولي الفقيه، حيث بذل جهدا مضاعفا في محاولته تطويع التاريخ، وتزييف الكثير من وقائعه ومجرياته بما يؤدي إلى تطويب سليماني كأيقونة يحتاج رسمها وتكريسها لتزييف وتزوير أكبر ممّا فعله نصرالله، وأغلب الظنّ أنه سوف يعمل على نسب أبوة أعمال كثيرة قادمة لقاسم سليماني بوصفه الملهم والمخطط والراعي لها.
أكثر ما كان يثير قلق نصرالله رغم تظاهره بالاطمئنان والهدوء، الأنباء المتوالية عن اغتياله، وأنه بات هدفا أكثر من أي وقت مضى للاغتيال الذي لم تكن تسمح به ظروف كثيرة. لكن نصرالله ومن لحظة اغتيال سليماني في مطار بغداد، استشعر تبدّلا في الظروف التي وضعته على رأس قائمة الاغتيال، فعمد إلى اتهام السعودية بالتحريض عليه من خلال اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب. وهو الاتهام الفتنة الذي يتخذ عبره نصرالله سنّة لبنان وربما سوريا والعراق، رهائن أو أكياس رمل تقيه الاغتيال، وهو الاتهام الذي هدف من ورائه إلى دفع السعودية تحديدا لممارسة ضغوطها على الأميركيين بهدف تأمين حمايته ورفع اسمه عن لائحة الاغتيال حتى لا تتهم به. واضاف علي
استغرق نصرالله وقتا طويلا في صناعة صورة مخيالية أسطورية لقاسم سليماني، فنسب إليه كل ما يعتبره بطولات من سوريا ولبنان إلى العراق واليمن وصولا إلى فلسطين وخصوصا حركات المقاومة وفق تعريف نصرالله الذي أظهر بعض هذه الفصائل أشبه ببندقية للإيجار، وهذا ما عبّرت عنه صورة سليماني في غزة التي رفعتها حماس في تواطؤ لافت مع تزييف نصرالله لوقائع التاريخ بعنوان "شهيد القدس". فقائد فيلق القدس الإيراني، دمّر الكثير من المدن والعواصم العربية دون أن يطلق رصاصة واحدة باتجاه القدس، لكن حماس وبسلطتها الأمنية في غزة تريد أن تفرض على الفلسطينيين تزييفها للتاريخ أيضا بأن "سليماني شهيد القدس".
إنّه التزييف الذي استفزّ عنفوان وكرامة أهالي غزة فدفعهم إلى تمزيق صورة سليماني وإنزالها والدوس عليها، تماما كما فعل ذلك سابقا شباب الناصرية وبغداد ومحافظات العراق بصور خميني وخامنئي وسليماني. في حين اعتبر نصرالله أن نشر صور سليماني ابتدأ في سياق الحرب على داعش في سوريا والعراق. لكن نصرالله أغفل سهوا أو عمدا أن سليماني وجحافله وميليشيات الحشد الشعبي كانوا يقاتلون في العراق برعاية الأباتشي الأميركية، وفي سوريا برعاية السوخوي الروسية، وأنهم لولا هذه الأباتشي والسوخوي لربما ابتلع داعش العاصمة بغداد وغيرها، وبهذا المعنى يتجحّظ التخادم المشترك مع روسيكا لأجل المصلحة الإيرانية المتخادمة مع أميركا منذ احتلال العراق، ومع روسيا منذ تدخلها في سوريا.
لكن الأخطر في كلام نصرالله، محاولته خطف المقاومة العراقية (تماما كما اختطف واختزل المقاومة الوطنية اللبنانية)، وتصويرها أنها مقاومة الفصائل المتأيرنة نفسها، أي الفصائل التي دخلت العراق على متن الدبابات الأميركية، وكانت من أبرز أدوات الاحتلال المزدوج العسكري الأميركي من جهة، والمعنوي الإيراني من جهة أخرى.
