المراكز والكيانات الإخوانية في تركيا
الثلاثاء 05/يناير/2021 - 05:53 ص
طباعة
حسام الحداد
على مدى السنوات السابقة، سمحت السلطات التركية بإنشاء كيانات إخوانية متعددة في مدينة اسطنبول التي تتركز وتقيم فيها جالية عربية ومصرية كبيرة، هذه الكيانات تمارس دورا مهما في تنفيذ أكبر مشروع في تاريخ الجماعة لتجنيد الشباب العربي، وتحويل إسطنبول لغرفة عمليات لتدريب وتأهيل الأجيال الجديدة، على الأفكار المتطرفة، تحت رعاية المخابرات التركية، وحزب العدالة والتنمية، ومن أهم هذه الكيانات:
جمعية وقف النسيج الاجتماعي
مقرها مدينة إسطنبول التركية، لديها معسكرات في غابات المدينة وتقوم بتجنيد الشباب التركي وتعليمه أفكار الجماعة، وتدريس كتب مؤسس الجماعة حسن البنا وسيد قطب، كما تستضيف بعض قادة الجماعة للتباحث حول الترويج لسياسات أردوغان في المنطقة العربية.
يترأس الجمعية نور الدين يلديز المعروف إعلامياً بمفتي الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو الذي يتولى مهمة توظيف الإخوان للعمل سياسياً لحساب الرئيس التركي في الدول العربية، وقد استضاف في معسكرات الجمعية بإسطنبول عددا من عناصر جماعة الإخوان الفارين من مصر، أن الموقع الرسمي للجمعية نشر في 7 يونيو من العام 2011، وعقب 6 شهور من اندلاع ثورة 25 يناير في مصر، أن الرئيس الفخري للجمعية نور الدين يلديز، استقبل وفدا من قيادات ومسؤولي "جمعية الإخوان المسلمين" في تركيا ومصر، في مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا، وفي 29 مارس 2012 أجرى زيارة لمدة يومين إلى الأردن، زار خلالها مقر جماعة الإخوان بعمّان، والتقى مع الأمين العام للجماعة بالأردن همام سعيد.
ساهمت الجمعية في تنظيم مؤتمر في ديسمبر من العام 2016، بعنوان "مؤتمر القادة المسلمين الشباب - حسن البنا"، بمشاركة كل من نور الدين يلديز، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان في مصر، ومدير مديرية الشباب والرياضة في بلدة إسكودار بإسطنبول يعقوب أوكوز.
كما التقى يلديز بعدد من قادة الإخوان في مصر وسوريا، وعقد ندوات في جمعيته لمناقشة مناهج التعليم في الدول العربية وتكريس فكرة الخلافة ضمن تلك المناهج وإلغاء الحدود بين الدول وحل الخلافات بين الدول الإسلامية.
جمعية الحكمة
إن جمعية الحكمة التي تقع خلف شارع سوق مالطا في اسطنبول، تم تأسيسها عام 2002 ، على يد جمال الدين كريم، رجل الأعمال التركي من أصل سوري، ويتولى رئاستها التنفيذية حالياً، الإخواني المصري، عبد العزيز إبراهيم، أحد قيادات لجنة التربية داخل الجماعة وأحد رجال، نائب مرشد الإخوان، خيرت الشاطر، والمحبوس في مصر على ذمة قضايا عنف وتحريض.
تسعى جمعية الحكمة، للهيمنة على الجاليات العربية، واللاجئيين العرب، الذين تضرروا من مناطق الصراع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتعتبر أول منظمة تركية تنضم لما يسمى بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، المظلة الرسمية لجماعة الإخوان في الغرب.
وفي 2005، 2006 أسند لـ"جمعية الحكمة"، تنظيم الاجتماعات الخاصة بالمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث، والتي استضافتها اسطنبول، وشارك فيها يوسف القرضاوي، وعدد من قيادات التنظيم الدولي.
