تصاعد العمليات الإرهابية.. بعد انخفاض عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان

الأحد 17/يناير/2021 - 02:57 م
طباعة تصاعد العمليات الإرهابية.. حسام الحداد
 
أعلن مسؤولون أفغاني اليوم الأحد 17 يناير 2021، أن مسلحين قتلوا بالرصاص قاضيتين أفغانيتين تعملان في المحكمة العليا، في كابول في ساعة مبكرة من صباح الأحد، ويأتي هذا ضمن اعتداءات محددة الأهداف تشهدها العاصمة الأفغانية منذ أشهر. ونسبت السلطات الأفغانية الهجمات إلى حركة طالبان رغم تبني بعضها من تنظيم "الدولة الإسلامية".
وصرح المتحدث باسم مؤسسة القضاء أحمد فهيم قويم "للأسف، فقدنا قاضيتين في هجوم اليوم وجرح سائقهما". وقال إن "مسلحين هاجموا سيارتهم"، مضيفا أن المرأتين كانتا في طريقهما إلى مكان عملهما عندما قتلتا.
وأوضح قويم لوكالة الأنباء الفرنسية أن "أكثر من مئتي قاضية تعمل في المحكمة العليا".
 من جهته، قال المتحدث باسم شرطة كابول فردوس فارامارز إن السيدتين استهدفتا في وسط كابول عند الساعة 08,30. وقال المتحدث باسم المدعي العام جمشيد رسولي إنهما "كانتا قاضيتين في المحكمة العليا".
وشهدت أفغانستان في الأسابيع الأخيرة سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات إعلامية وسياسية ومدافعين عن حقوق الإنسان.
ونسبت السلطات الأفغانية الهجمات إلى حركة طالبان مع أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى بعضها.
من جهته، اتهم الجيش الأمريكي للمرة الأولى طالبان بتنفيذ اعتداءات من هذا النوع. ويأتي قتل القاضيتين بعد يومين من إعلان واشنطن خفض القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 عنصر، وهو العدد الأقل منذ هجمات 11 سبتمبر.
كما أفادت مصادر أفغانية أمس السبت 16 يناير 2021، بمقتل عشرات عناصر الأمن جراء سلسلة هجمات شهدتها البلاد خلال آخر 24 ساعة.
ونقلت قناة "طلوع نيوز" عن مسؤولين أمنيين في ولاية هرات أن 13 شرطيا محليا راحوا ضحية هجوم نفذه عناصر من حركة "طالبان" الليلة الماضية على نقطة أمنية في منطقة غوريان.
وأشارت القناة إلى أن 14 من أفراد الجيش وقوات الأمن على الأقل قتلوا جراء هجمات شنتها الحركة في ولايتي قندوز وقندهار خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقا لمصادر وأعضاء في المجالس المحلية، فيما أكدت بيانات أجهزة الأمن أن اشتباكات بين قوات الحكومة الأفغانية و"طالبان" دارت خلال هذه الفترة في 21 ولاية وانفجارات دوت في أربع ولايات على الأقل.
ومنذ ذلك الحين، وردت أنباء عن المزيد من الهجمات، إذ أعلنت الشرطة الأفغانية عن مقتل اثنين من عناصرها وإصابة ثالث جراء انفجار استهدف عربتهم في طريق مؤدي إلى جامعة كابل في العاصمة صباح اليوم.
في غضون ذلك، أعلن رئيس مجلس ولاية هلمند، عطاالله أفغان، مقتل اثنين من عناصر الأمن جراء انفجار سيارة دوى الليلة الماضية في منطقة نهر سراج.
وفي ولاية بغلان، أضرم مجموعة من عناصر "طالبان"، حسب مصادر لـ"طلوع نيوز"، النار في ستة صهاريج وقود على طريق يربط بين مركز الولاية والعاصمة كابل، ولا يزال ثلاثة من سائقي الصهاريج في عداد المفقودين.
كما شهدت منطقة دامان بولاية قندهار صباح اليوم انفجار سيارة مفخخة أعقبه إطلاق نار قرب مقر للمديرية الوطنية للأمن، وأكد حاكم الولاية، روح الله خان زاده، مقتل أربعة مهاجمين، دون ورود تقارير عن ضحايا آخرين.
ويأتي هذا التصعيد على خلفية إعلان الولايات المتحدة عن خفض تعداد قواتها في أفغانستان حتى المستوى المنصوص عليه في الاتفاق المبرم بينها و"طالبان" في الدوحة شهر فبراير الماضي، أي 2.5 ألف عسكري.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الجمعة 15 يناير 2021، إن عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان انخفض إلى 2500 جندي، وهو أدنى مستوى للقوات الأمريكية هناك منذ عام 2001.
وفى نوفمبر الماضي قالت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب إنها ستخفض بشدة عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان من 4500 جندى إلى 2500 بحلول منتصف يناير ، متخلية عن الانسحاب الكامل بعد معارضة شديدة من حلفائها فى الداخل والخارج.
وقال كريس ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع فى بيان بشأن انخفاض العدد إلى 2500 "ستظل أى تخفيضات فى الأعداد فى المستقبل متوقفة على الأوضاع".
ويوم الاثنين الماضي ذكرت رويترز أن الجيش الأمريكى لم يوقف سحب القوات من أفغانستان رغم قانون جديد يحظر المزيد من الخفض فى القوات دون أن يرسل البنتاجون إلى الكونجرس تقييما للمخاطر.
وقال الميجر روب لودويك المتحدث باسم البنتاجون اليوم الجمعة إن ترامب وقع استثناء يسمح بخفض القوات، وفى ذروة وجودها العسكرى كان للولايات المتحدة أكثر من مئة ألف جندى فى أفغانستان فى عام 2011.

شارك