فالاحتلال المعنوي الإيراني، سمح لنصرالله وبسلطته الاستنسابية السياسية والدينية، في تأمين المخارج والفتاوى والتبريرات لكل الخطوط والتيارات العراقية المتأيرنة، حسب قوله: "في مجموعة قيادات وزعامات سياسية مقتنعة بالعملية السياسية، وغير مقتنعة بالعمل العسكري وبمقاومة الاحتلال. وفي فئة تانية مقتنعة بالعمل العسكري المقاوم. وفئة ثالثة مقتنعة بالمقاومة السياسية والشعبية والمدنية، ولكن غير مقتنعة بالعمل العسكري". ويضيف نصرالله أنه "في التجارب السابقة.. كان يؤخذ مسار واحد ويُدعم مسار واحد. في هذه التجربة، الجمهورية الإسلامية دعمت كل المسارات"، وقالت لجميع هؤلاء "اتكلوا على الله ونحن معكم"، لأن كل هذه الخطوط كانت ستؤدي إلى نفس الهدف، ويختم نصرالله "طبعا المسار الأول (أي المسار السياسي) كان أوضح في الإعلام، لأن الشق الثاني (أي المقاومة المسلحة) كان خلف الستار. ما يعني أن إيران كانت تقف وراء كل الخطوط والمسارات المتناقضة الأداء، بما يضمن ولاء المسار الرابح لها أيا يكن.
إذن "اتكلوا على الله" هي الاستراتيجية الإيرانية في العراق، وهي الاستراتيجية التي تضع كل الشيعة بحسب نصرالله في الجيب الإيراني، وهي الاستراتيجية التي تجمع الرافضين المدنيين للاحتلال الأميركي، مع عملاء الاحتلال الذين دخلوا على متن دباباته إلى العراق، لكنها أبدا لم تفصح عن اسم فصيل واحد كان يقاتل ضد الأميركيين.
ربما فات نصرالله الانتباه إلى أن استراتيجية "اتكلوا على الله" قد اعتمدها أيضا أبناء البصرة والنجف وكربلاء والسماوة والناصرية وذي قار والديوانية والفرات الأوسط والكوفة وبابل وجرف الصخر، وبرهنوا أنهم وحدهم المتكلون فعلا على الله وليس على أميركا ولا غيرها، وقاموا بإحراق قنصليات إيران، فضلا عن صور قادتها وكل رموزها، بالإضافة لمقرات ومكاتب فصائل المقاومة المتأيرنة إياها من منظمة بدر وعصائب أهل الحق، وسرايا السلام، وحزب الدعوة بأجنحته المختلفة وغيرهم من الميليشيات ولعدة مرات في إعلان صريح على رفض الهيمنة والوصاية الإيرانية على العراق، الذي تحوّل بفعل سطوة الميليشيات المتأيرنة لمجرد سوق سوداء يضخ الدولار الأميركي في السوق الإيراني المتداعي الذي يرزح تحت عقوبات اقتصادية ومالية قاسية. وتسأل علي
فهل وصل الإفلاس لدى نصرالله إلى درجة تجعله ينكر الجغرافيا ويزوّر التاريخ ووقائعه الدامغة، وهل وصل به الأمر إلى درجة تجعله يقول إن المقاومة العراقية هي من صناعة إيران وجنرالها قاسم سليماني؟.
ثم هل إن مسرح عمليات مقاومة نصر الله العراقية، كان في الفلوجة وخان ضاري والرمادي والرطبة وعانة وراوة والبغدادي وحديثة والقائم. أم في الموصل وكل محافظة نينوى وصولا إلى مضارب شمر في ربيعة المحاذية للحدود مع سوريا. أم في تكريت وبيجي والدور ومكيشيفة وذراع دجلة وكل محافظة صلاح الدين. أم أنها في المشاهدة والتاجي والأعظمية وحزام بغداد وسامراء. أم أنها في بعقوبة والخالص وخانقين وكل محافظة ديالى. أم في الفرات الأوسط وبابل، أم في.. فعن أي مقاومة عراقية يتحدث حسن نصرالله الذي يريد أن يصادر كل فعل مقاوم وينسبه لقاسم سليماني بهدف تطويبه قائدا لحركات المقاومة وملهمها ومخططها من جهة، وتحقيره لكل من لا يواليهما من جهة أخرى