تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 2 فبراير 2021.
الاتحاد: الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في «باقم» بصعدة
نفذت قوات الجيش اليمني، أمس، هجوماً نوعياً على مناطق تمركز عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية في مركز مديرية «باقم» بمحافظة صعده. وقال مصدر عسكري، إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على «تبة أبو علي» الواقعة في مدخل مركز مديرية باقم، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن قتل وجرح عدد من عناصر الميليشيات.
كما قصفت مدفعية الجيش اليمني، أمس، مواقع لميليشيات في مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب. واستهدفت القصف مواقع الميليشيات في جبهتي «المشجح»، و«هيلان»، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
كما أسفر القصف عن تدمير مخزن أسلحة، وعربات وعتاد قتالي، تابع للميليشيات الحوثية.
إلى ذلك، قُتل وجُرح عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية بنيران الجيش اليمني في محافظة الجوف. جاء ذلك إثر هجوم واسع شنته قوات الجيش، على مواقع تمركز الميليشيات في مديرية «خب والشعف». وتمكنت قوات الجيش خلال الهجوم من تحرير مواقع استراتيجية في المديرية، إضافة إلى تكبيدها الميليشيات المتمردة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري في القوات المشتركة، إنها رصدت ما يقارب 100 خرق حوثي لوقف إطلاق النار، خلال 12 ساعة في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة. وأوضح المصدر، أن الميليشيات الحوثية ارتكبت 94 انتهاكاً بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، استهدفت قرى وأحياء سكنية ومزارع خاصة، في التحيتا والجبلية والجاح ومدينة الحديدة، إلا أن أكثر الخروقات تركزت في حيس والدريهمي.
وأكدت مصادر محلية أن الميليشيات الموالية لإيران، قصفت منازل المواطنين ومزارعهم في مديرية الدريهمي، بقذائف الهاون الثقيلة.
وجنوباً أطلقت الميليشيات قذائف مدفعية ونيران أسلحة متوسطة على قرى وأحياء في مناطق متفرقة من مديرية حيس.
وتستمر ميليشيات الحوثي في خرق هدنة، ترعاها الأمم المتحدة في المحافظة، منذ الساعات الأولى لسريانها أواخر العام 2018.
البيان: تقرير دولي: ميليشيا الحوثي تنهب موارد الدولة
بعد أربعة أعوام على نهب خمسة مليارات دولار هي الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني، كشف تقرير أعده فريق من الأمم المتحدة أن ميليشيا الحوثي تنهب ملياراً وثمانمائة ألف دولار سنوياً من موارد الدولة وتسخرها لصالح مجهودها الحربي، وتحرم الموظفين من رواتبهم، كما تخلت عن أي التزامات تجاه التعليم والصحة والمياه، حيث تتولى الأمم المتحدة تمويل قطاعي الصحة والمياه، فيما يعمل المعلمون من دون رواتب.
وفي التفاصيل فإن الحوثيين استولوا على الكيانات العامة المدرة للدخل ويحصلون الضرائب، وقاموا بتحويل هذه الموارد الخاصة بالحكومة، وطبقوا إجراءات ضريبية غير قانونية، ومن خلال هذه القنوات تمكنوا من تحويل إجمالي ما لا يقل عن 1.039 تريليون ريال يمني، أي ما يعادل 1.8 مليار دولار لتمويل عملياتهم القتالية.
وفي واحدة من الحالات يظهر التقرير كيف استولى الحوثيون على أموال شركة كمران لصناعة السجائر وهي شركة شبه حكومية، وطالبوها بتحويل ما يعادل 152 مليون دولار عام 2017. وكشف تحقيق الفريق، أن الرئيس التنفيذي المعين من الحوثيين بدأ في إنفاق مبالغ طائلة في المدفوعات والمكافآت والهدايا إلى الموالين للحوثيين وقادة الميليشيات. وحصل الفريق على وثائق تظهر أنه في 2019، قدمت «كمران» أكثر من 8.5 ملايين ريال لأعضاء لجنة برلمانية.
ميليشيا الحوثي على محك الوفاء باستحقاقات السلام
أعطى تأجيل الولايات المتحدة، تطبيق قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، فرصة أخيرة للميليشيا، من أجل العودة لطاولة الحوار، وانتهاج طريق السلام، حال أرادت تجنّب الآثار القاسية للعقوبات، التي ستطال مصادر تمويلها، إذا ما دخل القرار الأمريكي مرحلة التنفيذ، أواخر فبراير الجاري.
