القمع يتزايد.. شرطة أردوغان تسحل وتعتقل طلاب الجامعات فى أنقرة وإسطنبول
الأربعاء 03/فبراير/2021 - 12:00 م
طباعة
أميرة الشريف
في ظل القمع الأردوغاني الذي تتبعه السلطات التركية في حق طلاب الجامعات في مدينتي أنقرة وإسطنبول انتشرت حملة تضامن عالمية واسعة مع مطالبات طلاب جامعة البوسفور "بوغازيجي" الداعية إلى استقلالية الجامعة، وإلى عدم فرض رئيس عليها من خارج هيئتها التدريسية، وهو ما قام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي عيّن عميداً للجامعة بمرسوم رئاسي.
يأتي ذلك في وقت اعترف فيه مكتب حاكم إسطنبول بأن الشرطة التركية اعتقلت منذ الإثنين 159 شخصاً، إثر احتجاجات في إسطنبول على تعيين “أردوغان” عميداً جديداً ينتمي لحزبه الحاكم في جامعة بوغازيتشي إحدى أكبر الجامعات في البلاد.
وفرقت الشرطة التركية احتجاجات طلابية واسعة بقنابل الغاز والاعتقالات، واشتبك المتظاهرون مع الشرطة وهم يرددون شعارات مثل "فلتخرج الشرطة" و"الجامعات لنا".
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أطلقت الشرطة التركية، الغاز المسيل للدموع وطاردت محتجين في شارع ضيق باسطنبول في وقت تتصاعد التظاهرات الطالبية احتجاجا على قرار إردوغان.
وتشهد تركيا منذ أسابيع تظاهرات في حرم جامعات كبرى احتجاجاً على تعيين أردوغان أحد الموالين لحزبه، عميداً لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) المرموقة في إسطنبول مطلع العام، إحدى أقدم وأعرق الجامعات التركية، ما أثار احتجاجات طلاب وكوادر الجامعة بدأت في 2 يناير ضد قرار أردوغان تعيين مقرب منه بشكل يخالف الأعراف الديمقراطية في الجامعات التركية حيث يأتي رئيس الجامعة عبر الانتخابات.
وشهدت كل من اسطنبول وأنقرة أمس الثلاثاء، احتجاجات أطلقت خلالها شرطة إسطنبول الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين تجمعوا في منطقة "قاضي كوي" في الجانب الآسيوي، بناءً على دعوة من مجموعة المجتمع المدني لقوى العمل والسلام والديمقراطية في اسطنبول.
وأفادت تقارير إعلامية بتعرض العديد من الأشخاص للضرب والاعتقال أثناء تدخل الشرطة، بينما ردد المتظاهرون هتافات "كتفا بكتف ضد الفاشية" وحملوا لافتات كتب عليها "لن ننظر إلى الأسفل أبداً"، كذلك اعتدت الشرطة على الصحفيين، وحاولت منعهم من تغطية الاحتجاجات.
وازداد الدعم في أكثر من ولاية لطلاب جامعة "بوغازتشي" (البوسفور بالتركية)، بعد انتشار مقطع فيديو لضابط شرطة أمس، يطلب من أحد الطلاب بالنظر إلى الأسفل، ما أثار الغضب بسبب معاملة الضابط للطالب الجامعي، وبات شعار "لن ننظر إلى الأسفل" موضوعاً متداولاً عبر تويتر فور نشر الفيديو.
وأصدرت المديرية العامة للأمن في إسطنبول، بياناً نشرته عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، فندت فيه "مزاعم إهانة ضباط الشرطة للطلاب الذين ساروا في مجموعات من منطقة إتيلر إلى جامعة بوغازيتشي، والقول للطلاب أن عليهم النظر إلى الأسفل"، مؤكدة أن هذا الكلام زائف.
وانطلق المحتجون ، إلى ميدان "قاضي كوي" بعد أن حظر مكتب حاكم المنطقة جميع التظاهرات لمدة سبعة أيام بحجة الاجراءات الاحترازية لمكافحة وباء كورونا، بالتزامن مع قرار مماثل من والي إسطنبول بحظر التجمعات والتظاهرات في المناطق التي يقع فيها حرم جامعة "بوغازيتشي"، حتى 5 فبراير الجاري.
وفي العاصمة أنقرة تجمع طلاب جامعيون من جامعة الشرق الأوسط التقنية، دعماً لنظرائهم في إسطنبول، وردت الشرطة باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين.
وأكدت منظمات طلابية اعتقال 6 من المشاركين في احتجاجات العاصمة، دون أي بيان رسمي من الشرطة، حول عدد الطلاب المعتقلين، فيما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لما قالوا إنها اعتداءات تعرض لها المحتجون في العاصمة من قبل الشرطة التركية.
واعتقلت الشرطة 159 طالباً عندما تصدت لتظاهرة كانت تنظم داخل الحرم الجامعي المسيّج، فيما أكدت فيما بعد وسائل إعلام محلية الإفراج عن 98 طالباً منهم في وقت لاحق.
وتعتبر جامعة البوسفور، مؤسسة عامة تعطى فيها الدروس باللغة الإنجليزية وتخرّج منها جزء من النخبة في البلاد، لكن تعيين رئيس للجامعة من خارجها علما أنه حاول في 2015 الترشح لمنصب نائب رئيس لها تحت راية حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، أثار غضبا شديدا، وبالإضافة إلى ارتباطه بحزب العدالة والتنمية، فإنّ تعيين مليح بمرسوم رئاسي أثار غضبا إضافيا لدى الطلاب والأساتذة.
وتعود التظاهرات الطلابية للجامعات إلي نفس سيناريو احتجاجات 2013 التي تفجرت رفضاً لمشروع تدمير متنزه في إسطنبول، قبل أن تمتد إلى أنحاء البلاد لتمثل تهديداً مباشراً لحكم أردوغان.