مع تزايد موجة القمع .. احتجاجات طلاب تركيا تهز عرش أردوغان
السبت 06/فبراير/2021 - 11:00 ص
طباعة
أميرة الشريف
يبدو أن احتجاجات الطلاب في تركيا بداية النهاية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد تهز تظاهرات طلاب جامعة البوسفور (بوغازيتشي)، أعرق الجامعات التركية في اسطنبول، عرش أردوغان بأكمله، وبالأخص في ظل تزايد موجة القمع والاعتقالات.
وتشهد تركيا منذ أسابيع تظاهرات في حرم جامعات كبرى احتجاجاً على تعيين أردوغان أحد الموالين لحزبه، عميداً لجامعة البوسفور مطلع العام، ما أثار احتجاجات طلاب وكوادر الجامعة بدأت في 2 يناير ضد قرار أردوغان تعيين مقرب منه بشكل يخالف الأعراف الديمقراطية في الجامعات التركية حيث يأتي رئيس الجامعة عبر الانتخابات.
هذا وقد اتهم الرئيس التركي معارضيه السياسيين بالوقوف وراء تفاقم تلك المظاهرات التي انطلقت قبل نحو شهر وأخذت منحى تصاعديا احتجاجا على تعيين أردوغان الأكاديمي المقرب من حزبه العدالة والتنمية مليح بولو، عميدا للجامعة.
ويقوم أردوغان في الوقت الحالي بالترويج لدستور جديد يعكف على إعداده حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة محاولة لزيادة نفوذه وتعزيز نهجه الاستبدادي.
وندد الرئيس التركي بتلك التظاهرات ووصف المحتجين بأنهم "أعضاء في جماعات إرهابية" في وقت اتسعت رقعة الاحتجاجات وسط حملة اعتقالات طالت المئات هذا الأسبوع.
وأُطلق سراح معظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم، لكن الحملة الأمنية عطّلت جهود أردوغان لإصلاح علاقات تركيا بالغرب في وقت تواجه فيه بلاده صعوبات اقتصادية.
وقال أردوغان في كلمة له أمام مجموعة من أنصاره "لا تنصتوا لما يقوله هؤلاء المثليون"، مشيرا إلى أن لدى منتقديه في الغرب مشاكلهم الخاصة التي يتعيّن عليهم التعامل معها.
وتوجّه في خطابه إلى الولايات المتحدة قائلا "ألا تشعرون بالخزي حيال ما حصل بعد الانتخابات؟".
وقال متوجّها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لم يكن بمقدورك حل مشكلة احتجاجات (حركة) السترات الصفراء"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في أواخر 2018، مضيفا "لا مشكلات من هذا النوع لدينا هنا".
ووفق تقارير إعلامية، اعتاد أردوغان على التعامل مع مثل هذه الأزمات، لكن الأزمة الأخيرة مختلفة على جميع الأصعدة فهي تأتي فيما تئن تركيا تحت وطأة مشاكل اقتصادية ومالية واحتقان اجتماعي كامن بسبب هذه الأزمات.
وفي 2013 حين كان أردوغان رئيسا للوزراء تعامل بالقمع والنار مع مظاهرات انطلقت احتجاجات على خطة معمارية لتغيير طبيعة منتزه جيزي وهي الاحتجاجات التي قتل وأصيب واعتقل فيها العشرات، وحينها لم تكن منصات التواصل الاجتماعي بالفاعلية وقوة التأثير والحشد والتنظيم كما هو الحال الآن والتي تكشف لحظة بلحظة كل عمليات القمع والاعتقالات، بينما اعتمدت أنقرة سابقا سياسة تعتيم مشددة.
ويري مراقبون أن أردوغان يحاول وضع اللمسات الأخيرة على الاستيلاء على أعرق وأنجح الجامعات في تركيا والعالم، من أجل توظيف سمعتها الأكاديمية الدولية في شرعنة نظامه القمعي على الساحة الدولية.
وتعتبر جامعة البوسفور، مؤسسة عامة تعطى فيها الدروس باللغة الإنجليزية وتخرّج منها جزء من النخبة في البلاد، لكن تعيين رئيس للجامعة من خارجها علما أنه حاول في 2015 الترشح لمنصب نائب رئيس لها تحت راية حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، أثار غضبا شديدا، وبالإضافة إلى ارتباطه بحزب العدالة والتنمية، فإنّ تعيين مليح بمرسوم رئاسي أثار غضبا إضافيا لدى الطلاب والأساتذة.