بعد أن باتوا عبئًا على قادتهم... 40 من مرتزقة أردوغان يغادرون ليبيا
السبت 16/يناير/2021 - 01:34 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
فيما تسعى الأطراف الليبية لإنهاء الصراع في البلاد يبدو أن دور الميليشيات أخذ بالانحسار فربما باتت عبئًا على المسئولين عن رعايتها مما يجعلها مطالبة بمغادرة المشهد في أسرع وقت ممكن.
حيث أفادت تقاريرُ صحفية بعودة دفعة أولى من المرتزقة الموالون لتركيا من ليبيا إلى بلادهم، بعد أن كانت متوقفة منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي، والسبب في عودتهم وبحسب التقارير لا يحسر بجانب واحد بل كانت الشكاوى كثيرة، بداية أنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم الشهرية كاملة بل على ربعها أي 500 دولار بدلاً من 2000 دولار وفق لاتفاق مسبق.
ولا تقتصر معاناة هؤلاء على الإخلال بتقديم الرواتب فقط، فقد أشارت مصادر من المرتزقة أنفسهم أنهم يعانون من سوء المعاملة من القيادة التركية وقيادات قوات الوفاق المسئولة عن معسكرات المرتزقة.
كما قام قادة هذه الفصائل المسلحة بسرقة الأموال من خلال خفض رواتب المسلحين، وأدت هذه الظروف الصعبة بالعديد من المرتزقة السوريين بالهرب إلى أوروبا، كما قام البعض منهم بدفع رشى لقادة هذه الميليشيات لإعطائهم الإذن بالعودة إلى الشمال السوري.
إضافة إلى قيام أخرين بتقديم تقارير طبية تفيد بعدم قدرتهم على القتال من أجل السماح بعودتهم إلى سوريا.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن دفعة المرتزقة التي عادت إلى سوريا والتي يقدر عددها بنحو 40 عنصرًا، لم تعد بشكل "روتيني" في ظل توقف عمليات العودة، حيث عمد أعضاؤها إلى دفع رشاوى لأطباء في ليبيا مقابل كتابة تقارير تفيد بأن وضعهم الصحي سيئ ويستوجب عودتهم.
وبحسب المرصد، بلغت قيمة الرشوة التي دفعت نحو 500 دولار أمريكي عن المقاتل الواحد. ثم قام المقاتلون بتقديم هذه التقارير الطبية لقادتهم ليوافقوا على عودتهم إلى سوريا وقد تم نقلهم إلى تركيا في بداية الأمر ومن ثم إلى سوريا.
من ناحية أخرى كشف أحد المرتزقة السوريين المجندين في ليبيا لصالح حكومة أردوغان أن الوعود التي تلقاها المرتزقة نظير خوضهم للحرب في ليبيا لم يتم الإيفاء بها.
وقال المرتزق الذي يبلغ من العمر 32 عاما إنه حمل السلاح للمرة الأولى عام 2012 وقاتل مع ما يعرف بـ”لواء التوحيد” في حلب، وأنه ذهب إلى ليبيا مرتين الأولى كانت مدتها 3 أشهر و20 يوما، ثم أعيد إلى سوريا، وتم استدعاؤه مجددا للسفر إلى ليبيا، مؤكدا أن المرتزقة السوريين الذين يقاتلون في ليبيا هي لواء الحمزات والمعتصم وسلطان مراد وسلطان سليمان شاه وسلطان محمد الفاتح وفيلق المجد.
وأضاف المرتزق أن المرتزقة السوريين وعدوا في البداية بالحصول على2000 دولار إضافة إلى الجنسية التركية، ولكن بعد وصولهم إلى ليبيا حصلوا على رواتب غير التي وُعِدوا بها في سوريا، وأصبحت الرواتب 1400 دولارا كل شهرين، في حين لم يتم منحهم الجنسية التركية كما أشار إلى أنه أصيب في ليبيا ولم يتم إعطاؤه أي شيء.
وتابع المرتزق أنه وأقرانه شاركوا في اشتباكات صلاح الدين ووادي الربيع وطريق المطار وعين زاره مؤكدا سقوط نحو ١٠٠٠ قتيل بين صفوفهم.
وأكد المرتزق أن دورهم في القتال في ليبيا لم يكن كما كان في سوريا لأنهم شاركوا في القتال بسبب الجوع والظروف الصعبة في سوريا، مضيفا أن الذي يقاتل في أرضه يقاتل عن عقيدة، مشيرا إلى أن طبيعة التضاريس المختلفة جعلت من مشاركتهم أقل فاعلية.
وأشار المرتزق إلى أن المرتزقة السوريين الموجودين في ليبيا داخل المعسكرات وليس لهم وجود على خطوط التماس أو أي محاور ساخنة، مؤكدا أن أغلب المشاركين من المرتزقة السوريين في الحرب الدائرة في ليبيا هم من “المتطوعين الجدد”، ومجددا تأكيده على أن المرتزقة لم يذهبوا للحرب إلا هربا من الجوع والظروف الصعبة في سوريا.