جماعات التمرد والاخوان.. خطة إيران لابتلاع افريقيا

الإثنين 11/يناير/2021 - 11:25 ص
طباعة جماعات التمرد والاخوان.. علي رجب
 

«تبقى قوات حرس الثورة الإسلامية التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة، راسخةً ثابتةً من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها»، المادة (150) من الدستور الإيراني  والتي تعطي الذريعة والشرعية للتدخل الايراني في أي بقعة بالعالم، وهو ما كان واضحا من وصول الحرس الثوري الى افريقيا تحت لافتات مختلفة، سواء على شكل تعاون اقتصادي او اجتماعي أو ثقافي او عسكري ، وغيرها من الادوات المختلفة التي يتسلل بها الحرس الثوري وايران داخل القارة السمراء والتي تعد ذات أهمية استراتيجية  كبيرة في المخططات الايرانية.

أفريقيا كقارة بكر وغنية بالموارد وأيضا دولة صراعات أهلية لا تنتهي، كانت بيئة مغرية لتواجد إيران فيها وبناء شبكة ميليشيات وخلايا للحرس الثوري تؤمن مصالح طهران في القارة السمراء وتشكل ورقة في صراع السلطة والمال والنفوذ وبناء القوة.

وفي طريق التغلغل الايراني، استفاد عوامل عدة ساهمت في  نجاح مشروع «آيات الله» في أفريقيا، عبر الحضور الشيعي  العربي في  إفريقيا، بالإضافة الي السعي عبر تجنيد مواطنين من دول القارة واعداهم كنموذج وقادة  يسيرون وفقا للنهج الايراني.

كما كان تنظيم الاخوان احد ابرز الادوات التي ساعدت على مرور ايران الى القارة السمراء، في الشمال والشرق وغرب أفريقيا، وجد الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني الفرصة في انقلاب عمر البشير (نظام الإنقاذ الإسلامي 1989-2018) والإطاحة بحكومة الصادق المهدي في السودان، لتكون تدشين مرحلة جديدة للحضور الإيراني في القارة السمراء، ونقطة انطلاق يشمل دولًا إفريقية أخرى مثل جنوب إفريقيا وكينيا وتنزانيا وزيمبابوي وأوغندا ونَيجِيريا والنيجر والكاميرون والسنغال وجزر القمر والصومال وجيبوتي وغانا.

وسريعا عملت ايران على تأسيس جماعات وميليشيات شيعية مدينة بالولاء للمرشد الإيراني كان الهدف الأول للقائمين على استراتيجية التغلغل الإيراني في أفريقيا، وهو ما شكل من  خلال عدة أدوات قامت عليها هذه الاستراتيجية في الصول الى جماعات شيعية متعددة منها ما هو مسلح أو غير مسلح.

ولدى ايران وحزب الله اللبناني، حلفاء وميليشيات في افريقيا داعمه لهم، في مقدمتها الحركة الاسلامية في نيجيريا بغرب افريقيا وهي تحت قيادة ابراهيم الزكزاكي المعروف اعلاميا بحسن نصرالله نيجيريا.

وأيضا تمتد علاقتها مع الجماعات المتمردة في القارة السمراء في مقدمتها حركة «تحرير دلتا النيجر» في شمال نيجيريا، وحركة «القوات الديموقراطية في كازاماس» التي تنشط في مناطق التمرد في السنغال وجنوب جامبيا، وجماعة «سيليكا» في جمهورية أفريقيا الوسطى، وكذلك تنظيم الاخوان في تونس والجزائر والسودان وليبيا والصومال، بالإضافة الى الجماعات الارهابية الاخرى كتنظيم القاعدة.

كذلك تشكل إفريقيا أهمية خاصة في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية، سواء كانت مراكز تدريب لميليشياتها، وتجارة وتهريب السلاح والمخدرات، وأيضا قاعدة استهداف مصالح أعدائها، و يأتي استهداف أعدائها سواء عبر عمليات الوحدة«400» وفليق القدس الأفريقي، أو عبر الميليشيات المذهبية الموالية لها كنشاط حزب الله، أو عبر ميليشيات محلية  تدعمها إيران، وكشف «مركز بحوث تسليح الصراع» كشف نحو 14 حالة تهريب أسلحة إيرانية إلى العديد من الجماعات الانفصالية فى دول مثل نيجيريا.

وتشكل فيلق القدس في إفريقيا، وهو فيلق خاص بعمل الحرس الثوري في القارة السمراء، حيث نشط في عدد من البلدان الأفريقية مثل السودان، وتشاد، وغانا، والنيجر، وغامبيا وأفريقيا الوسطى، ويعمل نظام الملالي على إنشاء بنية تحتية إرهابية جديدة في إفريقيا لمهاجمة الأهداف الغربية، في إطار محاولات إيران توسيع عملياتها الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

وسياسيا، أصبح لإيران أكثر من 40 سفارة في أفريقيا، كذلك نُظِّم "المؤتمر السنوي الأول للعلاقات الثقافية والحضارية الإيرانية الأفريقية"، في مايو 2001، إيران في مارس 2003، "منتدى التعاون الإيراني الأفريقي" بمشاركة 18 دولة أفريقية، وممثلين عن الاتحاد الأفريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وشكّلت دول القرن الأفريقي ثلث الدول المشاركة، وبعد ذلك أنشأت "المجلس التنفيذي الإيراني - الأفريقي"، بوصفه آلية لتنفيذ المشروعات المشتركة بين الطرفين، وأُنشِئ "صندوق تنمية إيران – أفريقيا"، و"بنك إيران – أفريقيا"، عقدت القمة الأفريقية الإيرانية في طهران في منتصف 2010  بمشاركة ممثلين عن 40 دولة أفريقية، كما استضافت مدينة قم الإيرانية في مايو مؤتمراً دينياً لطلاب 30 دولة أفريقية، ليعد واحداً من أبرز مشاريع إيران لزرع أيديولوجيتها المذهبية في القارة السمراء، تكون ابرز الادوات لتغلغل في افريقيا.

كما يسير لعاب ايران على الموراد التي تمتلكها القارة الافريقية، ووفقاً لدراسة أجريت مؤخراً من قبل مركزين للبحوث، وهما « Africa Investor-أفريقيا للاستثمار» و« Africa Group مجموعة أفريقيا»، تقدر الثروة الطبيعية في أفريقيا بأكثر من 13.5 تريليون دولار وأكثر من 1.7 تريليون دولار في قطاعات أخرى مثل المياه والزراعة والسياحة.

ومن أهم المؤسسات الإيرانية التي تعمل على تنفيذ السياسة الإيرانية في إفريقيا، الشركة الإيرانية للنفط و الغاز، ومؤسسات المستضعفين، ومؤسسة الشهيد، ومؤسسة الإمام الرضان وجامعة أم المصطفي، ومؤسسة الـ 15 خرداد، وشركة خودرو للسيارات .

كل ذلك يوضح مدى التغلغل الإيراني داخل القارة السمراء، والاستراتيجية الايرانية في الوصول الى كل منطقة في افريقيا واستغلال الصراعات الاهلية لبناء شبكة معقدة من العملاء والأذرع التي تسخدمهم ايران في اي مواجهات مع القوى الكبرى كـ«حرب بالوكالة».

شارك