مساعي خليفة الإرهاب للهيمنة على المؤسسات التعليمية.... أردوغان يطيح بـ11 رئيس جامعة تركية دفعة واحدة
الأحد 07/فبراير/2021 - 12:36 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في إطار المحاولات المستميتة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للهيمنة على المؤسسات التعليمية، التي تندرج في سياق جهوده لتنشئة جيل متشدد من الأتراك، أصدر أردوغان السبت، قرارًا بعزل 11 رئيس جامعة في مختلف محافظات تركيا، وتعيين أعضاء من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، بالإضافة إلى أعضاء في منظمات متطرفة مثل الذئاب الرمادية بدلًا منهم.
وحسب الجريدة الرسمية التركية، فإن قرارات التعيين الرئاسية باتت سارية، وأنها تأتي وفقًا للمادة 13 من قانون التعليم العالي رقم 2547 والمواد الثانية والثالثة والسابعة من المرسوم الرئاسي رقم 3.
وحسب ما نشرت جريدة "سوزجو" التركية، وفقًا للمرسوم، تم تعيين نامق أك، زميل الرئيس أردوغان حينما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول، عميدًا لجامعة كارامونوغلو محمد باي. كما تم الكشف عن أن أك، كان مرشحًا لمنصب رئيس بلدية من حزب العدالة والتنمية في منطقة سيلكوكلو بوسط قونيا في عام 2004.
وبينما استمرت تداعيات تعيين مليح بولو رئيسَا جامعة بوغازيتشي، مع نشر المرسوم في الجريدة الرسمية اليوم بتوقيع الرئيس أردوغان، تم تعيين 11 عميدًا آخر في جامعات مختلفة. كان هناك اسم لافت للانتباه بين عمداء الجامعات الـ 11 الذين تم تعيينهم. حيث عين الرئيس أردوغان نامق أك، صديقه حينما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول عام 1994، عميدًا لجامعة كارامونوغلو محمد باي.
ويري مراقبون أن أردوغان يحاول وضع اللمسات الأخيرة على الاستيلاء على أعرق وأنجح الجامعات في تركيا والعالم، من أجل توظيف سمعتها الأكاديمية الدولية في شرعنة نظامه القمعي على الساحة الدولية، كما يمثل هذا التدخل الصارخ في الحريات الجامعية، الرصاصة الأولى في معركة أردوغان للهيمنة على إحدى الدرر الثمينة للمؤسسات الأكاديمية في تركيا، وذلك في إطار مخططاته لبسط سيطرته على مزيد من جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية في البلاد.
وفي إطار المعركة المحتدمة حالياً بين أردوغان وطلاب جامعة "بوغازيتشي" المرموقة في مدينة إسطنبول، والتي تعد أحدث نماذج الحرب التي يشنها النظام التركي المستبد على قلاع الليبرالية في بلاده، والتي تسارعت وتيرتها منذ محاولة الانقلاب المزعوم منتصف عام 2016.
وبالتزامن مع احتدام المواجهات بين الشرطة التركية وطلاب جامعة البوسفور والمتضامنين معهم من أبناء الشعب، بعد تعيين أردوغان أحد عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مليح بولو، رئيسًا على جامعة بوغازيتشي "البسفور".
اعتقلت الشرطة التركية، السبت، 30 شخصًا في مدينة أنقرة، خلال مسيرة للمواطنين للتضامن مع طلاب جامعة بوغازيتشي.
ووفقًا لما ذكره موقع "تي 24" التركي، احتشد نحو 50 شخصًا في ميدان كزلاي بمدينة أنقرة، لدعم طلاب بوغازيتشي، حيث رفعوا شعارات "سيذهب الأوصياء، ونبقى نحن"، "لن ننظر إلى الأسفل" -في إشارة إلى إجبار الشرطة للمحتجين على الانحناء أثناء عملية الاعتقال- ولكن سرعان ما تدخلت عناصر الشرطة واعتقلت 30 من أصل 50 شخصًا.
وفي السياق انتقد رئيس حزب الديمقراطية والتقدم "ديفا"، علي باباجان، ما وصفه بالسياسة العدائية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحليفه رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي تجاه طلاب جامعة بوغازتشي "البوسفور"، بعد اتهامهما للطلاب بالإرهاب واعتقال العديد من منهم على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها الجامعة في أعقاب تعيين الرئيس لأحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم رئيسًا للجامعة.
وقال باباجان في لقاء متلفز مع قناة "خلق تي في"، السبت "الحكومة تتغذى على السياسة العدائية والحليفان يعبثان مع شباب في أعمار أحفادهما". وأضاف "هذا القرار استفزازي، لأن الطلاب لا يشعرون بالراحة تجاهه، كما أنه يشعل الساحة، في الواقع لا يجب استفزاز المعلمين والطلاب في جامعة بوغازيتشي".