طرحت "جمعية الحكمة"، عدداً من المشاريع الفكرية، التي تتبنى أفكار سيد قطب، وحسن البنا، وأبو الأعلى المودودي، ومشروع دولة الخلافة الإخوانية، وتستهدف التركيز على المراهقين والأشبال والفيتات، والشباب.
تتولى مهمة استقطاب الشباب العربي والتركي وتجنيده للانضمام للجماعة والترويج لأفكارها وتمددها وتشويه المعادين لها عبر ميليشيات إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تقوم الجمعية بتنظيم دورات مؤهلة لسوق العمل في تركيا، كمدخل لإغراء واستقطاب الشباب الباحث عن لقمة عيش، ضمن برنامج تأهيل الشباب العربي لسوق العمل في تركيا، يهدف في مرحلته الأولى لتدريب 5 آلاف شاب، كما تقدم دورات لتعليم اللغة التركية للعرب، والعربية للشباب التركي.
وتستهدف الجمعية اللاجئين العرب الذين يقيمون في تركيا هربا من الأحداث والنزاعات في دولهم مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتعتبر أول منظمة تركية تنضم لما يسمى "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، المظلة الرسمية لجماعة الإخوان في أوروبا والغرب.
ومؤخرا دخلت جمعية الحكمة في شراكة مع بعض المؤسسات الإخوانية، مثل الاتحاد العالمي للطلاب، واتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامي الخاضع لسيطرة حزب العدالة والتنمية التركي، كما طرحت عدة مشروعات فكرية تتبنى أفكار حسن البنا وسيد قطب، وتروج للخلافة الإسلامية تحت قيادة تركيا، كما تقوم بمهمة تحفيظ القرآن والفقه والتفسير وتدريس كل كتب قادة ومؤسسي الإخوان، وتغرس في نفوس وعقول الشباب المنضمين فكرة إقامة دولة الخلافة بقيادة تركيا، التي تحارب من أجل الإسلام ومصالح المسلمين في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول
اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية
تأسس اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية في اسطنبول، ويضم أكثر من 350 منظمة تابعة للإخوان في العالم، كما يسند إليه تلقي أموال الإغاثة والتبرعات والزكاة، ويديره اثنان من قادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وهما غزوان المصري وجمال كريم الدين، ويترأس مجلس إدارته الإخواني علي كورت.
ويعتبر اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية حلقة الوصل بين المؤسسات الإخوانية لتمرير أموال الجماعة داخل منطقة الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي، ويرتبط بعلاقات شراكة واسعة مع اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وغيرها من المؤسسات الدولية التابعة لجماعة الإخوان في الغرب.
اتحاد الجمعيات المصرية في تركيا
تم تأسيسه عام 2018، ويتولى قاداته الإخواني الهارب، مدحت الحداد، ويعتبر أحد الكيانات المعنية بإدارة أموال الإخوان المصريين الهاربين، سواء المشاريع الاستثمارية التابعة للجماعة، أو جمع أموال التبرعات والاعانات الشهيرية التي تصل إليهم من خلال التنظيم الدولي وفروعه.
وضع "اتحاد الجمعيات المصرية في تركيا"، على قائمة أهدافه تشويه الدولة المصرية، ومؤسساتها، والتوسع في انشاء المنابر الإعلامية التي يتم توظيفها لهذا الهدف تحديداً.
يقع "اتحاد الجمعيات المصرية في تركيا"، ضمن مظلة "اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية"، الذي يشرف عليه التنظيم الدولي، وحزب العدالة والتنمية، ويقوم بدور كبير في استقطاب الشباب العربي بشكل عام، وليس المصري فقط.
يعتبر مدحت الحداد، أحد المؤسسين للجناح الاقتصادي داخل جماعة الإخوان، وعضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان وكان مسؤولاً عن المكتب الإداري لمحافظة بالإسكندرية قبل هروبه من مصر، تم اتهامه في قضية الشبكات السرية المالية لجماعة الإخوان في سبتمبر 2019، وهي الخلايا التي سعت إلى توفير الدعم المادي لعناصر التنظيم لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية داخل الدولة المصرية.