ومع دخول محادثات ملف الأسرى في العاصمة الأردنية عمّان أسبوعه الثاني، وسط تأكيدات القوات المشتركة، أنّ أجواء إيجابية تحيط بالمحادثات.
والتي ينتظر أن تشمل الإفراج عن مئات الأسرى والمعتقلين، فإنّ إسراع ميليشيا الحوثي في الاستجابة لخطة وقف إطلاق النار، التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، سيجنّب الميليشيا والسكان في مناطق سيطرتها أي تبعات لتطبيق قرار تصنيفهم جماعة إرهابية.
وذكرت مصادر محلية وإقليمية لـ «البيان»، أنّه تمّ إبلاغ ميليشيا الحوثي، بأنّ قائمة تضم أكثر من خمسة آلاف شخص، بينهم قيادات وتجار وملاك شركات تجارية، ستشملهم العقوبات الأمريكية، حال لم تقدم الميليشيا على القبول بخطة وقف الحرب المعروفة باسم الإعلان المشترك، وما يرتبط به من إجراءات اقتصادية وإنسانية.
مؤكّدة أنّ لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، نوّهت بأنّ أي خطوة لفتح رحلات الطيران وحركة السفن مباشرة لمناطق سيطرة الميليشيا، سيمثّل خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
رقابة أممية
وفي التقرير السنوي، شدّد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، على ضرورة وضع رقابة أممية فاعلة على المطارات والموانئ، لضمان الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، الخاص بمنع تهريب أو تزويد الميليشيا بالأسلحة، بما في ذلك نشر مراقبين في هذه المطارات والموانئ، في تأكيد إضافي على استحالة تمترس الميليشيا وراء هذه المطالب، لإفشال جهود السلام، وعدم القبول بخطة وقف إطلاق النار، والذهاب لمحادثات سلام مباشرة، تناقش الحل النهائي للصراع في اليمن، وتنهي الانقلاب، وما ترتب عليه.
إشادة والتزام
وأشادت الحكومة اليمنية، بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات والوكالات التابعة لها، إلى جانب شركاء اليمن، وفي مقدمهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول تحالف دعم الشرعية، للتخفيف من المعاناة الإنسانية، جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، مجددة التزام الحكومة بضمان وصول المساعدات الإنسانية لكل المناطق اليمنية دون استثناء، وإزالة أي عقبات أو صعوبات قد تعترض عمل المنظمات والوكالات الإغاثية.
الشرق الأوسط: الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
أقرت الحكومة اليمنية في اجتماع استثنائي بالعاصمة المؤقتة عدن، أمس (الاثنين)، برنامجها العام، وأحالته إلى البرلمان، في انتظار نيل الثقة واستكمال الإجراءات الدستورية المتعلقة بهذا الشأن.
ويركز برنامج حكومة الكفاءات السياسية اليمنية على 7 جوانب رئيسية، يتصدرها الجانب الأمني والعسكري، ثم الجوانب المتعلقة بالاقتصاد وإعادة الإعمار والحكم الرشيد، بحسب ما أوردته المصادر الرسمية.
كان مجلس الوزراء اليمني قد كلف لجنة وزارية، يترأسها وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، لإعداد مشروع البرنامج العام للحكومة التي تشكلت بموجب «اتفاق الرياض» بين الشرعية و«المجلس الانتقالي الجنوبي».
وبحسب مجلس الوزراء، يشمل مشروع البرنامج «أهدافاً عامة لأداء حكومة الكفاءات، وأهدافاً فرعية لتحقيقها، إلى جانب جملة من السياسات العامة والقطاعية الموجهة لتنفيذها، بالاستناد إلى تشخيص دقيق للتحديات القائمة، وتحديد الاحتياجات ذات الأولوية والسياسات والتدخلات العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية اللازمة للتغلب على التحديات كافة، وإعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والأمنية وتوحيدها لمواجهة الميليشيات الحوثية، وحشد الموارد من المانحين وشركاء اليمن».
