تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 12 فبراير 2021.
الاتحاد: اعتراض «باليستي» و«مفخّخة» أطلقتهما ميليشيات الحوثي اتجاه «خميس مشيط»
أفادت وسائل إعلام سعودية أمس، باعتراض القوات السعودية صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه خميس مشيط جنوب المملكة.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار «مفخّخة» أطلقتها ميليشيات الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية. وأكد العميد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في بيان أمس: أن «قوات التحالف المشتركة تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين باتجاه خميس مشيط».
إلى ذلك، حققت القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن إصابات دقيقة في مرابض للمدفعية تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية في عملية استهداف دقيقة، ردًّا على قيام الميليشيات باستخدامها في قصف المدنيين.
وقالت مصادر ميدانية، إن القوات المشتركة نفذت عملية استهداف دقيقة ضد مجموعة من مرابض المدفعية التابعة لميليشيات الحوثي، جنوب الحديدة، عقب رصد عمليات استهداف ممنهجة من تلك المرابض ضد المدنيين والأعيان المدنية. وأوضحت المصادر أن القوات المشتركة رصدت مصادر قصف حوثية بقذائف المدفعية استهدفت منازل ومزارع المواطنين في مديرية الدريهمي. ونجحت القوات المشتركة في تدمير تلك المرابض التي تم استهدافها بعناية ودقة لتحييد خطرها المُستهدِف لحياة الأبرياء في المديرية الواقعة جنوب الحديدة.
وفي سياق متصل، نفذت القوات المشتركة عملية أخرى أخمدت خلالها مصادر نيران للميليشيات الإرهابية في مناطق بقطاع «كيلو 16» شرق مدينة الحديدة.
وفي سياق متصل، كبد الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل أمس، ميليشيات الحوثي الإرهابية، خسائر بشرية ومادية كبيرة في جبهات القتال شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف. وأكد مصدر عسكري: إن المعارك التي خاض غمارها الجيش ومقاتلو القبائل خلال الساعات الماضية، أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 26 عنصراً من الميليشيات الحوثية إلى جانب عشرات الجرحى، فيما استعاد الجيش طقمين عسكريين بعتادهما، إضافة إلى أسلحة أخرى متوسطة وخفيفة، وكميات من الذخائر المتنوعة.
وتضاف هذه إلى خسائر أخرى بشرية ومادية كبيرة تكبّدتها الميليشيات على يد الجيش في مختلف جبهات القتال شرق مدينة الحزم، خلال الأيام الماضية، والذين كسروا عدّة هجمات انتحارية شنتها الميليشيات، وأجبروها على التراجع وهي تجر أذيال الهزيمة.
وفي السياق، دمّرت مدفعية الجيش اليمني، أمس، تعزيزات كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي في جبهات القتال شمالي غرب محافظة مأرب. وقال مصدر عسكري إن «مدفعية الجيش استهدفت 3 أطقم كانت تحمل تعزيزات للميليشيات في المحزمات، وتمكنت من تدميرها بالكامل ومصرع وجرح جميع من كانوا على متنها».
وكان الجيش اليمني قد أفشل خلال الساعات الماضية عدّة هجمات لميليشيات الحوثي على مواقع عسكرية في الجبهة الشمالية الغربية، وأوقعوا ما لا يقل عن 30 حوثياً بين قتيل وجريح، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد.
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدين استهداف «الحوثيين» مطار أبها
نددت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أمس، في بيان مشترك، بهجوم الحوثيين على مطار أبها السعودي. وقالت الدول الثلاث في البيان: «نعيد تأكيد التزامنا الراسخ بأمن وسلامة الأراضي السعودية».
وأكدت أن الهجمات المتكررة توضح خطورة التهديد الذي يمثله انتشار الطائرات المسيّرة على استقرار المنطقة.
وشددت الدول الثلاث على أن قصف مطار أبها «انتهاك للقانون الدولي».
وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أدان أمس هجوم الميليشيات على مطار أبها. وقال راب في تغريدة على تويتر: «نندد بهجوم الحوثيين الأخير على السعودية الذي أصاب طائرة مدنية في مطار أبها، يجب على الحوثيين وقف تلك الهجمات المشينة، بريطانيا ثابتة على دعمها القوي لأمن الأراضي السعودية».
