مذبحة داعش ضد شيعة باكستان.. ما وراء ارتفاع صوت عمائم ايران؟

الأحد 10/يناير/2021 - 02:05 م
طباعة مذبحة داعش ضد شيعة علي رجب
 

وجهت الحوزات الشيعية في ايران انتقادات واسعة لحكومة باكستان بعد، استهداف تنظيم داعش الارهابي، مجموعة من عمال مناجم الفحم من أقلية «الهزارة الشيعية»، في إقليم بلوشستان، وقتل 11 عاملا.

وأوضحت الحوزات العليمة ان استهداف تنظيم داعش الارهابي لعمال الشيعية يشكل استهداف لاتباع المذهب الشيعي في باكستان ويعد عاملا على زيادة النعرات التي تستهدف الاقليمية الشيعية بالبلاد.

وادان المرجع الشيعي الايراني، حسين النوري الهمداني، بمذبحة داعش بحق العمال الشيعة، مطالبا المسؤولين الباكستانيين والمنظمات الدولية والحقوقية  بالرد على هذه الجرائم بحق الاقلية الشيعية.

فيما أصدرت «جمعية معلمي مدرسة قم» الدينية بيانا أدانت فيه المذبحة الوحشية الأخيرة للشيعة في إقليم بلوشستان الباكستاني في أعقاب الفظائع الأخيرة

وقالت الجمعية، التي تشكل رابطة لطلاب الحوزة الدينية الشيعة في قم «واجب الحكومة الباكستانية حماية دماء وأرواح المسلمين في البلاد ومنع الجماعات الإرهابية والتكفيريين من الاعتداء على أرواح المسلمين».

واتهمت الجمعية الشيعية وقوف أجهزة مخابرات وراء تنظيم داعش لاستهداف العمال والاقلية الشيعية في باكستان، مطالبة الحكومة الباكستانية بحماية الشيعة.

يرى مراقبون ان تنظيم داعش الارهابي، يشكل احد ابرز التنظيمات الارهابية ذات التواجد في باكستان وأفغانستان والهند، تحت مسمى «ولاية خراسان» وأن جرائم لا تقتصر على الشيعية فقط بل تستهدف المسلمون السنة والاقليات الدينية الاخرىن ولكن البعض يرى ان هناك استثمار ايراني في جرائم التنظيم الارهابي في باكستان، وشبة «تواطئ» بين التنظيم الارهابي وعمائم ايران.

ووفق خبراء أمن باكستانيين، فإن دور إيران في حوادث وقعت في باكستان يبدو واضحا، إذ لا يمكن إنكار دورها في قضية الجندي في البحرية الهندية والجاسوس كولبوشان ياداف الذي تم القبض عليه على الحدود الباكستانية الإيرانية.

كما لا يمكن إنكار دور طهران في واقعة المواطن الباكستاني الإيراني أوزير بلوتش الذي هرب إلى إيران عبر ميناء تشابهار عقب تورطه في الكثير من الاغتيالات في باكستان.

ومنذ وصول «آيات الله» للحكم في ايران، وتأسيس ولاية الفقيه، وتعمل طهران على التغلغل في باكستان والمتاجرة بقضايا الاقلية الشيعية ،وكذلك توسعت في تأسيس مراكز ثقافية لها في كل المدن الرئيسية الباكستانية وأرسلت مندوبين من إيران لإدارة هذه المراكز التي تعنى بتجنيد الأفراد خدمة لإيران ومصالحها. وتمكنت إيران والشيعة في باكستان من إقامة ثلاثمائة معهد ديني شيعي في مختلف المدن الباكستانية. وفي الفترة بين 2002 و2013 أنشأت إيران 54 جامعة طائفية مذهبية في باكستان تعمل على استقطاب الطلبة الشيعة في كل الدراسات وإعطائهم منحا دراسية في إيران، حيث وصل عدد الطلبة الباكستانيين الدارسين في الجامعات الإيرانية أكثر من خمسة وثلاثين ألف طالب في مختلف العلوم.

كذلك أنشأت إيران والحركات الشيعية الباكستانية عددا من التنظيمات المسلحة المحظورة في باكستان وعملت إيران وملاليها على دعم هذه التنظيمات بالمال والسلاح والتدريب، وأهم هذه التنظيمات سباه محمدية وحزب الله الباكستاني وقوة المختار (مختار فورس) وعدد من الميليشيات الطائفية في المناطق القبلية الباكستانية، حسبما جاء في نشرة لمعهد مكافحة الإرهاب في إسلام آباد.

وتشير التوقعات إلى أن النظام الإيراني سيتمتع بنفوذ أكبر في باكستان من شأنه تغيير الموازين في المنطقة عقب انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، ويدعم هذه التوقعات تعيين إسماعيل قاآني قائدا لفيلق القدس خلفا لقاسم سليماني مطلع 2020، وهو الذي ظل مسؤولا لسنوات عن تجنيد مقاتلين للفيلق من أفغانستان وباكستان واهتمامه بشكل خاص بإرسالهم إلى إيران وتدريبهم هناك.

ويعد «لواء زينيبون» ابرز صور استغلال ايران للأقلية الشيعية في باكستان، عبر تأسيس ميليشيا مذهبية، تتألف صفوفه من الشيعة الباكستانيين الذين يعيشون في إيران والهزارة الذين ما زلوا في باكستان، بجانب أطياف أخرى من شيعة باراتشينار وبختونخوا، ويشرف على تشكيله وتمويله وتدريبه الحرس الثوري الإيراني الذي يعمل تحت إمرته، وكان يحارب في الخطوط الأمامية بسوريا والعراق وبعض المناطق الاخرى، تحت ما يسمى جيش التحرير الشيعي، أبرز هذه صور الاستراتيجية الايرانية.

ويحذر خبراء من التأخر الباكستاني في اتخاذ تدابير لازمة لمواجهة عودة مقاتلي لواء «زينبيون»، الأمر الذي يفسح المجال أمام زيادة خطر النزاعات الطائفية في البلاد.

ويؤكد مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية أن عددا كبيرا من عناصر لواء «زينبيون» بدأوا بالعودة إلى باكستان مؤخرا بعضهم بطرق سرية غير قانونية، وذلك بعد تراجع الطلب بشكل كبير على خدماتهم في سوريا بفعل تغير ديناميات الصراع، وحالة الغموض الإيرانية حول مصير تلك الميليشيات التي دعّمت أهداف طهران بكل قوة.

وتتخوف الجهات الباكستانية من إمكانية أن يقوم هؤلاء المقاتلون بتأجيج الصراع الطائفي والفوضى في باكستان، حيث يمكن لطهران أن تتدخل في شؤون الداخلية للدولة ، واستمرار حروب الوكالة التي تخوضها في المنطقة.

وتأثير إيران على المجموعات الشيعية في باكستان يعتبر مهما، حيث شهدت باكستان بتحريض مباشر من إيران أكثر من 3 آلاف هجوم طائفي منذ العام 1986 راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف شخص، وفقا للباحث قسم العلاقات الدولية آيدن غوفن.

 

 


شارك