محاكمة «أسد الله أسدي».. خبراء أوروبيون يضعون روشته لمواجهة الإرهاب الإيراني

الجمعة 29/يناير/2021 - 11:59 ص
طباعة محاكمة «أسد الله علي رجب
 

درست لجنة متعددة الأحزاب من صانعي السياسة الأوروبيين السابقين والخبراء بشأن استخدام طهران للإرهاب في هذا الموضوع خلال ندوة عبر الإنترنت الخميس28 ینایر، وناقشت الرسالة التي يجب أن يرسلها الاتحاد الأوروبي من خلال سياسته تجاه إيران وعواقب تبني موقف ضعيف.


محاكمة «أسد الله

الدبلوماسي الايراني أسدي- عمل قنصلا ومستشارا في السفارة الإيرانية بفيينا منذ عام 2014، بالإضافة إلى عضويته في جهاز الاستخبارات التابع لوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية وعمله منسقا للجهاز في أوروبا- متهم من قبل السلطات البلجيكية بإدارة شبكة إرهاب تمتد إلى 11 دولة أوروبية،الشرطة الألمانية كانت قد أوقفت أسدي بسبب ضلوعه في مخطط للاعتداء على تجمع نظمته مجموعة إيرانية معارضة في فرنسا في يونيو2018.

وقضت محكمة ألمانية الاثنين بتسليم أسدي إلى بلجيكا للاشتباه في تورطه في مخطط لشن هجوم على تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا.

وكشف مجلس المقاومة الإيرانية في مؤتمر عقد في أغسطس 2018 تفاصيل عن أسدي، الذي كان يعد القنصل الثالث في السفارة الإيرانية بفيينا.

الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي والمتآمرون معه - أمير سعدوني ، وزوجته نسيمه نعامي ، وشخص ثالث ، يدعى مهرداد عارفاني - متهمون بالتخطيط لهجوم إرهابي ضد تجمع سنوي للمعارضة الإيرانية في عام 2018 ، مما يشير إلى أنه كان يدير شبكة كبيرة من جواسيس ووكلاء في جميع أنحاء أوروبا وعقد التجمع المستهدف، الذي نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، في فيلبينت بالقرب من باريس.


محاكمة «أسد الله

من جانبه قال نائب الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي د.آلیخو فیدال کوادراس الذی کان یدیر الندوه: النظام الإيراني قمعي بطبيعته. يجب أن يجعل هذا إيران أولوية قصوى في السياسة الأوروبية. أنصح صانعي السياسة أنه إذا كنتم تريدون السلام والاستقرار في المنطقة، وإذا كنتم تريدون احترام حقوق الإنسان في إيران، فلا تتعاملوا مع هذا النظام.

وأضاف « کوادراس » : «كانت هذه رسالتنا الرئيسية لصناع السياسة الغربيين. لا تتعاملوا مع هذا النظام، لأن هذا الأمر يشجعه على انتهاكات حقوق الإنسان وإرهابه وحروبه بالوكالة».

وأردف نائب الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي قائلا «بدلاً من ذلك، تعاملوا مع الشعب الإيراني المعذب والمعارضة الديمقراطية. إنهم أصدقاؤكم الحقيقيون، أولئك الذين يجب أن تدعموهم. لقد انتقدنا بشدة سياسة الاسترضاء تجاه إيران لمجرد أنها لا تعمل. هذه السياسة لا تعمل، ولم تنجح أبدًا، ولا تعمل وستؤدي دائمًا إلى نتائج عكسية».

وتابع « کوادراس» أما بخصوص الحكم في قضية أسدي، فقد قررنا عقد هذا المؤتمر لوضع الأمور في نصابها، مضيفا «يشير آخر ما تم الكشف عنه من المحاكمة إلى أن الزوجين الإيرانيين البلجيكيين نسيمه نعامي وأمير سعدوني، اللذين تسلما القنبلة مباشرة من أسدي، تلقيا تعليمات بوضع العبوة في أقرب مكان ممكن من رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المنتخبة مريم رجوي».

وتابع «كنت أجلس بالقرب من السيدة رجوي- زعيم المعارضة الإيرانية مريم رجوي- وكانت شخصيات سياسية من المرتبة الأولى تجلس على بعد أمتار قليلة حولها. يمكنك تخيل العواقب فيما لو نجح مثل هذا الهجوم الإرهابي.  كان من الممكن أن يتسبب الهجوم في سقوط مئات القتلى.»

بناءً على تعليمات من النظام، رفض أسدي المثول أمام المحكمة وادعى أنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية. ومن المفارقات أن يدعي مجرم كهذا أن لديه حصانة دبلوماسية لقتل مئات الأبرياء.

كما هدد أسدي الحكومة البلجيكية وقال إن الجماعات في الشرق الأوسط قد تنتقم إذا صدر بحقه حكم.

واوضح الدبلوماسي الإوروبي «نعلم أن المرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس النظام حسن روحاني ووزير الخارجية المبتسم دائمًا محمد جواد ظريف، جميعهم الثلاثة كانوا يعلمون بالهجوم، ووافق الثلاثة على الهجوم، وأمر الثلاثة به».

