في مسعى للإبقاء على الفوضى... الميليشيات والمرتزقة يهددون السلام الليبي

الثلاثاء 02/فبراير/2021 - 12:55 م
طباعة في مسعى للإبقاء على فاطمة عبدالغني
 
فيما ينتظر الليبيون والعالم معرفة هوية القيادة الجديدة لليبيا سارعت الميليشيات الموالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى التحرك لعرقلة الحل السياسي في مسعى للإبقاء على الفوضى التي تخدم أجندة قادتها ومن يحركونهم. 
وأعلنت ميليشيات المنطقة الغربية وباطن الجبل وجبل نفوسة، في بيان، توحيد صفوفها وفض كل المنازعات السابقة وفتح المسارات بين المدن. 
ودعت هذه الفصائل رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية، فايز السراج، إلى الاجتماع مع المجلس الرئاسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى حين إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المقرر أواخر العام الجاري. 
وانقلبت ميليشيات المنطقة الغربية، على وزير داخلية السراج أحد أبرز المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة فتحي باشاغا، وعلى عملية «صيد الأفاعي»، التي أطلقها الشهر الماضي، مؤكدة أنها عملية وهمية تهدف إلى تحقيق مصالح سياسية.
إلى ذلك، أكّدت مصادر مطلعة، وصول أرتال مسلحة من مصراتة إلى طرابلس، بهدف دعم باشاغا في مواجهة الميليشيات الموالية للسراج. 
وأضافت أنّ هناك حالة من النفير العام بين ميليشيات مصراتة، وأن أية محاولة من ميليشيات طرابلس والمدن المتحالفة معها في غرب البلاد، للانقلاب على نتائج ملتقى جنيف، ستدفع لحرب طاحنة خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، وبالتزامن مع هذه التحركات المسلحة أكد سعيد امغيب، عضو مجلس النواب، أنه بوجود المليشيات المسيطرة على إقليم طرابلس لا يمكن الوصول إلى أي تسوية سياسية، مشيرا إلى أنه بموجود المرتزقة لا يمكن إجراء أي انتخابات.
وقال امغيب، في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “بيان المليشيات اليوم؛ الذي رفضوا فيه بشكل صريح مساعي البعثة الأممية الرامية لتشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية وطالبوا فيه السراج بتشكيل حكومة جديدة، يطرح سؤالا مهما”.
وأضاف “نقف أمام سؤال مهم للغاية وهو «من هو العضو المشارك في حوار جنيف من إقليم طرابلس ومقيم فيها حالياً يستطيع أن يعطي تزكية لمرشح ترفضه إحدى المليشيات لأي سبب كان؟». لذلك قلت في منشور سابق ان مهمة اعضاء لجنة الحوار في جنيف سوف تكون اشبه بالمستحيلة”.
وتابع “لذلك أقول:- بوجود المليشيات المسيطرة على إقليم طرابلس لا يمكن الوصول إلى أي تسوية سياسية، وبوجود المرتزقة لا يمكن إجراء أي انتخابات، وبوجود الاثنين معاً لن يكون هنالك أي مَعلم من معالم الدولة في طرابلس والمناطق المحيطة بها”.
من ناحية أخرى كشفت تقارير عن استعداد تركيا لإرسال دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا للانضمام إلى الميليشيات التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق المدعومة من جانب أنقرة.
وأكدت الصحافية الأمريكية ليندسي سنيل، ما سبق أن ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، أخيراً، عن أن تركيا تستعد لنقل دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، من "فرقة السلطان مراد"، أشد الفصائل السورية موالاة لأنقرة، رغم توقف الحرب بموجب وقف إطلاق النار الساري منذ 24 أكتوبر الماضي.
ونشرت الصحافية الأمريكية المختصة في تغطية الأزمات الإنسانية والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، عبر حسابها على موقع تويتر، صورة لمرتزقة "السلطان مراد" في قرية حوار كلس بمدينة حلب السورية قبل عبورهم إلى تركيا ليتم نقلهم إلى ليبيا. ولفتت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار نص على وجوب طرد جميع المرتزقة الأجانب، قائلة إنه رغم ذلك تجلب تركيا المزيد.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الدفاع التركية، الاثنين 1 فبراير، عن استمرار تدريبها العسكري لعناصر حكومة الوفاق الليبية، على الأراضي التركية.
وأكدت الوزارة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنها بصدد تدريب 20 عنصرًا جديدًا تابعين للعناصر الجوية لحكومة الوفاق الليبية، في مخالفة واضحة للاتفاقات الدولية التي تهدف إلى حل الأزمة بين الأطراف المتنازعة في ليبيا.

شارك