وتضمن البرنامج الحكومي كذلك «مسارات للتنمية الشاملة وإعادة الإعمار، وبناء السلام ليكون المنطلق والقاطرة التي تجر عربة الاقتصاد والتنمية نحو آفاق التطور الاقتصادي والتعافي على المدى المتوسط والطويل، ومواجهة التحديات القائمة»، بحسب ما نقلته وكالة «سبأ» الرسمية التي ذكرت أنه «تم بناء مشروع البرنامج على مبادئ أساسية، أبرزها الالتزام بالدستور، وتعزيز سيادة القانون، وتعزيز المسار الديمقراطي، ومنظومة الحقوق والحريات، والتكامل والشراكة بين مختلف المكونات، انطلاقاً من تعزيز الثقة المتبادلة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، وكذا تنقية المناخ السياسي، وتوفير بيئة سياسية ترعى الاختلاف، وتتصدى لخطاب الكراهية والعنصرية والإرهاب، وتكريس مبدأ حياد مؤسسات الدولة والإدارة العامة، وعدم توظيفها في الصراعات السياسية والحزبية، إضافة إلى الشراكة مع دول تحالف دعم الشرعية، ومع المجتمع الدولي».
ويضم المشروع 7 محاور رئيسية، هي: الأمني والعسكري، والسياسات المالية والنقدية، والاقتصاد والاستثمار، والبنية الأساسية والطاقة والبيئة، والإدارة العامة والحكم الرشيد، والتنمية البشرية، والعلاقات الخارجية والتخطيط والإعلام. وفي كل محور مجموعة من الأهداف، تحت كل هدف منها عدد من الأولويات التي ستعمل عليها الحكومة بكل قطاعاتها لإنجازها.
وتضمن المحور الأمني والعسكري هدفين رئيسيين، هما: استكمال استعادة الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية، والتعامل الجاد مع نتائج الانقلاب وآثاره ومواجهة التنظيمات الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار، فيما تضمن محور السياسات المالية والنقدية خفض العجز في الموازنة، والسيطرة على التضخم، وتنسيق السياسات المالية والنقدية.
أما محور الاقتصاد والاستثمار، فتم تحديد هدفيه في إقرار وتطبيق سياسيات عاجلة تحد من التدهور الاقتصادي، والعمل على تنمية القطاعات الاقتصادية والإنتاجية، وتعزيز البيئة الاستثمارية، ومشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في جهود التعافي الاقتصادي.
وفي محور البنية الأساسية والطاقة والبيئة، شملت الأهداف إصلاح ما تضرر من البنية الأساسية والمرافق العامة، وإعادة تأهيلها وفقاً للأولويات الملحة، وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، وتدشين أعمال وأنشطة إعادة الإعمار.
وحرصت الحكومة اليمنية أيضاً في خطتها على وضع أهداف لمحور الإدارة العامة والحكم الرشيد، أكدت فيها «تعزيز وتطوير الإدارة العامة والبناء المؤسسي للدولة، وتعزيز عمل المنظومة القضائية، وتحقيق العدل وسيادة القانون، ومكافحة الفساد وتعزيز إجراءات النزاهة والشفافية، وتعزيز اللامركزية الإدارية والمالية ودور السلطة المحلية».
وفي محور التنمية البشرية، يهدف البرنامج إلى «إعادة التعافي لعملية تقديم الخدمات الأساسية، وإعادة تأهيل وتشغيل المرافق العامة الضرورية، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي، وتمكين المرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والفئات المستضعفة سياسياً واقتصادياً، وتعزيز ثقافة السلام وحماية حقوق الإنسان».
وتسعى الحكومة اليمنية في المحور الخاص بالعلاقات الخارجية والتخطيط والإعلام إلى «تفعيل وتنشيط العمل السياسي والدبلوماسي، وتكثيف التواصل والتنسيق مع المجتمع الإقليمي والدولي ومجتمع المانحين، واستعادة وتفعيل الدور الوطني في عملية التخطيط التنموي والاستراتيجي، وتنسيق عمل الجهات المانحة من خلال رؤية وأجندة وطنية، ورفع مستوى الأداء للإعلام الحكومي داخلياً وخارجياً».
ونقلت وكالة «سبأ» عن رئيس الحكومة معين عبد الملك أنه شدد على «ضرورة تحمل كل وزارة لمسؤوليتها الكاملة في تنفيذ الالتزامات والتعهدات المنصوص عليها في مشروع البرنامج العام للحكومة». كما أكد أن مشروع حكومته الذي أرسل إلى البرلمان «سيكون المعيار الحقيقي فيه هو قياس مستوى التقدم فيه على أساس الإنجاز والتنفيذ»، مشيراً إلى أنه «يعبر عن إرادة الحكومة والتزامها وتصميمها على بدء مسار جديد نوعي في العمل، من أجل تحقيق هدفها الرئيس المتمثل باستكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي».
