كاتب تركي يكشف ألاعيب أردوغان للسيطرة على جامعة البوسفور
الجمعة 05/فبراير/2021 - 12:00 م
طباعة
أميرة الشريف
تتواصل التظاهرات التي ينظمها طلاب جامعة بوغاز إيجي فى تركيا احتجاجًا على تعيين وصي على جامعتهم من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حد تعبيرهم، معتبرين أنها محاولات يقودها حزب العدالة والتنمية لتحويل تلك التظاهرات إلى مصلحته، كما فعل في أعقاب انقلاب 2016 المزعوم.
وتشهد تركيا منذ أسابيع تظاهرات في حرم جامعات كبرى احتجاجاً على تعيين أردوغان أحد الموالين لحزبه، عميداً لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) المرموقة في إسطنبول مطلع العام، إحدى أقدم وأعرق الجامعات التركية، ما أثار احتجاجات طلاب وكوادر الجامعة بدأت في 2 يناير ضد قرار أردوغان تعيين مقرب منه بشكل يخالف الأعراف الديمقراطية في الجامعات التركية حيث يأتي رئيس الجامعة عبر الانتخابات.
وكشف الكاتب والمحلل السياسي التركي أمر الله أوسلو أن أردوغان يسعي للسيطرة على جامعة بوغاز إيجي (البسفور) واستخدام سمعتها الدولية في الترويج لمشروعه السياسي.
ونشر أوسلو في صفحته الشخصية عبر موقع يوتيوب، وثيقة تكشف أن أردوغان بدأ يستعد لأخذ جامعة بوغوز إيجي تحت سيطرته منذ عام 2003، حيث أمر بتأسيس جمعية تحمل اسم بورا (BURA)، أي جمعية خرجي جامعة بوغاز إيجي، وقد تولى افتتاحها بنفسه، ومن ثم ألقى كلمة في جمعيتها العمومية التي عقدت في عام 2018.
كان أردوغان زعم في كلمه له أن جامعة بوغاز إيجي فشلت في التحول إلى ماركة عالمية مسجلة بسبب عدم اعتمادها ما سماه المعايير الوطنية، الأمر الذي دفع طلابها إلى إطلاق هشاتق في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان جامعة بوغاز إيجي فخْرنا للاحتجاج على تلك التصريحات.
وأشار أمر الله أوسلو إلى أن وثائق ويكيليكس المسربة تتضمن مراسلة إلكترونية جرت في 27 يوليو 2016، أي بعد 13 يوما من الانقلاب المزعوم، بين المدعو إبراهيم أوزال وسرهاد ألبيراق، شقيق برات ألبيراق، صهر أردوغان، المستقيل من منصب وزير المالي والخزانة.
وأرسل إبراهيم أوزال عبر بريده الإلكتروني قائمة تتضمن أسماء خريجي جامعة بوغاز إيجي إلى سرهاد ألبيراق، مالك مجموعة توركواز التي تعمل تحت مظلتها جريدة صباح وقناتي إيه تي في (ATV) و”إيه خبر (AHaber).
أوزال يقول في مراسلته مع ألبيراق: لقد أرفقت القائمة التي طلبتها مني. ولأن المشرفين على إعداد القائمة هم علماء وخبراء الحاسوب فإنها تتضمن أسماء أعضاء جماعة فتح الله كولن المحترفين في مجال الحاسوب والذين يجب فصلهم عن وظائفهم بالجامعة.
وكتب أوزال إلى ألبيراق: قائمة الأسماء الواجب فصلها، التي أرسلتها إليك أمس، لم تتضمن خمسة ضباط، وقد أدرجنا هذه الأسماء إلى القائمة الجديدة، مع أسماء أخرى تتضمن ضابطين آخرين، أحدهما ذكي جدا وصاحب نفوذ كبير.
وأكد الكاتب أن أردوغان أسس هذه الجمعية لتكون عينه في جامعة بوغاز إيجي، وتقوم بتصنيف طلابها والمتخرجين فيها، لكي يقوم بفصل كل مَنْ ليس من شيعته وفريقه عند أول فرصة، مؤكدًا أنه بدأ ينفذ عملية فصل الأسماء الواردة في هذه القائمة بعد انقلاب 2016 الذي دبره مع حلفائه المتواطئين معه.
وأفاد بأن أردوغان بدأ يعين رجاله في جامعة بوغاز إيجي بعد الانقلاب المزعوم، معتبرًا تعيين المرشح البرلماني السابق من صفوف حزب العدالة والتنمية مليح بولو رئيسًا للجامعة من أهم الخطوات نحو استكمال عملية السيطرة على الجامعة، مضيفًا أن أردوغان يفعل كل شيء لاستفزاز طلاب جامعة بوغاز إيجي للدفع بهم إلى ارتكاب أخطاء من شأنها تشويه صورتهم في عيون الرأي العام.
ويري مراقبون أن أردوغان يحاول وضع اللمسات الأخيرة على الاستيلاء على أعرق وأنجح الجامعات في تركيا والعالم، من أجل توظيف سمعتها الأكاديمية الدولية في شرعنة نظامه القمعي على الساحة الدولية.
وتعتبر جامعة البوسفور، مؤسسة عامة تعطى فيها الدروس باللغة الإنجليزية وتخرّج منها جزء من النخبة في البلاد، لكن تعيين رئيس للجامعة من خارجها علما أنه حاول في 2015 الترشح لمنصب نائب رئيس لها تحت راية حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، أثار غضبا شديدا، وبالإضافة إلى ارتباطه بحزب العدالة والتنمية، فإنّ تعيين مليح بمرسوم رئاسي أثار غضبا إضافيا لدى الطلاب والأساتذة.
وتعود التظاهرات الطلابية للجامعات إلي نفس سيناريو احتجاجات 2013 التي تفجرت رفضاً لمشروع تدمير متنزه في إسطنبول، قبل أن تمتد إلى أنحاء البلاد لتمثل تهديداً مباشراً لحكم أردوغان.