وحذر  « کوادراس » من عدم الحزم الأوروبي تجاه الإرهاب الإيراني قائلا «إذا لم يتعامل الاتحاد الأوروبي مع هذا بجدية، فسوف يتكرر. إذا تجاهلوا ذلك وواصلوا العمل كالمعتاد، فسيكون هناك هجوم آخر أسوأ».

محاكمة «أسد الله

فيما  قال  وزير الخارجية الإيطالي السابق جولیو تیرتزی فی کلمته خلال الندوة‌: هذه ليست قضية من بين قضايا أخرى ، وليست مجرد حدث قضائي. إنها نقطة تحول لفهم كامل لكيفية تهديد إيران وهيكلها الإجرامي للنشاط الإرهابي في‌ أوروبا. هذا هو النظام الذي يعتبر الدولة الأولى الراعية للإرهاب ويغذي الحروب في الشرق الأوسط.

وأضاف « تیرتزی»: «عندما ألقت الشرطة الألمانية القبض على أسدي ، تم العثور على دفتر ملاحظات أخضر في سيارته يحتوي على معلومات مهمة حول مخططه وأفعاله والأموال التي قدمها لعملاء مختلفين في أوروبا. قام الأسدي بما لا يقل عن 289 زيارة إلى دول مختلفة في أوروبا. لقد كنت دبلوماسيًا ويجب أن أقول إن هذا قدر لا يصدق من النشاط. التقى بالناس ودفع لهم نقدًا».

وتابع وزير الخارجية الإيطالي السابق، قائلا «كان يقوم بكل هذه الأنشطة تحت ستار كونه دبلوماسيًا في فيينا. تم اكتشاف أربعة أشخاص فقط. ماذا عن الأشخاص الآخرين على هذه الشبكة الذين بقوا في أوروبا؟».

واكد الدبلوماسي الإيطالي «تنتظرشبكة كبيرة من العمل كالمعتاد يكفي. هذا هو الشعور الذي نشأ لدى العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي. وقعت أنا وحوالي 20 عضوًا سابقًا في الحكومات الأوروبية من 12 حكومة على رسالة مقترحات إلى رئيس المفوضية الأوروبية ، ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل وقادة آخرين في الاتحاد الأوروبي ، وشجعناهم على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأنشطة الإرهابية النظام الإيراني».

محاكمة «أسد الله

كذلك قال عضو البرلمان الأوروبي السابق استرون ستیفنسون فی کلمته خلال الندوة: يجب أن نفكر في تاريخ عقود من التهدئة والاسترضاء من قبل الاتحاد الأوروبي».


وأوضح « ستیفنسون» أن أسد الله أسدي  يواجه اتهامات إرهابية أخرى في ألمانيا. احتوى دفتر ملاحظاته على كل تفاصيل القنبلة والمال الذي دفعه لعملائه، مضيفا «لا شك أن هذه المؤامرة أمر بها خامنئي وروحاني وظريف ووزير المخابرات محمود علو».

وشدد «يجب على الاتحاد الأوروبي أن يحاسبهم جميعًا. لكن كان هناك صمت يصم الآذان من أوروبا. لم يقل بوريل شيئًا، وحتى أنه تعهد بالحفاظ على الاتفاق النووي المعيب ووعد بأن إيران ستستفيد اقتصاديًا من رفع العقوبات من جانب أوروبا».

وأكد الدبلوماسي الأوروبي أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تصنيف قوات الحرس كمنظمة إرهابية وإغلاق سفارات النظام. لكن عندما يتم إعلان حكم الدبلوماسي الإرهابي.

محاكمة «أسد الله
فيما عضو سابق في البرلمان الأوروبي من البرتغال باولو کاساکا فی کلمته: اعتمد الملالي على افتقار المسؤولين في الدول الأوروبية للشجاعة والصدق السياسيين، كواحد من عشرات الآلاف من الضحايا المحتملين في هجوم باريس، أود أن أشكر السلطات البلجيكية على تعاملها الاحترافي مع القضية، لافتا إلى أن نظام الملالي لجأ إلى أسلوبهم المعتاد في الابتزاز. إنهم يزعمون الآن أن رئيس الخلية الإرهابية يتمتع بحصانة دبلوماسية.
واضاف «باولو کاساکا»:«حتى لو كان في فيينا، فلن يتمتع بالحصانة الدبلوماسية للأنشطة الإرهابية. وأخيرًا، لا تغطي الحصانة الدبلوماسية نقل القنابل على الرحلات الجوية التجارية. كما أن النظام نفسه لم يعترف بالحصانة الدبلوماسية عندما هاجم ونهب السفارة الأمريكية في طهران في أعقاب ثورة عام 1979»
واعتبر البرلماني الأوروبي أن حصانة الإرهاب التي سمحت لإيران بزرع الموت والدمار في جميع أنحاء العالم هي نتيجة أيديولوجية لا تختلف بأي حال عن النازيين.
وطالب «باولو کاساکا»:«  المؤسسات الأوروبية تعزيز الوحدة الأوروبية، والتمسك بسيادة القانون، وضمان حماية القيم التي تحافظ على تماسك بلداننا، بما في ذلك الحرية والحماية من الإرهاب»..

شارك