وقال في تصريحاته خلال اجتماع إقرار البرنامج: «رؤيتنا أن يكون هذا العام هو عام التعافي، وبداية إيقاف التدهور الاقتصادي، وضبط سعر العملة، والحفاظ على الأصول القائمة وصيانتها والحفاظ عليها، والتركيز على بناء المؤسسات، وتعزيز الإيرادات، وإعادة تفعيل منظومة النظام والقانون، وتعزيز مبدأ الشفافية والمحاسبة».
وأفادت المصادر الرسمية بأن عبد الملك دعا تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية والإمارات، إلى تقديم الدعم العاجل لحكومته لإنجاح برنامجها الذي ينتظر التئام البرلمان للموافقة عليه، بحسب ما هو منصوص عليه في الدستور اليمني.
قضاة يرفضون «هيئة عدل» حوثية ويهددون بالتصعيد
أعلن قضاة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية رفضهم استحداث قيادة الحوثيين لجنة إدارية تنتزع استقلال السلطة القضائية، في خطوة هي الأولى منذ تنصيب القيادي محمد علي الحوثي نفسه رئيسا لما سماها المنظومة العدلية، وأمهلوا سلطة الميليشيات شهرا للقبض على المتورطين في الاعتداء على القضاة، ووقف الإساءة للقضاة في وسائل الإعلام وصرف رواتبهم، ووقف المساس باستقلالهم وهددوا بأقصى تصعيد في حال عدم تنفيذ تلك المطالب.
نادي القضاة وفي بيان أصدره في ختام اللقاء التشاوري الاستثنائي سلط الضوء على كثير من الممارسات التي طالت السلطة القضائية وفي مقدمة ذلك النيل من استقلاليته والتدخل في اختصاصاته وصلاحياته وبما ينتقص من حضوره كسلطة مستقلة من قبل ميليشيات الحوثي التي استحدثت منذ شهرين لجنة سموها المنظومة العدلية وعين القيادي محمد علي الحوثي نفسه رئيسا لها، وقال إن القضاة «رفضوا القرارات الصادرة من اللجنة العدلية واللجان المنبثقة منها، ويؤكدون على عدم مشروعية ذلك»، كما استعرض القضاة الانتهاكات التي يتعرض له أعضاء السلطة القضائية مثل الاعتداءات والاختطافات والسب والتشهير الإعلامي، وبما ينال من هيبة القضاء واهتزاز ثقة المجتمع بمنتسبيه.
وخاطب البيان ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين وقال إن القضاء تحت ولايتهم «أصبح هدفا يرمى ومطمعا للمفسدين، وينال منه ولا يعطى حقه»، واشتكوا ما طال القضاة قسرا عبر وسائل الإعلام «وعلى الواقع من قبل المسؤولين أكثر من خصومهم والمفسدين في الجهاز القضائي»، وذكر أن القضاة في مناطق سيطرة الميليشيات أصبحوا بين معتدى عليهم أو مخطوفين، أو تعرضوا للشتم والسب، فيما دور سلطة الميليشيات غائبة.
القضاة في بيانهم تحدثوا عن تأثيرات انقطاع الرواتب على السلك القضائي، وقالوا: «هل ترجئ العدالة من بطون جائعة، وهل يرجى الأمن من الأيادي المرتعشة»، وانتقدوا الهجمات الإعلامية ضدهم وطالبوا بمحاسبة تلك الوسائل، ورفضوا بالمطلق القرارات التعسفية التي صدرت من مجلس القضاء أو من الجهات التي تتدخل في شؤون القضاء والانتقاص من حق القضاة في كتابة المحررات والعقود، وكذلك التعديلات التي تنتقص من حقوقهم المشروعة، وطالبوا بصرف رواتبهم أسوة بكثير من المؤسسات الحكومية التي تحصل على الرواتب، وطالبوا بسرعة تحسين المستوى المعيشي للقضاة.
وانتقد القضاة في بيانهم النيل من استقلالية القضاء والتدخل في شؤونه ودون مشروعية من قانون ودستور ولوائح منظمة، وهو ما يبطل كل الإجراءات التي اتخذتها ما تسمى بالمنظومة العدلية وما نتج عنها من حجز لحريات كتاب العقود والزج بهم في السجون وغيرها من القرارات التي تمس استقلالية القضاء وتنتقص من حضورها، وطالبوا بتوفير الحماية الأمنية لمقرات المحاكم والنيابات والقضاة، وإصدار قرار بإنشاء شرطة تتبع السلطة القضائية تعمل على حماية القضاة، وتنفيذ قراراتهم وأحكامهم. وهو مطلب يشير بوضوح إلى عدم وثوق القضاة بأداء أجهزة الأمن التي تديرها ميليشيات الحوثي وعدم امتثالها لسلطة القضاء.
