تسجيل مصور يشكك في اعتقال رأس أفعى تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية خالد باطرفي
الجمعة 12/فبراير/2021 - 07:51 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
شكّك موقع "سايت" المتخصّص في مراقبة مواقع الجماعات المتطرّفة ومسؤولان قبليان يمنيان في تقرير أممي أفاد باعتقال زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في أكتوبر، وذلك في أعقاب نشر الجماعة المتطرفة تسجيلا مصوّرا لزعيمها يتحدّث فيه عن اقتحام الكونغرس الشهر الماضي.
وقال خالد باطرفي خلال التسجيل الذي نشره التنظيم الأربعاء 10 فبراير تحت عنوان "أمريكا والأخذ الأليم" ومدّته 20 دقيقة و22 ثانية، "ما حادثة الكونغرس إلا غيض من فيض ما سيأتي عليهم بإذن الله"، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف الكونغرس في السادس من يناير.
وأشار باطرفي في الفيديو أيضا إلى إصابة 400 ألف أمريكي بكورونا في يوم واحد، ومن خلال البحث تبين أن هذا ما حدث في 15 يناير الماضي، ما يؤكد أن الإصدار حديث بالفعل.
واعتبر موقع "سايت" الأمريكي أنّ التسجيل يشكّك في تقرير الأمم المتحدة الذي أفاد باعتقال باطرفي في أكتوبر الماضي في اليمن.
يشار إلى أن الأمم المتحدة نشرت تقريرًا الخميس 4 فبراير أفاد باعتقال زعيم تنظيم "القاعدة" في اليمن وكنز معلوماتها خالد باطرفي في أكتوبر الماضي خلال عملية أمنيه في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، كما أدت العملية إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي.
وحذر التقرير من تصاعد محتمل في هجمات داعش الإرهابية، بالارتباط مع تخفيف قيود كورونا
وعُد هذا التقرير، الصادر عن الفريق المتخصص بمراقبة الجماعات المتطرفة، أول تأكيد رسمي لاعتقال باطرفي، لكن التقرير لم يكشف عن مكان تواجد باطرفي ولا عن تفاصيل أخرى للعملية.
غير أنّ مسؤولين قبليين محليّين في محافظة البيضاء وسط اليمن حيث ينشط التنظيم قالا لوكالة فرانس برس إنّ هناك احتمالاً كبيراً بأنّ باطرفي لم يعتقل، وأنّ من أوقف هو قيادي آخر في الجماعة.
وقال أحدهما "على الأرجح لم يعتقل بل من أوقف هو مسؤول آخر".
وكان موقع "سايت" أشار في أكتوبر الماضي إلى "تقارير غير مؤكدة" عن اعتقال باطرفي على أيدي قوات الأمن اليمنية قبل أن يتم تسليمه إلى السعودية.
من هو خالد باطرفي؟
لقبه "أبو المقداد الكندي" ويبلغ من العمر نحو 46 عاماً، من عائلة يمنية، لكنه ولد في الرياض في السعودية، تدرب مع القاعدة في أفغانستان لكنه عاد عقب هجوم 11 سبتمبر 2001 للقتال مع طالبان ضد القوات الأمريكية ثم فر إلى "إيران" مع قيادات القاعدة.
وفي عام 2008 انخرط باطرفي رسميا في هيكل التنظيم الإرهابي باليمن، وأصبح أحد المنظرين الرئيسيين للجماعة، ووفقا للأمم المتحدة فقد ساعد في الإشراف على عملياتها الخارجية قبل أن يصبح زعيما.
وفي عام 2010، عينه التنظيم الإرهابي أميرا لمحافظة أبين ودفع عناصره المتطرفة من اجتياح المحافظة بعد عام من ذلك، خلال مواجهات دامية وسلسلة تفجيرات انتحارية طالت عددا من قيادات وضباط الجيش والأمن اليمني.
وفي مارس 2011، تمكنت قوات الأمن اليمنية من القبض عليه، في بلدة "الحوبان" بمنفذ مدينة تعز الشرقي والتي لا تزال حاليا تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وذلك أثناء توجهه للمشاركة في "نكبة الإخوان" ضد نظام الرئيس السابق وقد نقله حينها لسجن الأمن السياسي بصنعاء.
وفي 2015، هاجم مسلحون ينتمون للتنظيم سجن المكلا المركزي في جنوب شرق البلاد، الذي أودع فيه، واستطاعوا تهريبه مع 270 سجيناً، حيث كان هذا الهجوم في أوج معركة المكلا بين مسلحي القاعدة والقبائل المحلية من أجل السيطرة على المدينة التي تقع في محافظة حضرموت اليمنيّة.
لفت خالد باطرفي الانتباه بعد الصورة التي ظهر فيها وهو يقف بقدميه على العلم اليمني في أحد المقار الحكومية في المكلا التي استولى عليها التنظيم.
هذا وأشاد باطرفي مرات عدة بإرهابيين هاجموا مصالح أمريكية، ودعا إلى تنفيذ أسلوب الذئب المنفرد.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت إضافة اسم باطرفي إلى قائمتها لـ"الإرهابيين العالميين"، وقالت إنه "سيحرم من الحصول على الموارد التي يحتاجها أو الوصول إلى النظام المالي الأمريكي". وبموجب أمر الوزارة، فإنه من المحظور على الأمريكيين التعامل مع باطرفي، كما أنّ جميع ممتلكاته أو مصالحه في الولايات المتحدة ستكون محظورة.
كما عرضت الولايات مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن باطرفي، لافتة إلى أنه دعا إلى شن هجمات ضدها وضد مصالحها الاقتصادية.
وفي فبراير 2020 تولى قيادة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب بعد مقتل زعيمها السابق قاسم الريمي في ضربة جوية أمريكية في اليمن. ومع نشاطه العسكري كان باطرفي أيضاً مشرفاً على الشبكة الإعلامية للتنظيم في اليمن.