على خطى فرنسا... السويد تعلن الحرب على "الإخوان" وتمويلاتهم المشبوهة
السبت 30/يناير/2021 - 03:39 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
ضربات تتوالى وأظافر تتقلم، وتنظيم إرهابي ينهار، لسان حال جماعة الإخوان في أوروبا، حيث نجحت السلطات السويدية في توجيه ضربة قاصمة للتنظيم الدولي، جاء ذلك عن طريق قيام عدة مدن سويدية، في مقدمتها مدينة جوتنبرج على الساحل الغربي في السويد، بإيقاف تمويل مؤسسة "ابن رشد" التعليمية، ذراع جماعة "الإخوان" الإرهابية في البلاد.
تلك الخطوة حركت مطالبات سياسية واسعة بحظر تمويل المنظمة في كل أنحاء السويد، وهو ما يفترض أن تنظره الحكومة خلال الأسابيع المقبلة، وفق صحف سويدية.
وفي هذا السياق فندت صحيفة "إن آل تي" السويدية أسباب عدم حصول ابن رشد على تمويل من جوتنبرج، أولها أن المنظمة تدعو شخصيات متطرفة معادية للسامية وتحرض على حمل السلاح، والعنف ضد النساء، في فعالياتها المختلفة.
وأوضحت الصحيفة السويدية أن "أحد الأمثلة على ذلك هو ما حدث في عام 2018، حيث دعت المؤسسة نور الدين الخادمي وهو قيادي إخواني في تونس، لإلقاء ندوة، حرض خلالها الشباب آنذاك على السفر إلى سوريا للجهاد".
وتابعت الصحيفة: "رغم عاصفة الانتقادات التي واجهت مشاركة الخادمي في منتدى ابن رشد في 2018، لا تزال المؤسسة تدعوه لفعالياتها حتى اليوم".
أما السبب الآخر لوقف جوتنبرج وغيرها من المدن لتمويل ابن رشد، فهو أن منظمتين من أصل 7 تابعة للمؤسسة، هما الرابطة الإسلامية ورابطة الشباب المسلم السويدي، جرى في وقت سابق وقف التمويل الحكومي لهما لأن "أنشطتهما لا تتوافق مع القيم الديمقراطية". كما تنتمي الرابطة الإسلامية في السويد إلى "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، المنظمة المظلية للإخوان في القارة العجوز.
وكتبت لوبيكا جاست مودين، السياسية البارزة بالحزب الديمقراطي في مقال في صحيفة "NWT" السويدية: "قررت مدينة جوتنبرج هذا الأسبوع تجميد دعمها لابن رشد بعد رصد تورط المؤسسة في التطرف والتحريض على الكراهية".
تحرك السويد لتجفيف منابع تمويل مؤسسات الإخوان، سبقه تحرك فرنسي حيث كشفت صحيفة فرنسية، في يوليو الماضي، أن السلطات فتحت تحقيقا بشأن تمويل مؤسسة تعليمية إخوانية في محافظة سان دوني، شمال باريس.
وقالت صحيفة "لوباريزيان" اليومية، في تقرير لها، نقلا عن مكتب المدعي العام في مدينة بوبيني، مركز محافظة سان دوني، إن تحقيقا أوليا فتح في شهر يونيو في شبهة "خيانة مؤتمن" تتعلق بتمويل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، وهو مؤسسة غير حكومية للتعليم العالي تقوم بتدريب الأئمة على وجه الخصوص. وقال المصدر نفسه، إن التحقيقات تتعلق "بأساليب تمويل أنشطة المعهد".
وبدأ المعهد نشاطه في العام 2001 مستفيداً من الاعتراف الأكاديمي الصادر عن جامعة كريتاي، ويستقبل سنويا نحو 2000 طالب، وفقا لأرقام نشرها موقعه الإلكتروني. ويتركز نشاطه في تدريب أئمة المساجد وتعليم اللغة العربية، وفقا مناهج تعليمية قريبة من أدبيات جماعة الإخوان.
ويكشف تقرير صحيفة "لوباريزيان" أن السلطات الفرنسية بصدد التدقيق في "التحويلات المالية الأخيرة للمعهد.
وكان المعهد قد أغلق أبوابه في نهاية شهر نوفمبر 2019، بقرار من محافظ مدينة سان دوني، لدواعي تتعلق بسلامة المباني ومخاطرها على الأشخاص.
ويترأس المعهد أحمد جاب الله، الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان، والعضو السابق في حركة النهضة التونسية. كما أن هذه المؤسسة هي جزء من سلسلة معاهد مماثلة منتشرة في أوروبا.
وتأسس أول معهد إخواني في العام 1992، في مدينة سان ليجر دو فوجريت، وسط فرنسا، وهو المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية شاتو شينون، بهدف تدريب الأئمة على الأرض الفرنسية، وفقا لمناهج قريبة من تيار الإسلام السياسي.
وبحسب التقارير أنشأت جماعة "الإخوان" سلسلة من المنظمات تبدو مستقلة ظاهريا لكنها تدعم في الخفاء شبكات من الشركات والجمعيات الخيرية والمنظمات المدارس والشركات وعديد من الكيانات الأخرى، من أجل تمرير خطابها الإيدلوجى المتطرف، في الوقت الذى كشفت فيه العديد من الهجمات الإرهابية في الدول الأوروبية عن وجود رابط أيديولوجي بين منفذي تلك الهجمات والإخوان. وكذلك استمرار محاولات الإخوان لخلق مجتمع مواز، واستغلال كل السبل المتاحة لها، وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي، لنشر أفكارها المتطرفة.