الحوار الليبي.. بوادر انفراجة بإنهاء المرحلة الانتقالية

الثلاثاء 19/يناير/2021 - 01:54 م
طباعة الحوار الليبي.. بوادر أميرة الشريف
 
انتهى التصويت على مقترحات تشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا، حيث بدأ أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي (75 عضوا)، التصويت على الآلية التي حصلت على توافق وإجماع اللجنة الاستشارية، في اجتماعها الأخير بمدينة جنيف السويسرية، نهاية الأسبوع الماضي، عبر الهاتف وبطريقة سريّة، على أن تعلن البعثة الأممية النتائج اليوم، وآلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة التي يجري التصويت عليها تنص على أن يقوم كل إقليم من الأقاليم الثلاثة (طرابلس – برقة - فزان) بتسمية مرشحهم إلى المجلس الرئاسي معتمدا على مبدأ التوافق في الاختيار، وإذا تعذّر التوافق على شخص واحد من الإقليم، يقوم كل إقليم بالتصويت على أن يتحصل الفائز على 70% من أصوات الإقليم.
وفي حال تعذر ذلك يتم التوجه إلى تشكيل قائمة من كل إقليم (طرابلس – برقة - فزان) مكونة من 4 أشخاص، تحدّد كل قائمة المنصب الذي سيترشح له الإقليم، إما رئاسة المجلس الرئاسي أو عضويته أو رئاسة الحكومة.
وكانت قالت البعثة إن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، شاركت عبر تقنية الذكاء الاصطناعي في حوار رقمي مع ألف ليبية وليبي من جميع أقاليم ليبيا وآخرين من خارج البلاد.
ووفق البعثة، اتفق أكثر من 70 % من المشاركين على أن نتائج اجتماع اللجنة الاستشارية كانت إيجابية، وأعربوا عن أملهم في أن تفضي هذه النتائج إلى حل دائم.
 كما أعربوا عن تخوفهم من العراقيل التي قد يفرضها الوضع الراهن، وأيّد 76 بالمائة من المشاركين إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021، ودعا غالبيتهم إلى إنهاء الفترة الانتقالية التي استمرت لسنوات.
ورأى 69 % ممن شاركوا في الحوار أنه من الضروري تشكيل سلطة تنفيذية مؤقتة موحدة في الفترة التي تسبق الانتخابات.
وأعرب المشاركون عن دعمهم لاتفاق وقف إطلاق النار ودعوا إلى إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب.
ونظمت البعثة الأممية أمس، تصويتاً داخلياً بين أعضاء ملتقى الحوار السياسي على مقترح اللجنة الاستشارية.
وفي 3 يناير الجاري أعلنت وليامز تأسيس اللجنة الاستشارية، بهدف "مناقشة القضايا ذات الصلة باختيار السلطة التنفيذية الموحدة وتقديم توصيات ملموسة وعملية في هذا الشأن".
وتوافق الفرقاء الليبيون في ملتقى الحوار السياسي الذي انعقدت أولى جولاته في تونس في التاسع من نوفمبر الماضي، على إجراء انتخابات عامة في 24 ديسمبر 2021.
وجاء ذلك بعد اتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين الأساسيين اللذين يتنازعان على السلطة في البلاد وهما القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا، وقوات الجيش الوطني الليبي المتمركزة شرق البلاد بقيادة المشير خليفة حفتر.
وجاء وقف إطلاق النار والاتفاق على إجراء انتخابات عامة بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من سنة كانت قوات حفتر تحاول خلالها تحرير العاصمة طرابلس من سيطرة الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق التي تمكنت بدعم تركي من صدها ومن استعادة السيطرة على كل الغرب الليبي.
وتعاني ليبيا من الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي عام 2011. وفي أكتوبر وافق الطرفان الرئيسيان في الصراع الليبي، على وقف إطلاق النار.
ورغم كل المساعي التي تدفع إلي إيجاد حلول قد تنهي الأزمة الراهنة، يعيش الليبيون بين الحذر والتفاؤل في ظل الخلافات السياسية العميقة التي تجر البلاد إلي فوضي لا تنتهي.

شارك