البيان: الحوثي يتكبد خسائر فادحة في مأرب والجوف
اشتدت المعارك بين القوات المشتركة وميليشيا الحوثي غرب محافظة مأرب وشرق محافظة الجوف اليمنيتين أمس الخميس مع دخول الهجوم الواسع الذي تشنه الأخيرة على المحافظتين يومه الخامس.
وذكرت مصادر عسكرية في محور مأرب أن القوات المشتركة استدرجت مسلحي الميليشيا الحوثية إلى كمين محكم في جبهة المشبح غرب مديرية صرواح، كما استدرجت عناصر الميليشيا في جبهة المخدرة، ودمرت ستة آليات محملة بالأفراد والعتاد العسكري، بالتزامن مع إسقاط طائرة استطلاعية تابعة للميليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها، عند اقترابها من مواقع عسكرية.
وقالت مصادر إن مدفعية القوات المشتركة قصفت تعزيزات لميليشيا الحوثي، شمال غرب مأرب. وفي منطقة المحزمات، كانت في طريقها إلى الجبهة، وأسفر القصف تدمير عدد من العربات والآليات.
وفي الجوف، كبدت القوات المشتركة، ميليشيا الحوثي، خسائر بشرية ومادية كبيرة في جبهات القتال شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة.
الحوثيون يجهضون تطلعات السلام
بعد ساعات على إعلان الولايات المتحدة العمل على إيقاف الحرب في اليمن، ذهبت ميليشيا الحوثي نحو تصعيد غير مسبوق، ترافق مع زيارة مبعوث الولايات المتحدة والمبعوث الأممي الخاص باليمن إلى المنطقة، لتحريك عجلة المفاوضات، بغرض التوصل إلى الاتفاق لوقف الحرب، والدخول في محادثات سلام، ترتكز على خطة الأمم المتحدة، التي تحمل عنوان الإعلان المشترك.
ودفعت الميليشيا بالآلاف من مقاتليها نحو محافظتي مأرب والجوف، وزودتهم بآليات وعربات قتالية حديثة، وكميات كبيرة من الصواريخ الحرارية، تؤكد استمرار تهريب وتدفق الأسلحة لهذه الميليشيا، وذهبت نحو إطلاق الطائرات المفخخة نحو أراضي المملكة العربية السعودية، مستهدفة الأعيان المدنية، في إصرار على إجهاض آمال السلام، التي تشكلت مع توجه القيادة الأمريكية الجديدة نحو إنهاء المأساة، التي سببها انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية.
تنفيذ مخطط خارجي
قادة الميليشيا استقبلوا الإدانات المتواصلة من قادة العالم لهذا التصعيد، بالتأكيد على استمرارهم في تنفيذ مخطط خارجي، يهدف إلى إطالة أمد معاناة ملايين اليمنيين، إذ أصبحت هذه المعاناة، ورقة استثمار تستخدمها الميليشيا لابتزاز الداخل والخارج، بعد أن وضعت نحو عشرين مليون يمني أسرى المشروع الخارجي الذي تنفذه، على حساب هذه المعاناة، وهو أمر دفع بالشرعية والتحالف الداعم لها، للرد على ذلك التصعيد، ما تسبب في اشتعال معظم الجبهات، ومقتل العشرات في معارك لم تتوقف حتى الآن.
وخلافاً لما كان اليمنيون يتطلعون إليه من خطوات تتناغم والدعوات الدولية لإنهاء الحرب، وترحيب التحالف والشرعية بهذه الدعوات، جاء تصعيد الميليشيا، ليثبت أنها لا تمتلك قرارها، وأنها تسير ضمن مخطط إقليمي، هدف إلى استعمالها كأداة لضرب الأمن والاستقرار، وابتزاز المجتمع الدولي، لتحقيق طموحات عفى عليها الزمن.
ويرفضها الواقع والتطورات التي شهدتها المنطقة، تمادي ميليشيا الحوثي في تصعيدها حد استهداف التجمعات السكنية في مدينة مأرب، ومطار أبها المدني في السعودية، ما دفع بقيادات عسكرية بارزة في الشرعية، إلى دعوة الحكومة للانسحاب من اتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة، والسماح للقوات المشتركة في الساحل الغربي، باستكمال مهمة تحرير مدينة وميناء الحديدة، حيث ترابط هذه القوات على مسافة أربعة كيلو مترات من الميناء.
