"الحوثيون" يردون على تراجع تصنيفهم "جماعة إرهابية".. بهجمات مكثفة على اليمن
الإثنين 08/فبراير/2021 - 01:07 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في مقابل تراجع إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن عن تصنيفها على قوائم الإرهاب، قامت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتكثيف الهجمات البرية والجوية على محافظات مأرب والجوف وتعز، حيث أفادت مصادر أمنية وطبية رسمية في مدينة مأرب بسقوط 3 قتلى وجرح ثلاثة على الأقل من المدنيين جراء سقوط صاروخ حوثي أطلقته الجماعة (الأحد) على حي في المدينة المكتظة بالسكان ومخيمات النازحين بصحبة بطائرة مسيرة.
وذكرت المصادر الرسمية أن دفاعات قوات الجيش الوطني تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة أخرى قبل استهدافها فرق الإسعاف لضحايا الصاروخ، مؤكدة أنه تم نقل المصابين إلى أحد المستشفيات في مدينة مأرب لتلقي العناية الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم.
وفيما ربط الناشطون اليمنيون بين عودة الجماعة الحوثية لتكثيف الهجمات على أكثر من جبهة في محافظتي مأرب والجوف، وبين القرار الأمريكي الأخير بالتراجع عن تصنيفها إرهابيا انتقدت الحكومة بدورها هذا القرار، بحسب ما جاء تغريد لوزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني على تويتر.
حيث حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، (الأحد)، من أن إلغاء تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية سيعقد الأزمة في البلاد ويجعل السلام بعيداً.
وقال الإرياني في سلسلة تغريداته: "التراجع عن تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية يرسل إشارات خاطئة للحوثيين وخلفهم إيران بمواصلة نهجهم التصعيدي وجرائمهم وانتهاكاتهم بحق المدنيين، وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتحدي إرادة المجتمع الدولي في إنهاء الحرب وإحلال السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث".
وأضاف "ضغطت أطراف ومنظمات دولية لوقف العمليات العسكرية لتحرير مدينة الحديدة بحجة الأوضاع الإنسانية المتردية، وتجاوبت الحكومة تأكيدا لحرصها على السلام، وشاركنا في مفاوضات ستوكهولم وتوصلنا لاتفاق يقضي بإخراج ميليشيا الحوثي من الحديدة وتبادل كافة الأسرى والمختطفين ورفع الحصار عن تعز".
وتابع الوزير اليمني بالقول: "بعد عامين من الاتفاق لم يتحقق شيء يذكر، استمرت ميليشيا الحوثي في استهداف المدنيين والقرى والمنازل والمزارع بالقذائف والقناصة وزراعة الألغام والعبوات الناسفة، وعطلت مفاوضات فتح المعابر الإغاثية، وتبادل كل الأسرى والمختطفين، وصعدت عملياتها العسكرية، وازدادت الأوضاع الإنسانية سوءا".
وأكد أن "الأمر ذاته حدث مع اقتراب الجيش الوطني من العاصمة صنعاء في جبهتي نهم وصرواح"، فتدخل المجتمع الدولي لوقف تقدم الجيش والتعهد بتنظيم مباحثات للوصول لحل سياسي وسلام شامل ومستدام"، منوهاً "أن الأمر اتضح كان مجرد مناورات وخديعة (حوثية، إيرانية) لكسب الوقت وترتيب صفوفهم وتصعيد عملياتهم العسكرية".
وواصل الإرياني "من المؤسف الحديث عن هكذا توجهات فيما لا تزال مشاهد صواريخ الحوثي الإيرانية وهي تستهدف مطار عدن حاضرة في الأذهان، وتتساقط على رؤوس المدنيين في مارب وتعز، وقذائفه وقناصاته تحصد أرواح النساء والأطفال، ومئات السياسيين والناشطين مغيبين في معتقلاته، وطائراته المسيرة تهاجم دول الجوار".
ولفت إلى أن "هذه الحقائق تؤكد أن إلغاء التصنيف سيساهم في تعقيد الأزمة اليمنية وإطالة أمد الانقلاب، ويفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي فجرها الحوثيون، ويجعل السلام بعيد عن متناول اليمنيين، وسيمثل هدية مجانية لنظام طهران وتعزيز سياساته التخريبية في المنطقة وتهديد المصالح الدولية".
وشدد الوزير على أن "صدور القرار سيمثل خيبة أمل كبرى للشعب اليمني الذي تجرع الويلات ودفع ثمنا باهضا جراء انقلاب ميليشيا الحوثي المدعوم من إيران، في ظل صمت يعكس تخاذل المجتمع الدولي عن الالتزام بمسؤولياته المنصوص عليها في مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة وحماية حقوق الإنسان وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة".
ومن جانبه أصدر السيناتور الجمهوري توم كوتون بيانا بشأن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إزالة تصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن كمنظمة إرهابية، وقال في البيان: "إن المتمردين الحوثيين مسلحون ومدرَّبون من قبل فيلق الإرهاب الإيراني في الخارج والحرس الثوري وحزب الله، وهم يطلقون الصواريخ على المدنيين والبحارة الأمريكيين ويهتفون "الموت لأمريكا"، وقد أغرقوا اليمن في حرب مطولة دمرت الشعب اليمني".
وتساءل السيناتور كوتون: "إذا لم يكن هذا إرهابًا، فأنا لا أعرف ما هو؟"
وتابع: قد يعتقد الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن أن بادرة حسن نية تجاه الحوثيين ستؤدي إلى السلام، لكن المتمردين تجاهلوا عملية السلام لسنوات ورفضوا احترام وقف إطلاق النار.
وأوضح كوتون أن "إدارة بايدن تكرر الأخطاء القاتلة لإدارة أوباما من خلال استرضاء إيران ورفض تسمية الإرهابيين باسمهم"، مؤكداً أن الحوثيين يستخدمون صواريخ إيران ليس فقط لتعطيل التجارة الدولية، ولكن أيضًا لمهاجمة شحنات الطعام لليمنيين.