الحراك التونسي والدعوة لسقوط الإخوان.. في ذكرى الثورة

الأحد 24/يناير/2021 - 01:49 م
طباعة الحراك التونسي والدعوة حسام الحداد
 
تظاهر المئات وسط تونس، في تصعيد للاحتجاجات المطالبة بتوفير الوظائف والتنديد بفشل الإخوان في إدارة البلاد التي تجر حاليا للفوضى.
ورغم مضي عقد من الزمان على ثورة تونس عام 2010، إلا أن المطالب ذاتها ترددت في الاحتجاجات المطالبة بتحسين ظروف العيش وبفرص عمل وبإصلاحات بعد سيطرة حركة النهضة الإخوانية على مفاصل الدولة، بحسب وسائل إعلام عالمية.
وكان النائب التونسي البرمنجي الرحوي، اتهم تنظيم الإخوان وحركة النهضة في تونس بدفع البلاد نحو حرب أهلية.
وكان رئيس شورى حركة النهضة عبدالكريم الهاروني دعا أنصاره إلى النزول للشارع للتصدي لمجموعة المحتجين، لمواجهة المحتجين السلميين.
ورغم أن محيط الاحتجاجات شهد انتشارا أمنيا مكثفا،إلا أن جموع المحتجين تمكنوا من تحدي إغلاق شارع الحبيب بورقيبة ووصلوا إلى هناك، رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام، واستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي. 
تجويع الشعب 
وقال البرلماني التونسي البرمنجي الرحوي في تصريحات صحفية، الجمعة 22 يناير الجاري، إن تصريحات قيادات بحركة النهضة الإخوانية خلال الأيام الماضية، معادية للبلاد ومشجعة على الدفع نحو حرب أهلية. 
وكان رئيس شورى حركة النهضة عبدالكريم الهاروني دعا أنصاره إلى النزول للشارع للتصدي لمجموعة المحتجين، لمواجهة المحتجين السلميين.
وبدا واضحاً أن دعوة الهاروني تمثل توجيها صريحا للاقتتال الداخلي بين أبناء تونس.  
وأكد الرحوي أن النهضة تريد الاستعانة بالجهاز السري لقمع معارضيه ، متهما راشد الغنوشي برئاسة هذا الجهاز وخلق الفوضى بالبلاد .
وحمل الإخوان ضمن نفس التصريحات مسؤولية الاحتقان الاجتماعي، التوتر المتصاعد في البلاد خلال الفترة الأخيرة.
وشهدت تونس خلال الأيام الماضية حالة من الاحتقان والمواجهات بين قوات الأمن والمدنيين في 10 محافظات وقعت خلالها عمليات تخريب استهدفت مقرات أمنية ومحلات تجارية.
وكشف وزير الدفاع التونسي إبراهيم البرتاجي في جلسة برلمانية، الأربعاء الماضي، عن توفر معلومات تؤكد وجود إرهابيين ضمن عمليات التخريب التي طالت البلاد.  
واعتبر أن العمليات التخريبية تقف وراءها جهات إرهابية، ثبت امتلاكها لأسلحة بيضاء ومعدات خطيرة الهدف منها استهداف قوات الأمن والمقرات الأمنية.
وكشف المتحدث باسم الداخلية التونسية وليد الحيوني، أن عدد الموقوفين في العمليات الأخيرة تجاوز 600 شخص، بتهمة الاعتداء على المقرات الأمنية.
ويرى متابعون أن تورط حركة النهضة الإخوانية في تجنيد الشباب ليس بالأمر المستحدث، وإنما يأتي في إطار منهج إخواني بدأ منذ 2012، حين دعمت الشبكات الإخوانية تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في الشرق الأوسط.
ومن بؤر النزاع في الخارج، يبدو أن الحركة تحول بوصلة عنفها نحو الداخل، بهدف خلق أرضية هشة تمنحها الهامش اللازم للمناورة والضغط، في تكتيك منسجم بشكل كامل مع أدبياتها المبنية على ثنائية الحكم أو الدم.
ميليشيات اخوانية
وما يؤكد وجود ميليشيات اخوانية تحرض أنصارها على مواجهة الشعب التونسي بأساليب ارهابية وعنيفة التصريح الصادم الذي أثار ردود فعل سلبية على مواقع التواصل، وسط تزايد الاتهامات للإخوان بإشعال فتيل الحرب الأهلية من أجل البقاء في السلطة.
وهو تصريح الهاروني - أحد مؤسسي المليشيات الإخوانية – الذي حرّض في تصريح تلفزيوني مساء الأربعاء الماضي أنصاره لمهاجمة كل محتج على سياسات حركة النهضة طيلة 10 سنوات.
وتٌحمّل شريحة واسعة من التونسيين حركة النهضة الإخوانية المسؤولية الرئيسية عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.
وبعد سيل جارف من الاتهامات، حاول الهاروني تبرير دعوته بادعائه سعي حركة النهضة لمعاضدة مجهودات القوات الأمنية، متغافلًا بأن القانون التونسي يمنع وجود مليشيات مسلحة تعمل خارج القانون، بحسب متابعين للشأن الداخلي.
دعوة رئيس شورى الإخوان أنصاره للنزول للشارع خطة أخرى لتعكير المناخ السلمي في تونس، وإعلان عن خروج أجهزتها السرية للعلن بعد أن تآكلت شعبيتها، بحسب ناشط سياسي.
وهتف المحتجون خلال الأيام المنقضية بإسقاط حكم النهضة ومحاسبة زعيمها راشد الغنوشي على جرائمه الإرهابية التي ارتكبها في حق التونسيين.
وكتب المحامي والناشط السياسي بشير كتيتي عبر حسابه بفيسبوك: "خطير جدا ما قاله الهاروني.. إنها عقلية مليشيات ودعوة صريحة للاقتتال، الدولة بأجهزتها هي من تحمي شعبها، وعلى القضاء التونسي محاكمة الهاروني".
بينما علق الناشط أنيس بن رجب عبيدي، قائلا: "النهضة تعرض خدماتها بإنزال مليشياتها إلى الشارع لمعاضدة قوات الأمن في إخماد الاحتجاجات على طريقة الحرس الثوري الإيراني".
وكتب الناشط السياسي مازن حداد: "لما يقول عبدالكريم الهاروني رئيس مجلس شورى النهضة إن شباب النهضة سيعاضد القوات الأمنية للتصدي للمحتاجين، فهو أسلوب مليشياوي اعتمده عمر البشير بالسودان".
وتابع: "إن قبلت الأجهزة الأمنية أن تعمل جنبا إلى جنب مع مليشيات حزبية فيعني أننا دخلنا رسميا لدولة المليشيات والحرب الأهلية، ولذلك يتوجب رد من رئيس الحكومة على هذا التصريح، وكذلك على الجميع الانتباه في الساعات القادمة فقد تشرع قوات الهاروني في التصدي للمحتجين".
ورغم انخفاض وتيرة الاحتجاجات مساء الأربعاء تواصلت المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين في مدينة سبيطلة من محافظة القصرين على خلفية تعكر الحالة الصحية لأحد التونسيين بعد تعرضه لقذيفة من الغاز المسيل للدموع، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى وسط أجواء من الاحتقان بين الأهالي وقوات الأمن.

شارك