اتفاق السويد
العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية، قال: «نكرر دعوتنا للشرعية، لإسقاط اتفاق السويد سياسياً، وترتيب الصفوف حتى نقاتل كجبهة واحدة في مأرب أو في الساحل، ونحن ضد كل الاتفاقات والتفاهمات المنفردة مع الحوثي، حتى في قضية الأسرى. معركتنا واحدة، وعدونا واحد».
من جهته، دعا قائد قوات ألوية العمالقة، العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، حكومة الشرعية، إلى إسقاط اتفاق السويد سياسياً، كي تتمكن القوات المشتركة من إسقاط الحديدة عسكرياً، واستكمال تحريرها، والذي سيعمل على تعزيز باقي الجبهات التي يتفرد الحوثي في مهاجمتها، بسبب تعطيل العملية العسكرية في الحديدة.
الشرق الأوسط: الزخم الدولي للحل اليمني... «وقف نار» يصطدم بتصعيد الحوثيين
شهد الملف اليمني، اليومين الماضيين، اهتماماً دبلوماسياً وأحداثاً عسكرية لافتة، جاءت بعد أقل من أسبوع على إعلان الإدارة الأميركية الجديدة دعمها العملية السياسية وتعيينها مبعوثاً خاصاً إلى اليمن.
المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ الذي وصل إلى السعودية، أول من أمس، عقد جملة اجتماعات مع مسؤولين سعوديين ويمنيين خلال يومين، فضلاً عن لقاء آخر عقده مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وقال مصدران غربيان، لـ«الشرق الأوسط»، إن المبعوثين الأميركي والأممي طرحا تصوراً أولياً لعملية وقف إطلاق نار، لكن أحدهما وهو مسؤول رفيع قال: «يبقى ذلك مجرد أفكار، لأن التصعيد الحوثي العسكري يعقد المشهد ويصطدم بأي تقدم إيجابي»، فيما أكد الآخر أن مسألة وقف إطلاق نار فوري قد تكون بمثابة الأولوية القصوى للجهود الغربية.
وتذهب الاتهامات صوب إيران في مسألة التحكم بمصير القيادات الحوثية. وسبق أن تحدثت الإدارة الأميركية السابقة عن ارتباط الحوثيين بإيران، مستدلة بوجود السفير الإيراني المزعوم الذي دخل صنعاء عن طريق التهريب حسن إيرلو، وعبد الرضا شهلائي القيادي الذي لاحقته واشنطن ليلة مقتل سليماني مطلع العام 2020.
في الأثناء، شن الحوثيون 5 هجمات على جنوب السعودية؛ 4 منها بطائرات من دون طيار مفخخة، وأخرى بصاروخ باليستي. أصابت إحدى «المسيرات» طائرة مدنية بمطار أبها الدولي، فيما اعترضت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن البقية ودمرتها.
ووصفت الخارجية البريطانية الهجمات الحوثية بالمشينة. وأدان وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الهجوم على مطار أبها، وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، قال: «يجب على الحوثيين وقف تلك الهجمات المشينة»، لافتاً إلى أن «بريطانيا ثابتة على دعمها القوي لأمن الأراضي السعودية».
وخلال لقائه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أكد ليندركينغ «دعم الولايات المتحدة للحكومة اليمنية الشرعية، وكذلك الحلفاء في السعودية تجاه الاعتداءات من قبل الميليشيات الحوثية»، وفقاً لما ورد في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، مشدداً على أنه يتفق مع وصف الرئيس هادي للدور الإيراني «السلبي في اليمن والذي لم ينتج عنه إلا مزيد من التوتر والصراع وعدم الاستقرار»، مستدركاً أن بلاده تعمل «على إحلال السلام للتوصل إلى اتفاق دائم لإيقاف الحرب بالتعاون مع شركائنا جميعاً بما يحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره وبالتعاون مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن».
وجدد المبعوث الأميركي، دعم بلاده لوجود الحكومة بعدن والجهود التي تبذل لخدمة الشعب اليمني، وحث جميع الداعمين على بذل مزيد من الدعم المادي والإغاثي للشعب اليمني، لتلبية متطلبات والتزامات الحكومة، لافتاً إلى إمكانية عقد مؤتمر للمانحين يُنظم في هذا الصدد.
ونقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية عن الدكتور أحمد بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، قوله «إن التصعيد العسكري من قبل الحوثيين ضد محافظة مأرب والذي يدخل يومه الخامس، وكذلك استهدافها للأعيان المدنية في السعودية خلال الأيام الماضية والتي كان آخرها استهداف مطار أبها المدني بطائرة مسيرة مفخخة «يؤكد الوجه الحقيقي لهذه الجماعة الإرهابية»، جاء ذلك خلال لقاء الوزير اليمني مع ليندركينغ في الرياض أمس.
وحذر الوزير اليمني، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، من «استمرار استهداف الميليشيات الحوثية لمدينة مأرب المسالمة والتي تضم ملايين اليمنيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة وكذا مواصلة تحشيدها للمقاتلين وإرسالهم لجبهات القتال». وأكد أن ذلك يهدد بنسف العملية السياسية وإطالة أمد الحرب وتفاقم تداعياتها الإنسانية الكارثية.
وطالب بن مبارك، من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لوقف هذا «العدوان الهمجي وإيصال رسائل واضحة لهذه الميليشيات بأن استمرار انتهاكاتها ضد اليمنيين لن يمر بدون حساب».
من ناحيته، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إنه ناقش في اجتماعاته التي عقدها في السعودية، خلال اليومين الماضيين، آخر التطورات بما فيها الأعمال العدائية التي استهدفت مأرب وآفاق استئناف عملية سياسية شاملة للجميع.
وذكر بيان صادر عن مكتب غريفيث أن المبعوث «ناقش مسألة النقص الحاد في الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله (الحوثيين)، وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات المباشرة للحيلولة دون ازدياد تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي».
وتحدث المبعوث الأممي عن «فرصة فريدة من نوعها تتمثل بوجود زخم دولي داعم لتسوية سياسية للنزاع للوصول إلى سلام مستدام في اليمن يلبي تطلعات الشعب اليمني».
واشنطن تحسم جدل تصنيف قيادات حوثية وتؤكد إبقاء الجماعة في قائمة العقوبات
أفصحت الولايات المتحدة عن رغبتها في عدم رفع العقوبات عن قادة الحركة الحوثية في اليمن، إذ صدر بحقهم أمر تنفيذي يقتضي العقوبات عليهم، وهم أيضاً ما زالوا مدرجين تحت قائمة العقوبات في الأمم المتحدة، مؤكدة أنها لن تتنازل في رفع العقوبات عنهم «حتى يبتعدوا عن سلوكهم الشائن».
وفي هذا الإطار، أجرى أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي اتصاله الهاتفي الثاني خلال أقل من أسبوع بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إذ دان الوزير الأميركي هجمات الحوثيين على مطار أبها، التي استهدفت طائرة ركاب مدنية، كما ناقش الجهود المشتركة لتعزيز الدفاعات السعودية ضد الهجمات التي تواجهها.
وغرد بلينكن في حسابه الرسمي على «تويتر»، حول مكالمته مع الوزير السعودي، وقال إن السعودية «شريك أمني مهم. لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يهاجم الحوثيون السعودية. نظل ملتزمين بتعزيز دفاعات المملكة العربية السعودية وإيجاد تسوية سياسية للصراع في اليمن».
وفي بيان صدر من الخارجية الأميركية، في وقت متأخر أول من أمس، أكد بلينكن أن التواصل الدبلوماسي لإيجاد تسوية سياسية تفاوضية للحرب في اليمن هو الأمر الذي تحرص عليه، من خلال إرسال المبعوث الخاص للولايات المتحدة تيم ليندركينغ إلى اليمن للمشاركة الأخيرة مع الشركاء الإقليميين، ومنظمات المساعدات الإنسانية، والعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وأصحاب المصلحة الآخرين.
وفي هذا الصدد، أفصح نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، عن استمرار معاقبة الولايات المتحدة لقادة جماعة الحوثي، الذين تم إدراجهم في قائمة العقوبات من خلال الأمر التنفيذي رقم 13611. وهم عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، إذ ما زالوا مدرجين تحت نظام عقوبات الأمم المتحدة، ويعاقبون تحت سلطة الولايات المتحدة.
