اصرار خليفة الارهاب اردوغان علي التدخل في ليبيا
الأربعاء 10/فبراير/2021 - 10:37 ص
طباعة
روبير الفارس
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية نفذت خلال الساعات الماضية لاستبدال دفعة من المرتزقة السوريين تقدر بنحو 140 مقاتلًا مواليًا للأتراك.وأشار المرصد في بيان له أن هؤلاء المقاتلين سوف تتم إعادتهم إلى تركيا ومنها إلى سوريا، في مقابل تجهيز دفعة مماثلة لخروجها من الأخيرة نحو الأولى ومنها إلى ليبيا.
وأضاف البيان أن عملية الاستبدال هذه كان من المفترض أن تتم في الـ25 من يناير الماضي، مبينًا أن الأتراك لا يسحبون المرتزقة السوريين من ليبيا بل يقومون بإعادة دفعة منهم في مقابل إرسال ما يقابلها.حيث لا يزال اردوغان مصرا علي التدخل في ليبيا بحثا عن النفط والغاز .الامر الذى يعيق بشكل كبير عملية احلال السلام في البلد الذي دمرته الحرب.
ورغم تقدم الحوار السياسي الذي أدى الى انتخاب سلطة تنفيذية جديدة تتكون من مجلس رئاسي مكون من رئيس ونائبين (من أقاليم ليبيا الثلاثة)، بالإضافة لرئيس حكومة مستقل عن المجلس لا تزال التدخلات الاجنبية خاصة التركية تؤرق بعض الاطراف الليبية المشاركة في الحوار وحتى بعض الدول الاقليمية.
ويحاول اردوغان التدخل في تركيا عن طريق تونس لتحقيق مزيد من الهيمنة والتدخل في الشأن الليبي مع وصول السلطة السياسية الجديدة.
وفي هذا الصدد بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مع نظيره التونسي عثمان الجرندي، الشأن الليبي، هاتفيا.
وذكرت مصادر دبلوماسية تركية لوكالة الأناضول للأنباء التركية إن أوغلو والجرندي بحثا آخر المستجدات في ليبيا، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول فحوى المكالمة.
وكانت تونس لعبت دورا في الحوار الليبي بعد ان كان ينظر اليها بانها منخرطة في الاجندات التركية ودعم حكومة الوفاق الوطني ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في معركة تحرير طرابلس.
وانخرط رئيس البرلمان الاخواني راشد الغنوشي – الداعم لاردوغان - حينها في سياسة المحاور بل واتصل برئيس حكومة الوفاق فائز السراج ليهنئه ببعض الانتصارات العسكرية وهو ماثار انتقادات واسعة داخل تونس.
وتحدثت مصادر حينها ان تركيا كانت تنوي تقديم دعم عسكري لحكومة السراج عبد المعابر التونسية وهو ما نفته الحكومة التونسية حينها.
لكن الرئيس التونسي قيس سعيد لعب دورا لاحداث توازن في السياسة الخارجية التونسية وقرر استقبال احدى جولات الحوار الليبي.
ورغم التقدم السياسي والوصول الى تفاهمات لكن من غير المتوقع ان تتراجع التدخلات التركية في المنطقة ففي أول تصريح له عقب انتخابه رئيسا لحكومة انتقالية قال دبيبه أنه سيكون هناك تضامن بين تركيا وليبيا، مضيفا في حوار مع وكالة الأناضول التركية الحكومية "لدينا تضامن كبير مع الدولة والشعب التركيين، تركيا حليفة وصديقة وشقيقة وعندها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية. وتركيا تعتبر من الشركاء الحقيقيين لنا".
بدورها رفضت تركيا التخلي عن التدخل في ليبيا مهما كانت النتائج السياسية للحوار حيث افادت الحكومة التركية أن وجودها العسكري في ليبيا والتفاهمات والاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي أبرمتها مع حكومة الوفاق السابقة لن تتأثر بانتخاب السلطة المؤقتة الجديدة، مؤكدة أن الحكومة الجديدة "تدعم الدور التركي" في ليبيا.
ورغم الانتقادات الدولية والأميركية للتدخلات الأجنبية في ليبيا لكن يظهر الإصرار التركي على البقاء في الساحة الليبية وهو ما سيعيد الأزمة الى بداياتها خاصة وان إخراج المرتزقة والقوات الاجنبية من بين الاتفاقات المبرمة بين مختلف الأطراف المتنازعة.فهل يواجه المجتمع الدولي اردوغان بقوة لينزع انيابه المسمومة عن ليبيا ؟