خريطة انتشار وتوزيع جماعة الإخوان في أفريقيا
وسط تنامي وتيرة الهجمات الإرهابية والواقع الإنساني الجديد الذي أفرزه الانتشار الواسع لفيروس كورونا، تتصاعد المخاوف وتتجدد التحذيرات من أن تتحول منطقة الساحل إلى ملاذ أمن لنشاط جماعة الإخوان الإرهابية، واقع قد تعجز معه دول القارة السمراء منفردة عن مواجهته وفق ما يؤكده مراقبون على الرغم من جهودها الرامية للتنسيق في مواجهة نشاط إرهابي أخذ في الاتساع.
ولا يبدو أن نشاط
جماعة "الإخوان" الحاضنة الأم لكل جماعات الإسلام السياسي، والجماعات
الإرهابية ببعيد عن القارة السمراء، حيث تنتشر الجماعة –بمستويات مختلفة- في أكثر من
70 دولة حول العالم، ويصنف فرعاها في الأردن وتركيا كأقوى فرعين للجماعة حاليًا، رغم
مواجهة الأول ضغوطًا متزايدة منذ تصنيف الجماعة إرهابية من قبل السعودية والإمارات
ثم مصر في العام 2013.
خريطة انتشار وتوزيع جماعة الإخوان في أفريقيا
انتشرت فروع جماعة الإخوان في العديد من الدول الأفريقية،
كما ذاعت أفكارها –لاسيما منذ الستينيات وتصاعد أفكار سيد قطب وأبو الأعلى المودودي-
في الكثير من الدول حتى في ظل غموض تنظيمي ملحوظ. وقد وجدت تنظيمات وتيارات فكرية تابعة
للجماعة –خارج منطقة شمال أفريقيا- في دول مثل إريتريا والسودان وموريتانيا وغرب أفريقيا،
كما وجدت في أقصى جنوب القارة في جنوب أفريقيا وإن كان في شكل تيار فكري أكثر منه تنظيمًا
حركيًا.
ويبدو أن التعرف على أماكن الجماعة وأسماء حركاتها المرتبطة
فكريًا أو تنظيميًا، يبدو كحقل ألغام، وهناك تحفظات كثيرة على إعلان تواجدهم كتنظيم،
أثناء البحث في التواجد الإخواني حول العالم.
محمد سودان، المسؤول البارز بجماعة الإخوان (موجود بلندن)،
قال: إن جماعة الإخوان المسلمين تتواجد في 85 دولة حول العالم، بين حركات ومؤسسات مرتبطة
فقط بالفكرة أو التنظيم، وفق روابط تتبع الجماعة في تلك الدول.
ففي مصر تأسست الجماعة عام 1928 على يد حسن البنا، تحت اسم
"جماعة الإخوان المسلمين"، وتم حلها ثلاث مرات في 1948 و1954 و2013، وفي
ديسمبر2013، اعتبرتها السلطات المصرية "جماعة إرهابية"، بعد أحداث تفجير
مديرية أمن الدقهلية، في ديسمبر فيما رفضت الجماعة القرار واعتبرته "مسيسًا".
وفي الجزائر تأسست الجماعة عام 1976 كتنظيم يسمى "الموحدون"، وتعتبر حركة "مجتمع
السلم"، التي تأسست عام 1990، أكثر الأحزاب الجزائرية تأثرا بالإخوان، وهي المعبرة
عن الجماعة الآن بعد أن شهدت انشقاقات داخلية.
أما في ليبيا نشأت منذ الستينات، لكنها كانت محظورة حتى سقوط
الرئيس السابق معمر القذافي، وأعيد تشكيل حزب "العدالة والبناء" عقب سقوط
الأخير، كذراع سياسية للجماعة التي تحمل اسم "الإخوان المسلمين في ليبيا".
وفي تونس تأسست عام 1972، تحت اسم "الجماعة الإسلامية"،
ثم تحولت عام 1981 إلى "حركة الاتجاه الإسلامي"، ثم حولت اسمها إلى حركة
"النهضة" سنة 1988، وعادت للمشهد السياسي بعد ثورة تونس التي أطاحت بالرئيس
زين العابدين بن علي، وتؤكد دائمًا عدم تبعيتها تنظيميا للإخوان.
وفي السودان وفق موقع جماعة الإخوان الرسمي بالسودان، تأسست
الجماعة في الخمسينات، وتوالى عليها قيادات عدة وآخرهم علي جاويش. يعرف من تاريخ الجماعة
بالسودان، أنها تعرضت لانشقاقات واختلافات فكرية عديدة.
وفي موريتانيا تأسست عام 1978، تحت اسم "الجماعة الإسلامية"،
وهي معترف بها، إلاّ أن السلطات الرسمية رفضت طلب تأسيس حزب سياسي للجماعة في 1991، وفي العام 2005 تمت الموافقة على حزب التجمع الوطني
للإصلاح والتنمية (تواصل)، وهو محسوب فكريا على جماعة الإخوان، واتخذت موريتانيا إجراءات
ضد أنشطة جماعة الإخوان داخل أراضيها، وحلت عددا من الجمعيات التابعة للإخوان، حيث
حظرت جمعية المستقبل، إحدى أكبر الجمعيات الدينية في موريتانيا، في مارس 2020.
وفي المغرب نشأت في الستينيات على يد الرمز الإسلامي، عبدالكريم
الخطيب، ثم كان حضورها السياسي عبر حزب "العدالة والتنمية" في 1998، الذي
شكل الحكومة عام 2012، وينفي الحزب علاقته تنظيميًا بجماعة الإخوان.
وفي الصومال تأسست حركة الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية عام
1978، وشهدت عدة انشقاقات، وهي موجودة حتى الآن.
وفي جيبوتي تأسست عام 1932، تحت اسم "الإخوان المسلمين"،
و شكّلت الجماعة كأفراد وبالتعاون مع أحزاب معارضة أخرى "التجمع الوطني".
وفي جزر القمر لم يتشكل فيها أي تنظيم معلن للإخوان، رغم
تواجدها فيها، وفق تصريحات نقلها يوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية السابق بجماعة الإخوان.
وفي نيجيريا بدأت علاقات بين نيجيريين وجماعة الإخوان في
الأربعينات، وتعد جماعة "تعاون مسلمي نيجيريا" هي الأقرب للإخوان المسلمين،
التي نشأت في مدينة إيوو، عام 1994.
وفي السنغال تأسست جماعة "عباد الرحمن" على نهج
الإخوان عام 1978.
وفي جنوب أفريقيا يتواجد فيها الإخوان كتيار فكري، وزارها
مؤخرا قيادات بارزة من الإخوان، منهم محمود حسين، ويحيي حامد.
كما يتواجد الإخوان في كل من غانا وكينيا، كتيارات فكرية
ودعوية وخيرية، مع تحفظات من المصادر عن باقي تواجد الإخوان في الدول الأفريقية.