بترحيب عربي كبير.. تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية يرعب إيران
الثلاثاء 12/يناير/2021 - 11:00 ص
طباعة
أميرة الشريف
في خطوة تؤكد حقيقة نوايا جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بتصنيف واشنطن للحوثيين "منظمة إرهابية"، فيما أكدت الجماعة بأن التصنيف لن يؤثر على مسارهم العسكري، وأنها تحتفظ "بحق الرد".
وكان القرار منتظرا منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر، وكانت منظمات غير حكومية وهيئات دولية تخشى أن يعمد ترامب بعد هزيمته إلى تسديد ضربة دبلوماسية لإيران قبل انتقال السلطة في 20 يناير الجاري إلى بايدن الذي أبدى رغبته في معاودة الحوار مع طهران.
وقالت الخارجية الأمريكية اليوم، إنها ستخطر الكونجرس بنيتها في تصنيف جماعة الحوثي كـ "منظمة إرهابية أجنبية".
وتعتزم الوزارة، إدراج ثلاثة من قادة الحوثيين، وهم عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص.
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي والمدعومة بالتحالف الذي تقوده السعودية، بدأت مع شنّ الحوثيين هجوما سيطروا على أثره على العاصمة صنعاء.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو، إن إدراج جماعة الحوثي في اليمن على قوائم الإرهاب من شأنه التصدي لنشاطها الإرهابي والسعي إلى ردع أي نشاط خبيث آخر للنظام الإيراني في المنطقة.
وجماعة الحوثي هي جماعة مسلحة تمردت عن الدولة في 2004 ، وخاضت معها عدة حروب، وفي 2014، تمكنت من اجتياح العاصمة صنعاء والسيطرة على معظم محافظات الشمال اليمني، ولاتزال الجماعة تسيطر على العاصمة صنعاء، ومعظم المناطق ذات الكثافة السكانية في الشمال اليمني، وتخوض معارك ضد القوات الحكومية في عدد من المحافظات.
وتمتلك الجماعة قدرات عسكرية كبيرة، منها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة من دون طيار، وقوارب مسيرة مفخخة، وتستهدف القوات الحكومية في الداخل اليمني وكذا الأراضي السعودية الجارة لليمن.
ورحبت الحكومة اليمنية بالتصنيف الأمريكي للحوثيين "منظمة إرهابية" ودعت الدول العربية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
وفيب خطوة تؤكد الزعر الإيراني من تداعيات القرار، اعتبرت الخارجية الايرانية وضع جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، "تعبيرًا عن إفلاس"إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته.
فميا رحبت الإمارات العربية المتحدة، بالقرار ، وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش: "نرحب بقرار الإدارة الأميركية تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب".
وأضاف: "انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة ومؤسساتها وعلى المجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي والمدني أشعل شرارة العنف والفوضى وأدى إلى التدهور المآساوي للوضع الإنساني في اليمن الشقيق".
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب حكومة المملكة بقرار الإدارة الأمريكية "في خطوة منسجمة مع مطالبات الحكومة الشرعية اليمنية بوضع حد لتجاوزات تلك الميليشيا المدعومة من إيران وما تمثله من مخاطر حقيقية أدت إلى تدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني، واستمرار تهديداتها للأمن والسلم الدوليين واقتصاد العالم".
وعبّرت الوزارة عن تطلعها في "أن يسهم ذلك التصنيف في وضع حدٍ لأعمال ميليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها، حيث إن من شأن ذلك تحييد خطر تلك الميليشيات، وإيقاف تزويد هذه المنظمة الإرهابية بالصواريخ والطائرات دون طيار والأسلحة النوعية والأموال لتمويل مجهودها الحربي ولاستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار، كما سيؤدي هذا التصنيف لدعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة وسيجبر قادة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية".
كما رحبت وزارة الخارجية البحرينية بهذا القرار، معتبرة إياه "خطوة ضرورية لوضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها مليشيات الحوثي ضد الشعب اليمني الشقيق، ومواجهة إصرارها المستمر على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة تنفيذا لأجندة النظام الإيراني الذي يدعمها"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء البحرينية.
وأكدت الخارجية البحرينية "على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات مماثلة تجاه هذه الجماعة الإرهابية، بسبب ما ترتكبه من اعتداءات آثمة على الشعب اليمني ودول الجوار وتهديد الملاحة الدولية، ومواصلتها عرقلة كافة الجهود الهادفة للتوصل إلى سلام دائم وحل سياسي يحفظ للجمهورية اليمنية وحدتها وسلامة أراضيها".
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قال في وقت سابق، إن بلاده قررت تصنيف ميليشيات الحوثي المتمردة في اليمن "جماعة إرهابية".
وقال محمد عبدالسلام، المتحدث الرسمي جماعة الحوثي إن "أمريكا أثبتت طيلة عقود طويلة أنها مركز الإجرام العالمي، وفيما يخص اليمن فهي تتوج فشلها هناك بقرارات تافهة وبائسة".
وأضاف على حسابه الرسمي في تويتر، واصفا الإدارة الأمريكية الحالية بأنها "إدارة عرضةٌ للعزل والمحاكمة عليها أن تنشغل بحالها وتفكر في مصيرها".
من جانبه قال ضيف الله الشامي، الناطق باسم حكومة صنعاء التابعة للحوثيين إن القرار الأمريكي ناجم عن صراع داخلي مع نهاية الإدارة الحالية ومغادرة ترامب".
وأضاف لقناة (المسيرة) الناطقة باسم الجماعة، أن "التصنيف الأمريكي لن يؤثر على مسارنا العسكري أو الاجتماعي بل سنزداد قوة وعزيمة وإصرارا لمواجهة أمريكا".
وفي وقت سابق اليوم أكد القيادي البارز في الجماعة، محمد علي الحوثي بقوله :"نحتفظ بحق الرد إزاء أي تصنيف ينطلق من إدارة ترامب أو غيرها".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن اليمن تواجه "أسوء أزمة إنسانية في العالم"، وأن معظم السكان بحاجة إلى المساعدات والحماية، نتيجة النزاع القائم في هذا البلد منذ أكثر من ست سنوات.
وكانت جماعة الحوثي الإرهابية بدأت في اتباع أساليب أكثر إجراما مع المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، حيث اعتادت في الفترة الأخيرة استقطاع مبالغ مالية أو ما يسمي بـ"الإتاوات" المضافة على البضائع والسلع التجارية المستوردة، تحت ذريعة مواجهة وباء كورونا، و فرضت الميليشيا الإرهابية جبايات على عشرات المطاعم الشعبية البسيطة التي يملكها ويقصدها ضيقو الحال في صنعاء.
وخلال الفترة الماضية، ضاعفت الميليشيا، الإتاوات والجبايات المفروضة على السكان والتجار بمناطق سيطرتها، وسنّت تشريعات غير دستورية رفعت بموجبها الرسوم الضريبية والجمركية و"الزكوية"، بهدف تغطية نفقات حربها العبثية وتكوين ثروات مالية طائلة لقادتها ومشرفيها.