طلاب الجامعات ضحية جديدة لقمع خليفة الإرهاب بتركيا
الجمعة 05/فبراير/2021 - 11:50 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
علي يد خليفة الارهاب اردوغان تحولت تركيا الي دولة القهر والقمع والتخويف ليس فقط لمعارضي سياسة خليفة الإرهاب ولكن للطلاب أيضًا، حيث حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنه سيقمع أي محاولة لتمديد الاحتجاجات المستمرة منذ شهر ضد تعيينه رئيساً جديداً لإحدى أبرز جامعات إسطنبول، واصفاً الطلاب المحتجين بأنهم "أعضاء جماعات إرهابية".
وقال أردوغان "مثلما أرسلنا الإرهابيين إلى قبورهم سنواصل فعل الشيء نفسه في كل مكان آخر". وتابع أردوغان أن "حكومته لن تسمح أبداً للإرهابيين بالسيطرة على هذا البلد".
وبدوره هدد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، طلاب جامعة البوسفور المحتجين على تعيين حزب العدالة والتنمية مليح بولو وصيًا على الجامعة، قائلًا "لا تختبروا قوة تحمل دولتنا"، واصفًا طلاب الجامعة بالإرهابيين الذين يعملون على استفزاز الآخرين.
في المقابل انتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية عن حزب الشعب الجمهوري، أنجين أوزكوتش قرار الرئيس التركي أردوغان بتعيين مليح بولو، وصيًا على الجامعة رغم رفض الطلاب، وقال: "تحضر رجلًا من الخارج، ولا تجعل أهل وأصحاب المكان يصوتون على ذلك! تكتفي بأن تضع رجلًا غير مؤهل في المنصب!".
وطالب أوزكوتش، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالاعتذار عن وصفه طلاب جامعة بوغازيتشي بالإرهابيين.
وقال أوزكوتش، في مؤتمر صحفي بمقر حزب الشعب الجمهوري، الخميس، موجهًا حديثه لأردوغان: "ألن تعتذر عن ذلك؟ ألن تحمر خجلًا؟ هؤلاء أبناؤنا وأبناؤك، ألا يجب أن نحمي حقوقهم؟".
من ناحية أخرى انتقد نائب رئيس المجموعة البرلمانية لـحزب الخير، لطفو توركان، وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لطلاب جامعة بوغازيتشي بالإرهابيين، لرفضهم تعيين مليح بولو، وصيًا على الجامعة.
وقال لطفو توركان في مؤتمر بمقر الحزب، الأربعاء: "هؤلاء الطلاب الذين رفضوا قرار تعيين مليح بولو وصيًا على الجامعة لأنه غير كفء، ليسوا إرهابيين يا سيدي الرئيس، هؤلاء أولادنا وأطفالنا، ستكون عيون الشباب إلى الأمام ورؤوسهم مرفوعة دائمًا".
وطالب توركان في إطار ذلك، طلاب جامعة بوغازيتشي بأن يتوخوا الحذر ممن يركضون خلف حسابات وأشياء أخرى، أثناء تعبيرهم عن رأيهم ومطالبتهم بالديمقراطية.
وأردف توركان موجهًا كلامه للنظام الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، وقال: "هل يستحق تعيين هذا الوصي هذا الاضطهاد لكل هؤلاء الشباب؟ فلتتعامل برأفة مع هؤلاء الطلاب وحينها أنت ستفوز وهم سيفوزون وحينها ستفوز الدولة". متابعًا: "إذا غادر هذا الوصي منصبه، لن يواجه هؤلاء الشباب وأعضاء هيئة التدريس أية مشاكل، فلتتوقف عن معاداتهم ولتحبهم".
هذا وتشهد تركيا منذ أسابيع تظاهرات في حرم جامعات كبرى احتجاجاً على تعيين أردوغان أحد الموالين لحزبه، عميداً لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) المرموقة في إسطنبول مطلع العام، ما أثار احتجاجات طلاب وكوادر الجامعة بدأت في 2 يناير ضد قرار أردوغان تعيين مقرب منه بشكل يخالف الأعراف الديمقراطية في الجامعات التركية حيث يأتي رئيس الجامعة عبر الانتخابات، الأمر الذي دفع بفرق الشرطة للتدخل لقمع التظاهرات، فهاجمت الطلاب بالسحل والضرب، وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لفض المظاهرات، كما قامت بحملات اعتقال متزامنة في أنقرة وإزمير، حيث نظم طلاب الجامعات مظاهرات لدعم طلاب جامعة بوغازيتشي.
