بين التصعيد والمهادنة.. لماذا حذر نجاد قادة إيران من حرب مدمرة؟
«سحب حرب» تشهدها منطقة
المشرق العربي ، في ظل الترقب والتصعيد الكلامي من قبل قادة الحرس الثوري
الايراني، ومخاوف من تحرك إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية
الى ايران، في ظل قيام الاخيرة بإعادة تخصيب اليورانيوم الى 20 %.
الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، حذر في رسالة بعثها الى الرئيس
حسن روحاني من اندلاع حرب مدمرة في المنطقة، مطالبا قادة ايران بوقف هذه الحرب
الوشيكة.
وكتب نجا د في الرسالة: "من مجموع التطورات والمواقف والأخبار التي تنشر
في مختلف وسائل الإعلام حول العالم، يُستدل على أنه تم التخطيط لحرب مدمرة جديدة في
المنطقة الحساسة بالشرق الأوسط والخليج.. هذه الحرب توشك أن تقع".
وأضاف الرئيس الايراني السابق "على كل السلطات والمسؤولين اتخاذ الإجراءات
الضرورية والعاجلة لمنع الحرب".
التوترات تأتي بعد ساعات من اعلان البحرية
التابعة للحرس الثوري، في بيان لها، احتجاز ناقلة نفط كورية جنوبية في مياه الخليج،
مشيرة إلى أن سبب الاستيلاء على هذه الناقلة هو "الانتهاك المتكرر للبروتوكولات
البيئية البحرية".
فيما يرى البعض ان ما قامت به ايران هو ممارسة وبلطجة ومرتبط بعملية تحفظ كوريا
الجنوبية على أكثر من 7 مليارات دولار لايران.
كذلك اعلان طهران
زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران إلى 20 %، فيما أعربت اليابان والصين والمفوضية
الأوروبية والسعودية عن قلقها إزاء إجراء طهران.
وأعرب الاتحاد الأوروبي،
5 يناير عن "قلقه العميق" بشأن إجراءات إيران، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات
"انتهاك للالتزامات النووية، وستكون لها عواقب وخيمة".
كذلك
ذكرت تقارير اعلامية عدة، أن الحرس الثوري
الإيراني قام بنقل صواريخ قصيرة المدى الدقيقة،
وطائرات مسيرة مصنعة إيرانياً إلى العراق، وتم تخزينها في مواقع شديدة الحراسة في المحافظات
الجنوبية العراقية.
إيران
أرسلت وحدتين من ضباط «الحرس الثوري»، التي تأخذ تعليماتها بصورة مباشرة من قائد «قوات
قدس» الجنرال إسماعيل قاآني، وتلك الوحدات مختصة بإطلاق الصواريخ ووحدة الطائرات المسيرة،
مع الشحنة إلى العراقن وفقا لصحيفة القبس.
كما سيطر موضوع العرض العسكري الإيراني بمشاركة مجموعة كبيرة من الطائرات المُسيّرة المصنعة محليا، في استعراض للقوة بعد يومين من ذكرى قتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وأشارت صحيفة "كيهان" إلى هذا العرض ونقلت تصريح رئيس هيئة الأركان الذي قال إن يدنا على الزناد وجاهزون للرد على أميركا إذا ما أرادت استهداف إيران، وعنونت "خراسان": "أكبر استعراض للطائرات المسيرة في إيران"، وكتبت "جوان": "إن أخطأتم فسنضرب".
القلق
وسحب الحرب لتي تسيطر على العراق والمنطقة، كشفها تصريحات قائد فيلق القدس التابع للحرس
الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، خلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني، هدد بالانتقام
وقتل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وقال
قاآني، خلال الجلسة إنهم سينتقمون لقاسم سليماني رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل
في هذا الخصوص. وأضاف قائد فيلق القدس الإيراني أن «الهدف الرئيسي» من الانتقام لسليماني
هو انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.
كما
هدد إسماعيل قاآني أيضا بقتل مسؤولين أمريكيين آخرين، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع،
ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية.
كذلك
شهدت الأيام الماضية سجالًا في العراق بعد
اعتقال أحد عناصر من ميليشيا «عصائب أهل الحق» من قبل القوات الأمنية العراقية، وإطلاق«العصائب»
و«حزب الله العراقي» تهديدات مباشرة لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي.
كما
نشرت مقاطع فيديو لمسلحين قالوا إنهم ينتظرون إشارة من قائد العصائب «قيس الخزعلي»
لتنفيذ هجمات ضد من سموهم «عملاء أمريكا»، كما هدد مسلحون بقطع أذني الكاظمي.
وأيضا هدد المسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله
العراقي» أبو علي العسكري، مصطفى الكاظمي، محذرة إياه من «اختبار صبر المقاومة».
وقال
«العسكري» في تغريدة نشرها عبر «تويتر»: «إن المنطقة اليوم تغلي على صفيح ساخن، وإن
احتمال نشوب حرب شاملة قائم، وهو ما يستدعي ضبط النفس لتضييع الفرصة على العدو، بأن
لا نكون الطرف البادئ لها».
وأضاف
القيادي الأمني :«لعل عمليات القصف في الأيام الماضية لا تصب إلا في مصلحة عدونا (الرئيس
الأمريكي دونالد) ترامب الأحمق وهذا ما يجب أن لا يتكرر».
و
في 23 ديسمبر أكد دونالد ترامب ذلك وحذر إيران من التفكير أكثر في أفعالها. وغرد ترامب
عبر «تويتر» : «أنه حتى لو قتل أمريكي ، فهو يحمل إيران المسؤولية»ن لكن المسؤولين الايرانيون نفوا مسؤولية طهران عن
استهداف السفارة الامريكية او التصعيد مع واشنطن.
وقال
السفير الايراني في العراق والقائد السابق بالحرس الثوري، یرج مسجدی في تصريحات صحيفة
«طهران لا تريد أن يصبح العراق ساحة معركة مع الولايات المتحدة.»، مضفا «كما أن علاقات الحكومة الإيرانية مع الحكومة العراقية
برئاسة مصطفى الكاظمي إيجابية وبناءة في جميع المجالات».
لكن
هل كل هذا يعني أن مواجهة عسكرية ممكنة في المنطقة؟ هل نتوقع ارتفاع مستوى التوتر في
الأيام والأسابيع المقبلة وإلقاءه في وسط نيران الحرب؟
يقول
بعض المحللين إنه بينما قد يفكر دونالد ترامب في مواجهة عسكرية في الأيام المقبلة ،
لا ينبغي التغاضي عن رغبة إيران في المخاطرة
في المنطقة.
التقارير تشير إلى أن الايام الاخيرة في ادارة الرئيس ترامب، تشير إلى نذر حرب، ولكن هذه الحرب حتى الان لم تخرج الرصاصة الأولى، الجميع يحبس انفاسه، الجميع ينتظر اجابة السؤال الابرز والمخيم على المنطقة ماذا سيحدث خلال الساعات الاخيرة في عهد ترامب؟