كوارث انسانية ..حصاد تدخل اردوغان في سوريا
الأربعاء 03/فبراير/2021 - 09:48 ص
طباعة
روبير الفارس
في إطار الحملة التي أطلقتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان لدعم ضحايا التدخل التركي في شمال شرق سوريا ،أصدرت تقرير بعنوان "قتل وتشريد ونزوح.. حصيلة التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا"
ليتناول التقرير استغلال الدولة التركية حالة الفوضى في المنطقة للهجوم على الدول المجاورة التي تشهد نزاعات داخلية، لتعتزم مواصلة تمدُّدها في المنطقة، وأن هذا التمدُّد بات جزءاً من عقيدتها السياسية والاستراتيجية لترسيخ النفوذ الإقليمي، في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، بقيادة أردوغان.
وذلك بالمخالفة للمواثيق والمعاهدات الدولية القانونية التي تنص على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والتي من بينها إعلان عدم جواز التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية للدول والذي تم اعتماده طبقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103، والمادة الثانية الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على عدم التدخل الخارجي في شئون الدولة أي كان نوعه.
فقد شنت الحكومة التركية ثلاثة عمليات عسكرية رئيسية في شمال شرق سوريا تنوعت أسبابها الظاهرية في كل تدخل عن الأخر، إلا أن السبب الرئيسي لهذه العمليات هو زيادة النفوذ التركي في تلك المنطقة بهدف تحقيق مجموعة من المكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية، بالإضافة إلي توطين المليشيات المسلحة وعائلاتهم في شمال شرق سوريا بدل من السكان الأصليين حتى يصبحوا أداة فعالة في السياسة الخارجية التركية تحقق بهم أهدافها في مناطق النزاع المختلفة.
أسفرت العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة التركية عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين كنتيجة مباشرة لاستهداف المواطنين بالطائرات والقذائف المدفعية إلى جانب استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا بما في ذلك استخدام غاز الكلور المحرم دوليًا ومادة الفسفور الأبيض .
حيث أن أثناء عملية درع الفرات في ديسمبر 2016 سقط عشرات المدنيين القاطنين في مدينة الباب شرق حلب جراء غارات جوية وقصف بري مكثف من قبل الجيش التركي ،وتسببت غارات تركية في 28 أغسطس 2016 على مزرعة قريبة من قرية العمارنة جنوب جرابلس السورية بمقتل20 مدني على الأقل وإصابة 25 بينما كانت المزرعة تأوي عائلات نازحة من القرى المجاورة نتيجة الهروب من الأعمال العدائية التي تقوم بها القوات المسلحة التركية تجاه المدنيين من قصف بالمدفعية والطيران للمواقع السكانية .
وفي 21 يناير 2018 أثناء عملية غصن الزيتون، استهداف الطيران التركي العديد من الأحياء السكانية والمدنية مما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات بين المدنيين، حيث استهدف الطيران التركي قرية عنابكه بريف عفرين مما أدي لوقوع العديد من الضحايا المدنيين ،من بين هؤلاء الضحايا أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 ل 10 سنوات وفي ذات السياق قامت المدافع والصواريخ التركية بقصف قرية دير بلوط بعفرين مما أودي بحياة أربعة مدنيين وإصابة 5 أخرين في 23 من نفس الشهر لعام 2018 .
بينما قتل 130 مدنيًا نتيجة للقذائف العشوائية والقصف الذي قامت بها القوات التركية خلال عملية نبع السلام في أكتوبر 2019، من بينهم 33 شخص بسبب الغارات الجوية التي استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها وريفها الشرقي وقرية الريحانية بريف المالكية، بالإضافة إلي 38 شخص تم استهدافهم من قبل الفصائل المؤيدة للحكومة التركية بالإعدام الميداني بالرصاص كان منهم السياسية الكردية "هفرين خلف"، وتوفى 6 مدنيين بينهم طفل بسبب قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدروبك والزيتونية بمدينة القامشلي، علاوة على ذلك قتل ثلاثة أشخاص من جراء عمليات قنص على قرى تابعة لـ تل أبيض، في حين قتل 28 شخص في مدينة رأس العين السورية بسبب القصف المباشر بالطيران .
وأيضا ساهمت العمليات العسكرية للحكومة التركية واستهداف منازل المدنيين في شمال شرق سوريا في نزوح عدد كبير من السكان، حيث تم نزوح نحو 300 ألف شخص من سكان عفرين وحلب بسبب عمليةغصن الزيتون في الفترة من 24 أغسطس 2018 و19 مارس 2019، بينما نزح أكثر من 164 ألف شخص من منطقة الحسكة وتل الأبيض بسبب نقص المياه والخدمات الرسمية بالمنطقة بهذا التوقيت، والسبب في موجات النزوح المستمرة هو الأعمال القتالية المستمرة من قبل الحكومة التركية والقوات المسلحة التابعة لها.