وشدد القضاة في بيانهم على سرعة القبض على المتورطين في الاعتداء على رئيس نيابة محافظة عمران، ومنحوا النادي صلاحية اتخاذ أقصى درجات التصعيد في وجه سلطة الميليشيات، وطالبوا مجلس القضاء الأعلى بالقيام بواجبه في الدفاع عن استقلال القضاء في مواجهة السلطات الأخرى، والوقوف بحزم تجاه الاعتداءات التي يتعرض لها القضاة، وعدم السماح بالنيل منهم وتعديل السياسة الإعلامية لحكومة الميليشيات التي لا تليق بالقضاة وأعمالهم.
القضاة عبروا في بيانهم عن خيبة أمل من تعامل سلطات الحوثيين مع الاعتداءات التي طالتهم وطالبوا النائب العام الحوثي «بتحريك الدعاوى الجزائية ضد المعتدين على القضاة، والحزم في ذلك، وعدم اعتبارها من جرائم الشكوى، واعتبارها من القضايا المستعجلة وجرائم تمس استقلال القضاء»، وقالوا إنه إذا لم يفعل ذلك فإن المسؤولية «ستقع على عاتقه أمام الله والقضاء».
هذا التصعيد جاء بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها ميليشيا الحوثي في حقهم بدءا من استحداث سلطة إدارية مهيمنة فوق سلطة مجلس القضاء، وحملة مطاردة وسجن طالت العشرات من كتاب العقود، واعتداءات واختطافات طالت قضاة وأعضاء في النيابة تورط فيها قيادات حوثية، رفض القضاة الامتثال لتوجهات ورغباتهم وإصدار أحكام وفق ما يريدون، كما أن البيان يبطل كل ما أقدمت عليه لجنة محمد الحوثي، ويستدعي إعادة الاعتبار للقضاء من خلال إحالة كل من له علاقة بتلك اللجنة إلى القضاء لمخالفتها الصريحة للدستور والقانون، وتقرير التعويض العادل لمن زج بهم في السجن دون مشروعية من قانون ناهيك عن تجاوزه.
كشف جرائم حوثية جديدة في إب اليمنية
ذكرت مصادر محلية في محافظة إب اليمنية (170 كيلومتراً جنوب صنعاء) التي تعد من بين أعلى المحافظات سكاناً، أن آلة القتل والقمع والتعسف الحوثية عادت من جديد لتطال المواطنين والسكان بمناطق متفرقة من المحافظة، وذلك بعد أيام فقط من توثيق المنظمات الحقوقية أكثر من 4 آلاف انتهاك ارتكبها عناصر الجماعة خلال العام المنصرم.
وعلى وقع تصاعد هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل الميليشيات، قالت السلطات المحلية التابعة للشرعية، إنها تعوّل على استقرار الحكومة الجديدة في عدن واستكمال تنفيذ «اتفاق الرياض»؛ تمهيداً لاستئناف العمليات العسكرية الرامية لتحرير المحافظة.
وتحدثت المصادر إلى «الشرق الأوسط» عن أن آخر تلك الانتهاكات تمثّل بتصعيد الجماعة على مدى اليومين الماضيين من حجم جرائمها وتعسفاتها بحق الكادر الوظيفي والسكان بمركز المحافظة وفي مديرياتها لإجبارهم على التظاهر بالقوة من أجل خدمة أجندة الانقلاب وأفكاره الإرهابية.
وقالت المصادر، إن جرائم القتل التي يقف مسلحون حوثيون وراء ارتكاب أغلبها، لا تزال تتصدر قائمة الجرائم في ظل انفلات أمني وعمليات سطو متواصلة على الأملاك العامة والخاصة.
