وخلال الثلاثة أيام الماضية شهدت محافظتي مأرب والجوف (شرق وشمال اليمن)، معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي، تزامنا مع هجمات صاروخية على المحافظة الغنية بالنفط.

وأفادت مصادر عسكرية بأن المعارك امتدت من المحور الجنوبي لمحافظة مأرب، مرورا بالمحور الغربي في صرواح، وصولا إلى جبهات المحور الشمالي الغربي في مديريتي مدغل ورغوان، ضمن محاولة الحوثيين التوغل نحو عمق المحافظة الغنية بالنفط.

وذكر المركز الإعلامي التابع للجيش اليمني أنه تم إفشال محاولة قام بها مسلحون حوثيون للتقدم في جبهتي المخدرة وماس، شمال غربي مأرب.

وأضاف نقلا عن مصدر عسكري، لم يسمه، أن المواجهات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من مسلحي الحوثي بنيران قوات الجيش والمقاومة الشعبية، مشيرا إلى أن قصفا مدفعيا وجويا نفذته القوات الحكومية ومقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية على مواقع متفرقة لمليشيات الحوثي في جبهات المخدرة ونجد العتق، أوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الحوثيين.

وفي محافظة الجوف، نصبت قوات الجيش اليمني كمائن عدة لمجاميع حوثية، شرق مدينة الحزم، المركز الإداري للمحافظة الحدودية مع السعودية.

ونقل المركز الإعلامي لقوات الجيش، عن مصدر عسكري آخر، لم يسمه، أن وحدات من الجيش نجحت في استدراج مليشيا الحوثي إلى عدّة كمائن محكمة في جبهة دحيضة، شرق مدينة الحزم، موقعة عددا من القتلى والجرحى في صفوفها.

وأكد أن الجيش استعاد آليات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وكميات من الذخائر المتنوعة خلفتها عناصر المليشيات، بعدما لاذت بالفرار.

من جانبه، قال مصدر أمني حكومي إن جماعة الحوثي نفذت هجومين صاروخين على أحياء سكنية في مدينة مأرب، خلال الـ 12 ساعة الماضية.

وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، نقلا عن المصدر الأمني، فإن مليشيا الحوثي أطلقت مساء الثلاثاء 9 فبراير 2021، صاروخين باليستيين، على مدينة مأرب، بالتزامن مع اشتداد المواجهات مع القوات الحكومية في أطراف المدينة.

وأشار المصدر إلى أن الصاروخين سقطا في مناطق خالية بالقرب من مبان سكنية، مسببة أضرارا مختلفة في المباني، وسط هلع لدى السكان المدنيين في المدينة.

المصدر الأمني ذاته، أكد أنه خلال الــ48 ساعة الماضية، تعرضت مأرب إلى هجمات بـ8 صواريخ باليستية، خلفت 4 قتلى وإصابة 12 آخرين.

وأوضح المصدر أن هذه الهجمات الصاروخية تتزامن مع تصعيد عسكري واسع تجاه محافظة مأرب في كافة محاور القتال، منذ الأحد الماضي، عقب التلويح برفع اسمها من قائمة الإرهاب من قبل الإدارة الامريكية الجديدة، لإعطاء فرصة لتحقيق السلام، وردا على دعوات الوقف الشامل لإطلاق النار من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

ومنذ السبت، استعرت المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي، الذين بدأوا هجوما واسعا على مدينة مأرب، من محوري الجنوب والغرب، في وقت تتحدث قيادات حوثية بأن هذه المعركة ستكون فاصلة.