الحكومة المؤقتة الجديدة.. بين الترحيب الدولي ومخاوف الليبيين
السبت 06/فبراير/2021 - 10:30 ص
طباعة
أميرة الشريف
انبثقت عن المحادثات التي أجريت في ليبيا برعاية الأمم المتحدة حكومة مؤقتة جديدة للبلاد بهدف إيجاد حل لحالة الفوضى والعنف والانقسام في ليبيا.
ووقع الاختيار على حكومة وحدة وطنية ليبية مؤقتة لتحل محل الإدارات المتنافسة في البلاد التي مزقتها الحرب ولتشرف على الانتخابات التي تجرى في ديسمبر المقبل.
وأعلنت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز، فوز قائمة محمد يونس المنفي بالاقتراع للسلطة التنفيذية الانتقالية في ليبيا، وفوز محمد يونس المنفي برئاسة المجلس الرئاسي الليبي المقبل، كما أعلنت فوز عبد الحميد محمد دبيبه برئاسة مجلس الوزراء الليبي المقبل.
وأدلى المندوبون في منتدى تقوده الأمم المتحدة بأصواتهم لصالح مجلس رئاسي من أعضاء ثلاثة ورئيس وزراء وذلك في ختام خمسة أيام من المحادثات في جنيف.
في هذا السياق، رحبت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، في بيان مشترك، بتشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة في ليبيا.
ووصفت الدول الـ5، في بيان مشترك أصدرته مساء الجمعة، تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة بأنه "خطوة حيوية"، لكنها قالت مع ذلك إن الطريق "لا يزال طويلا" نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وأكدت القوى الغربية: "سيتعين على السلطة التنفيذية الموحدة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وتقديم الخدمات العامة الأساسية للشعب الليبي وبدء برنامج مصالحة ذي مغزى والتعامل مع احتياجات الميزانية العامة وتنظيم انتخابات عامة".
وصوت ملتقى الحوار السياسي الليبي، خلال الجولة الثانية من الاقتراع، لصالح اختيار حكومة مؤقتة جديدة يقودها محمد يونس المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، وعبد الحميد دبيبة رئيسا للوزراء.
وسيصبح محمد يونس المنفي، وهو سفير ليبيا السابق إلى اليونان، رئيسا لمجلس الرئاسة، في حين وقع الاختيار على عبد الحميد دبيبة رئيسا للحكومة الانتقالية، وهو رجل أعمال من مصراتة، وذلك حسب نتائج التصويت الذي بث على الهواء مباشرة للمشاركين في عملية المحادثات السياسية.
ولن يسمح لأي من السياسيين الذي وقع عليهم الاختيار بأن يشاركوا في الانتخابات التي ستجرى في 24 ديسمبر2021، كما سيخصص 30 في المئة من المناصب الحكومية المهمة للنساء.
كما تضم القائمة التي فازت بـ 39 صوتا مقابل 34 أيضا عبد الله اللافي وموسى الكوني في مجلس الرئاسة،
وفازت القائمة بـ39 صوتا مقابل 34 صوتا لمنافسين منهم رئيس البرلمان في شرق البلاد، عقيلة صالح، ووزير الداخلية المقيم في غرب البلاد، فتحي باشاغا.
ويأتي التصويت في إطار جهود تقودها الأمم المتحدة لصنع السلام وتهدف إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة في ليبيا، داعيا كل الأطراف الليبية والدولية إلى احترام هذا القرار.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ترحب بتشكيل حكومة جديدة مؤقتة في ليبيا بعد محادثات برعاية الأمم المتحدة كانت تهدف لوضع حد لعشرة أعوام من الفوضى والانقسام والعنف.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس: "نرحب بهذه الأنباء. وندعم تماما نتيجة العملية هذه التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي ستقود إلى ليبيا مستقرة وآمنة وإلى انتخابات في ديسمبر 2021".
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى والعنف منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 وقتله في انتفاضة شعبية حظيت بدعم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان في شرق البلاد وغربها، وتحظى حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بدعم من جماعات مسلحة وقوى أجنبية.
وانعقدت ثلاث جولات محادثات سابقة للجنة في جنيف، واثنين في سرت، وواحدة في غدامس (جنوب غرب)، خلال فترات مختلفة.
وفي 23 أكتوبر 2020، أعلنت الأمم المتحدة، توصل طرفي النزاع في ليبيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ضمن مباحثات اللجنة بمدينة جنيف السويسرية.
ولا يزال الليبيون يتخوفون من امكانية عرقلة الحوار بسبب التدخلات الأجنبية خاصة من قبل تركيا التي لا تطمئن لنتائج الحوار خاصة وانه يهدد اطماعها ومصالحها في البلد الغني بالنفط.