وعلى صعيد جرائم القتل، أكدت المصادر، أن أربع مديريات تابعة للمحافظة هي القفر والعدين والمشنة وذي السفال، شهدت خلال يوم واحد من الأسبوع الماضي 4 حوادث قتل. وقالت، إن تلك الجرائم تمثلت بمقتل المواطن عمر عثمان العواضي على يد المسلح الحوثي المكنى «أبو صقر» في العدين (غرب إب) نتيجة خلاف على بيع ذخيرة سلاح، بينما قُتل الشاب عسكر الضبياني برصاص شاب آخر يُدعى عبد الملك مبخوت الضبياني، بمديرية المشنة، كما قتل المواطن محمد عبد الرحمن ملهي بمديرية ذي السفال (جنوب إب) برصاص المسلح عدنان علي فارس، ويعتقد أنه موالٍ للجماعة، في حين قُتل المواطن مجاهد أحمد علي الورد في مديرية القفر (شمال إب) برصاص مسلح يدعى دارس مهدي المجنحي، على خلفية قضية ثأر.
وارتكبت الجماعة بعد تلك الحوادث بيوم واحد، بحسب المصادر، جريمة قتل أخرى بحق المواطن محمود الهجام أثناء تواجده في أرضه بمنطقة أكمة الصعفاني (غرب مدينة إب) نتيجة خلاف على قطعة أرض يتشارك ملكيتها مع أحد أشقائه الذي استعان بمسلحي الجماعة.
وفي إطار مسلسل الاعتداءات الحوثية، ذكر شهود عيان في إب، أن عناصر حوثية مسلحة اعتدت قبل نحو أسبوعين بالضرب بأعقاب البنادق بحق كل من مدير مديرية الظهار ومدير عام مكتب الأشغال ونائبه الخاضعين للجماعة في المحافظة، ومن ثم إيداعهم سجن المباحث الجنائي. وأفاد الشهود بأن الأسباب تعود إلى رفضهما قيام الميليشيات بالسطو على أرض تابعة لجامعة إب بطريقة اعتبراها مخالفة للقانون وتعدياً على أملاك الدولة. ونقلت المصادر، أن الجماعة باشرت عقب الاعتداء وقطع الطريق المقابل للجامعة ببناء محال تجارية في سياق سطوها المنظم على المنشآت الحكومية، وذلك بعد يوم واحد فقط من السطو المسلح على مساحة عامة تقع أمام مبنى الاستاد الرياضي بمدينة إب، والشروع بقوة السلاح في البناء عليها.
وإلى جانب ما تشهده إب من عمليات نهب للأملاك العامة والخاصة من قبل متنفذين حوثيين أغلبهم من صعدة، تعاني المحافظة وسكانها من ارتفاع منسوب الجرائم، بما فيها القتل والتعسف والانتهاك، إذ بلغت خلال ستة أعوام ماضية، وفق تقارير محلية، أكثر من 21 ألف جريمة وقعت في مختلف مديريات المحافظة.
وكان تقرير محلي حديث كشف عن أن الجماعة، حليف إيران في اليمن، ارتكبت أكثر من 4186 جريمة وانتهاكاً في محافظة إب العام الماضي. وقالت «منظمة الجند لحقوق الإنسان»، إن غالبية الجرائم الجنائية التي تُرتكب في إب تقف وراءها عصابات مسلحة منفلتة لها علاقة بقيادات عليا داخل الجماعة.
وفي أول تعليق للسلطة المحلية المعينة من قبل الشرعية في المحافظة على هذه الانتهاكات المتصاعدة وعن الخطط المزمع اتخاذها لتحرير المحافظة، قال وكيل أول محافظة إب الشيخ محمد عبد الواحد الدعام، إن السلطة المحلية تراهن على استقرار الحكومة في عدن واستكمال تنفيذ «اتفاق الرياض» للبدء بوضع خطة شاملة لاستئناف عملية التحرير انطلاقا من محافظتي الضالع والحديدة.
وقال الدعام لـ«الشرق الأوسط»، إن «تحرير محافظة إب يدخل ضمن منظومة متكاملة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض واستقرار الحكومة؛ إذ سيكون لذلك تأثير كبير لتوحيد صفوف كل الأطراف التي تقاتل الحوثي؛ مما سيسهل تعزيز الجبهة ويعمل على دعم المعسكرات، خصوصا في جبهتي مريس وقعطبة».
وأضاف، أنه «بعد استقرار الحكومة وممارسة دورها من العاصمة المؤقتة عدن سيسهم ذلك في بداية عمل مؤسسي حقيقي للسلطة المحلية لمحافظة إب والذي سينعكس إيجاباً في خدمة أبناء المحافظة والعمل على توفير احتياجاتهم من المشتقات النفطية والمواد الغذائية واستقبال كل القيادات التي عانت من ميليشيا الحوثي، وصولاً إلى بناء قوة عسكرية قادرة على حسم المعركة وتحرير المحافظة».