وقال برايس خلال المؤتمر الصحافي، أول من أمس، إن الأمر التنفيذي بمعاقبة قادة الحوثيين متعلق بأفعالهم التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن، مؤكداً أن الضغط الأميركي سيكون مستمراً عليهم حتى يتراجعوا عن إلحاق الأذى بالآخرين.
وأضاف: «لا نعتزم في التراجع عن الضغط على المسؤولين عن هذه الهجمات التي لحقت بالمدن السعودية، وهم أنفسهم المسؤولون بالسعي لإلحاق الأذى بالمواطنين الأميركيين، وإلحاق الأذى بشركائنا السعوديين، ومرة أخرى، أود أن أقول إن قيادة الحوثيين سيجدون أنفسهم مخطئين بشدة، إذا اعتقدوا أن هذه الإدارة ستنهي الضغط عليهم، سيجدون أنفسهم تحت ضغط كبير حتى يبتعدوا عن السلوك الشائن الذي يواصلون القيام به، وأظن أنه قد يكون لدينا المزيد لنقوله عن ذلك في الأيام المقبلة».
وأشار برايس إلى أن هجوم الحوثيين يوم الأربعاء على طائرة ركاب مدنية في مطار أبها يتزامن مع أول زيارة للمبعوث الأميركي الخاص ليندركينغ إلى المنطقة، وجهوده لإحلال سلام دائم في اليمن يخفف من معاناة الشعب اليمني، وفي غضون ذلك، يُظهر الحوثيون باستمرار رغبتهم في إطالة أمد الحرب بمهاجمة السعودية، بما في ذلك تعريض المدنيين للخطر، مشدداً أن الإدارة الأميركية لا تزال ملتزمة بتحسين الدعم لشريكتها السعودية، وذلك للدفاع عن نفسها ضد التهديدات لأراضيها.
ورأى أنه في الوقت نفسه، ستواصل الولايات المتحدة العمل الدبلوماسي والانخراط مع مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك شركاؤها الإقليميون، ومنظمات المعونة الإنسانية، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، من بين آخرين للتوصل إلى تسوية تفاوضية تنهي الحرب، إذ تعتقد واشنطن أن هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدماً ولا يوجد حل عسكري للحرب في اليمن، مضيفاً: «نحث الحوثيين مرة أخرى على الوقف الفوري لهذه الأعمال العدوانية، ووقف هجومهم في مأرب، وإظهار التزام حقيقي بالمشاركة البناءة في مفاوضات السلام».
وفيما يخص إلغاء تصنيف الجماعة الحوثية من قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، أكد برايس أن نية الوزير بلينكن في إلغاء هذا التصنيف لا علاقة لها على الإطلاق بالسلوك البغيض للحوثيين على حد قوله، وأن «هذا الشطب يتعلق بالعواقب الإنسانية للتعيين في اللحظة الأخيرة من الإدارة السابقة»، مرجعاً الأمر إلى أن هذه الخطوة من شأنها تسريع ما هو بالفعل «حسب معظم الروايات أسوأ كارثة إنسانية في العالم».
وأضاف: «أعتقد أنه يمكننا القيام بأمرين في وقت واحد، يمكننا التأكد من أننا لا نضيف المعاناة الكبيرة إلى الشعب اليمني، الذي يعيش نحو 80 في المائة منه تحت سيطرة الحوثيين، بينما نواصل محاسبة الحوثيين، ونواصل الضغط على قيادة الحوثيين، وهو نهجنا الجديد للحرب في اليمن. إنه تأكيد على الدبلوماسية والاعتراف بأنه لا يوجد حل عسكري عندما يتعلق الأمر بالصراع في اليمن. ومن خلال دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة من خلال السيد غريفيث يمكننا أن نحقق السلام والاستقرار في اليمن».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه الولايات المتحدة الأميركية صعوبات عديدة في التوسط بين الأطراف المتنازعة لإنهاء الحرب في اليمن، ومحاولة دعم الجهود الأممية لمارتن غريفيث في التوصل إلى حل سلمي ينهي الصراع، ويفتح آفاقاً جديدة لليمنيين في إنهاء الصراع الذي تعاني منه البلاد طيلة الـ10 أعوام حتى الآن.