النكبة الايرانية.. وعود الخميني الكاذبة
سعى الإعلام الايراني خلال السنوات الماضية ومرحلة ما بعد سقوط نظام الشاه
محمد رضا بهلوي، إلى إظهار مؤسس الجمهورية الاسلامية مصطفى احمد الموسوي الخميني
«روح الله الموسوي الخميني»، إلى نصير المظلوم والمدافع عن حقوق الشعب الإيراني،
ولكن رصدت تقارير ايرانية في الذكرى 42
للثورة «الملالي» ان الوعود التي اطلقها الخميني خلال مرحلة مابعد الثورة «وعود
كاذبة» لم يتحقق أي منها على مدار حكم الخميني ومن بعده علي خامنئي.
من الماء والكهرباء بالمجان إلى إسكان المحرومين، ومن حقوق
الأقليات الدينية والعرقية إلى الميزانيات العسكرية المخفضة؛ لقد مرت أكثر من أربعة
عقود على ثورة 1979 ، ولكن لم يتم الوفاء بأي من الوعود التي قدمها الخميني و«آيات
الخميني الذين
شكلو القيادة الايرانية بعد الثورة، حيث يعاني الشعب الايراني من تردي خدمات البنية
التحية، والاوضاع المعيشية وانفاق أموال الشعب الايراني في مشروعات ومخطات
الخمينية في المنطقة بدعم الميليشياتالمسلحة والجماعات الارهابية تحت شعار تصدير
الثورة.
مراجعة وعود وكلمات آية الله الخميني عشية الذكرى الثانية
والأربعين لانتصار الثورة وفي وضع يمر فيه الشعب الإيراني بأهم أيام حياته من حيث المشاكل
الاقتصادية والصحية ، سخرية مريرة.
ورصد تقير «إيران وير» مقتطفات من خطابات ووعود آية الله الخميني،
وهي وعود لم تنفذ حتى الان وتشكل أحلام
لمواطن الايراني الذي يعاني للحصول على الخدمات من كهرباء وماء وطرق
والغذاء.
كانت اولى الوعود من قبل الخميني بعد أيام قليلة من وصوله
إلى إيران، تحقيق الحرية والديمقراطية واختيار الشعب للمثليه في الحكم، ولكن سرعان
من «لحس وعوده» بسيطرة رجال الدين على مؤسسات الدولة مع انتشار الفساد.
كم قام الخميني بقمع الاحتجاجات الشعبية خلال سنواته
الأولى وابرزها احتجاتات «الحجاب»، ومجزرة 1988 حيث تم اعدام ما يقدر بـ 30 ألف شخص
من المعارضين السياسيين لنظام الخميني وفقا لتقديرات منظمة «مجاهدي خلق» وهذه
الاعدامات جاءت باوامر من «الامام الراحل» صاحب الوعود الكاذبة.
واستمر نظام الخميني في قمع التظاهرات على مدى السنوات الأربعين
الماضية، كذلك تظاهرات 2009 واليت قتل فيها أكثر من 1500 شخصا وفقا لتقرير وكالة رويترز،
ثم تظاهرات 2017.
محاربة الفساد ووتوزيع ثروات ايران على الشعب الايراني
ومحاربة الفقر والجوع، وعود لم يفي بها الخميني و«أيات الله»، في 31 مارس 1979 ، أقر
روح الله الخميني في خطاب ألقاه بانتصار الثورة نتيجة نضالات الشعب ووعد ببناء منازل
للمظلومين: «نحن نبني منازل للضعفاء في جميع أنحاء إيران. مصادرة اموال وثروات
الشاه ووإخوته تكفي لبناء دولة. الثورة ملزمة ببناء منازل للعمال ، وللفقراء، ويجعلون
حياتهم مزدهرة»، وفي نفس الخطاب ، وعد بالمجان والمياه والكهرباء والحافلات:
«لا تسعدنا أننا نبني المساكن فقط ، نحن نقدم الماء والكهرباء مجانا للفقراء. نحن نقدم
حافلات مجانية للفقراء. لا تكن سعيدا بهذا المبلغ. نحن نعظم روحانياتك وأرواحك. «نصل بك إلى منزلة الإنسانية» ولكن أي من هذه الوعد لم تحقق وفقا لتقارير
رسمية ايرانية نحو 50 % من الشعب الايراني تحت الفقر.
وتكشف بيانات رصدتها وزارة الخارجية الأمريكية أن إجمالي
ثروات المسؤولين الإيرانيين المتورطين بشبهات فساد تتخطى مليارات الدولارات، حيث كان
آخرهم محافظ البنك المركزي الأسبق محمود بهمني (مقيم خارج إيران) المتهم بالاستيلاء
على نحو 2.7 مليار دولار أمريكي من عوائد تصدير النفط الخام ومكثفات الغاز الإيرانية
قبل سنوات.
واعتبر مساعد وزير الاستخبارات الإيراني لشؤون مكافحة الفساد
الاقتصادي، أن الفساد الاقتصادي في البلاد
يهدد أمننا القومي، قائلا:«علينا أن نعرف أن هناك علاقة مهمة بين الأمن القومي ومكافحة
الفساد الاقتصادي، وأن قضية الفساد تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي».
وكذلك لم يتحقق اي من الوعد الخاصة بمحاربة التمييز ضد الاقليات الدينية والعرقية في ايران، في خطاب ألقاه في 29 أبريل 1979 ، أشار
إلى حقوق الأقليات الدينية: «كل أبناء الشعب الإيراني يشتركون في الحقوق مع الأمة.
والجميع سيمنحون حقوقهم. الأقليات الدينية في الإسلام محترمة ولديها حقوق» ولكن
الوقاع يقول غير ذلك فقد نفذ الخميني اعدامات بحق قادة الكرد ورجال الدين السنة
والمعارضين الشيعية والجماعات الصوفية، والاحواز العرب.
كذلك انقلب الخميني عن وعوده ببحرية المرأة عبر تقييد حقوقها وفرض الحجاب الإلزامي وتراجع حقوقها ومكانتها في مجال العمل العام، وايضا الزواج المبكر للفتيات، هو ما ادى الى تظاهرات عارمة في 1980 عرفت بتظاهرات رفض الحجاب، ويستمر نضال المرأة الايرانية حتى الان في الحصول على حقوقها التي سلبها نظام الخميني.
كانت ابرز العود الخمينية ايضا هي التوقف عن اغتيال
المعارضين للنظام، في مايو 1979 قدم مؤسس جمهورية إيران الإسلامية نظامه الحاكم
بانه لا يقبل الاغتيال، ولكن الوقائع غير ذلك حيث تم اغتيال مئات المعارضين في
الداخل الايراني وفي الخارج.
يرى التقرير أن وعود الخميني في مجال الميعشة والحريات
ومكافحة الفساد وتحقيق العدل، والرخاء والازدهار كلها وعود تحققت ولكن بصورة
معاكسة بانتشار الفساد وقمع الحريات وانتشار الفقر وتردي الاوضاع المعيشية
والبنية التحتية.