روبرت مالي مبعوثاً لإيران.. ماهي استراتيجية ثعلب المفاوضات الأمريكية في التعامل مع ملالي طهران

السبت 30/يناير/2021 - 04:18 م
طباعة روبرت مالي مبعوثاً علي رجب
 

عين الرئيس الأمريكي جون بايدن، الدبلوماسي الأمريكي، المصري الأصل، وخبير شؤون الشرق الأوسط «روبرت مالي»  مبعوثا  خاصا لإيران، الذي يعد أبرز الخبراء الامريكيين وثعلب «المفاوضات» خطوة تكشف عن سياسية إدارة بايدن ، تجاه إيران، وتوضح ملامح المرحل المقبلة في علاقة واشنطن بطهران.


روبرت مالي مبعوثاً

تعيين الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، سيجعله شخصية رئيسية في جهود إدارة جو بايدن للتعامل مع إيران مرة أخرى بعد سنوات من الصراع والتوتر بشأن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة فيينا لمنع انتشار الأسلحة النووية.

شغل روبرت مالي عددًا من المناصب الرئيسية في الإدارات الديمقراطية السابقة بقيادة باراك أوباما وبيل كلينتون، تعتبره المعارضة الإيرانية والساسة الأمريكيون منتقدي سياسية بايدن، تعيين «روبرت مالي» قد يؤدي إلى التسامح مع إيران.

«روبرت مالي»  الصحفي ذو الاصول المصرية، والده الصحفي اليساري المصري الولادة واليهودي الحلبي الأصل سيمون مالي، كان له دور بارز خلال مفاوضات غدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الملف النووي الإيراني والتي استمرت ما يقارب العامين إلى أن تم التوصل إلى اتفاق «خطة العمل المشترك الشاملة» والذي يعرف باسم الإتفاق النووي الإيراني عام 2015.

ويعد «مالي» زميل الدراسة للرئيس السابق باراك اوباما، ودرس في عدد من أرقى الجامعات على مستوى العالم فهو خريج جامعتي هارفارد ويال الامريكيتين، و نال منها درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد البريطانية .

وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» ، سيحث المستشار الأعلى السابق لإدارة أوباما والعضو الرئيسي في الوفد الأمريكي للمحادثات النووية مع إيران، طهران على كبح برنامجها النووي وتعليق تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية ، وحث إيران على الدخول في مفاوضات جديدة قبل رفع العقوبات القاسية ضد إيران.

تعيين «مالي» مبعوثا خاصا لإيران، قوبل بانتقادات واسعة من قبل المحافظون في واشنطن، ويتهمونه  بتقديم الكثير من التنازلات لإيران للوصول إلى أي اتفاق محتمل.

تعيين الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، يشكل بارقة أمل للنظام الإيراني في العودة لطاولة المفاوضات المرتقبة، ولطن هذه المفاوضات قد تقابل باستراتيجية أمريكية عناونها ثعلب المفاوضات.

«مالي» اليهودي وصاحب الخبرة الكبيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والعارف بدهاليز السياسية الإسرائيلية، سيكون لديه القدرة على حمل رسائل طمانه لتل أبيب والتي عارضت الاتفاق النووي ، بحجة أنها لم تقدم في الواقع أي تدابير لمواجهة التهديدات العسكرية الإيرانية الأخرى ، بما في ذلك برنامج صاروخي ودعم الميليشيات بالوكالة في المنطقة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن المفاوضين الأمريكيين يسعون في نهاية المطاف إلى «اتفاق أقوى وأطول أجلا ولكن أوسع» لاحتواء الصواريخ الإيرانية والميليشيات التي تعمل بحرب الوكالة عن طهران.

وقال المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن روبرت مالي ودبلوماسيين آخرين سيتشاورون أولاً مع قادة أوروبا والشرق الأوسط والكونجرس الأمريكي للتأكد من أن أي محادثات جديدة مع إيران تعكس مخاوفهم ووجهات نظرهم.

وخلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عمل خلال ترأسه منظمة مجموعة الأزمات الدولية ، لإيجاد حل لمنع نشوب صراع عسكري بين إيران والولايات المتحدة، مع وصول بايدن ، يمكن توقع أن تلعب هذه المنظمة غير الحكومية دورًا أكثر بروزًا في العمليات السياسية الأمريكية ، وخاصة في قضايا السياسة الخارجية.

روبرت مالي مبعوثاً

من جانبه قال الخبير والناشط الايراني المقيم في واشنطن، مير حسين اعتمادي ، لـ«يورونيوز فارسي» غن استراتيجية وفكر روبرت مالي ، عندما كان في إدارة أوباما وبعد انضمامه إلى مجموعة الأزمات الدولية توضح نهجه في التعامل مع النظام الإيراني.

وأضاف اعتمادين عن استراتيجية ثعلب المفاوضات « كان لديه حل للازمات التي تواجه المفاوضات مع إيران عبر المزيد من التنازلات في الملف النووي وكذلك دفع أموال لانهاء احتجاز الرهائن الأمريكيين من أصوال إيرانية، مقابل وقف الأنشطة الإرهابية لإيران في المنطقة».

وأضاف المحلل والناشط السياسي الإيراني أن ممثل بايدن لإيران، عارض أي عقوبات ضد النظام الإيراني على مدار السنوات الأربع الماضية –ولاية ترامب- لافتا إلى انه التقى وزير الخارجية جواد ظريف في نيويورك في  2019.

وتابع أن ما يؤكد «مالي» في مهمته هو اليقين السائد لدى إدارة جون بايدن، وفي مقدمتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ووزيرالخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكين،  جميعهم يعتقدون أن استراتيجية الضغط الأقصى على طهران كانت فشلاً ذريعاً.

فهل يشكل انتخاب «مالي»  طوق نجاة للنظام المالي بعد تراجع الوضع الاقتصادي والسياسي والاقليمي والدولي لطهران، وتراجع شعبيته في الشارع الايراني خلال السنوات الماضية؟.


 



شارك