ووفقًا لموقع "تي 24"، فقد صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التركية، بأنها اعتقلت 528 شخصًا، ولا يزال هناك 28 شخصًا على قيد التحقيق.
وأدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، انتهاكات الشرطة التركية بحق طلاب جامعة بوغازيتشي، في الأحداث التي اندلعت في حي قوجه إيلي بإسطنبول، واحتجّ الطلاب على قرار رئيس الجمهورية.
كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، عن قلق حكومة بلاده بشأن قمع السلطات التركية لمظاهرات طلاب جامعة بوغازيتشي، مدينًا انتشار خطاب مناهض لمجتمع المثليين المحيط بالاحتجاجات.
وقالت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب المظاهرات السلمية التي تشهدها تركيا.
واضافت الخارجية في بيان ليل الأربعاء/الخميس "نشعر بالقلق إزاء اعتقال الطلاب وغيرهم من المتظاهرين". مضيفة حرية التعبير، حتى الكلام الذي قد يجده البعض غير مريح، هي عنصر حاسم في ديمقراطية نشطة وفعالة ويجب حمايتها".
وتابعت "تعتمد المجتمعات المسالمة والمزدهرة والشاملة على التدفق الحر للمعلومات والأفكار".
واكدت الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة تعطي الأولوية لحماية حقوق الإنسان وتقف جنبا إلى جنب مع أولئك الذين يناضلون من أجل حرياتهم الديمقراطية الأساسية".
في المقابل رفضت وزارة الخارجية التركية الانتقادات الدولية لقمع سلطات أنقرة لمتظاهري جامعة بوغازيتشي، في ظل رد فعل عنيف من الشرطة التركية حيال المتظاهرين، مهددة بأن قوات الأمن ستستمر في أداء واجباتها ومسؤولياتها.
وأوضحت وزارة الخارجية التركية أنه لا يحق لأي جهة التدخل في شؤوننا الداخلية، زاعمة أن حقوق التجمع والتظاهر وحرية التعبير مضمونة وفقًا للدستور.
ومن جانبه رد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشليك، على البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية، وقال تشليك في تغريدة عبر "تويتر": "لا نقبل التدخل في شؤوننا. البيان الأمريكي يتعارض مع الاتفاقيات الدبلوماسية، ويعني التدخل في شؤوننا الداخلية، لذا نرفض هذا البيان"، مشيرًا إلى أن هذا البيان يعد بياناً سياسياً.
وبدوره زعم الوصي على جامعة البوسفور الذي عينه الرئيس رجب طيب أردوغان، مليح بولو، أن احتجاجات طلاب البوسفور تدعمها قوى أجنبية.
وقال مليح بولو، في تصريحات لجريدة "حرييت" الموالية للنظام التركي، "إن أحد أسباب اتساع بؤرة احتجاجات طلاب البوسفور هو وجود قوى أجنبية تدعم أولئك الطلاب من الخارج لتنظيم العديد من الاحتجاجات".
وأردف أن أزمة احتجاجات طلاب البوسفور لن تحل إلا فور معرفة القوى الأجنبية، والهدف وراء تنظيمها للاحتجاجات التي تزيد من أعمال العنف والشغف، على حد زعمه.
ويرى أكاديميون أتراك أن المحاولات المستميتة التي يقوم بها أردوغان، للهيمنة على المؤسسات التعليمية، تندرج في سياق جهوده لتنشئة جيل متشدد من الأتراك، بما يفضي إلى تفكيك دعائم الجمهورية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو قرن من الزمان.
وتمثل المعركة المحتدمة حالياً بين أردوغان وطلاب جامعة "بوغازيتشي" المرموقة في مدينة إسطنبول، أحدث نماذج الحرب التي يشنها النظام التركي المستبد على قلاع الليبرالية في بلاده، والتي تسارعت وتيرتها منذ محاولة الانقلاب المزعوم منتصف عام 2016.
وبحسب تصريحات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، شدد أكاديميون أتراك، على أن هذا التدخل الصارخ في الحريات الجامعية، يمثل الرصاصة الأولى في "معركة أردوغان للهيمنة على إحدى الدرر الثمينة للمؤسسات الأكاديمية في تركيا، وذلك في إطار مخططاته لبسط سيطرته على مزيد من جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية في البلاد".