"صيد الأفاعي".. تكشف عمق الصراعات داخل حكومة الوفاق الليبية

الثلاثاء 12/يناير/2021 - 12:00 ص
طباعة صيد الأفاعي.. تكشف أميرة الشريف
 
في خطوة تؤكد علي عمق الصراعات الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، أبدت وزارة الدفاع  اعتراضها على عملية صيد الأفاعي التي أطلقها وزير الداخلية فتحي باشاغا للقضاء على مهربي البشر والوقود والمسلحين وتجار المخدرات.
وكان باشاغا أعلن عن عملية عسكرية تستهدف الجريمة المنظمة ومهربي البشر والوقود وتجار المخدرات، سميت عملية صيد الأفاعي، وستكون تحت إشراف وزارته وبالتعاون مع المنطقة العسكرية الغربية والمنطقة العسكرية طرابلس وبدعم دولي، وبدأ بالفعل في تحريك قواته للإعداد لهذه العملية. 
لكن وزارة الدفاع التي يقودها صلاح الدين النمروش، المحسوب على مدينة الزاوية، أوضحت في بيان إن الوزارة وآمر المنطقة العسكرية الغربية، إضافة لآمر المنطقة العسكرية طرابلس، أكدوا عدم اطلاعهم أو التنسيق المسبق معهم بخصوص ما يطلق عليه عملية صيد الأفاعي.
وطلبت الوزارة من كل الجهات ذات الاختصاصات الأمنية، التنسيق المسبق مع الوزارة بمؤسساتها العسكرية والأمنية، لضمان الحصول على نتائج حقيقية تحقق الأمن والأمان لجميع المواطنين، وتحفظ سيادة الوطن ومؤسساته.
كما أن عملية باشاغا غير مرحب بها لدي آمر غرفة العمليات المشتركة أسامة جويلي، المحسوب على مدينة الزنتان، والذي أكد في بيان أنه يجب معالجة بعض الأمور قبل البدء بأي عمل عسكري، مضيفا أن "التعاون بين الجهات العسكرية والأمنية ووزارة العدل ضرورة قصوى لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار والقضاء على المجرمين، وضرورة وجود تنسيق مسبق، يضم وزارة الداخلية ووزارة العدل وآمري المناطق العسكرية، وآمر القوة المشتركة لوضع خطة متكاملة حتى يحقق هذا التعاون أهدافه الكاملة".
ويري مراقبون بأن رفض وزير الدفاع صلاح الدين النمروش الانخراط في هذه العملية، يدخل في إطار التنافس على النفوذ والقوة بينه وبين وزير الداخلية فتحي باشاغا، حيث يحاول الأوّل تثبيت نفسه شخصية قويّة غرب ليبيا لا تقل أهميّة عن وزير الداخلية، وكذلك يعكس مخاوف من أن تستهدف هذه العملية العسكرية تقليص نفوذ ميليشيات الزاوية والمنطقة الغربية الداعمة للنمروش، لصالح ميليشيات مصراتة التي تقف خلف باشاغا ، وفق العربية نت،.
جدير بالذكر أن عصابات تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا وتهريب الوقود نحو دول الجوار سواء عبر البر نحو تونس والدول الإفريقية أو عبر البحر نحو مالطا تنشط بشكل كبير في ليبيا في ظل الأجواء التي تشهدها البلاد من تناحر علي السلطة وحروب مستمرة علي أسبقية سرقة ثروات الليبيين.
وتزدهر أنشطة التهريب في صبراتة وزوارة والزاوية والقرة بوللي قرب شواطئ ليبيا غرب البلاد، كما أن هذه العصابات تدير أنشطتها بعيدا عن الأجهزة الأمنية.
وتتورط حكومة الوفاق باحتضان الجماعات الإرهابية والتحالف مع المهربين والتستر على المجرمين المطلوبين دوليا، وظهر ذلك في العملية العسكرية التي شنها الجيش الليبي على العاصمة طرابلس، عندما تقدم أبرز تجار البشر صفوف قواتها لعرقلة تقدّم الجيش، على غرار أحمد الدباشي، وعبد الرحمن ميلاد الملقبّ بـ"البيدجا".

شارك