لماذا يتواجد قادة القاعدة في إيران؟.. تقرير أمريكي خفايا العلاقات بين نظام خامنئي وتنظيم بن لادن
الجمعة 12/فبراير/2021 - 02:58 م
طباعة
علي رجب
«المصالح المتبادلة» ملخص تقرير أمريكي حول أسباب العلاقة الخفية بين إيران وتنظيم القاعدة الارهابي، لافتا إلى أن أحد أكبر الدوافع لاحتفاظ نظام المرشد على خامنئي بعلاقات مع تنظيم أسامة بن لادن وأيمن ظواهري، هو ما يمكن ان تقدمه قاعدة من خدمات لمخططات إيران في منطقة الشرق الاوسط والعالم عبر استهداف خصومها أو اختطاف المعارضين للنظام الاسلامي في طهران.
«لماذا يتواجد قادة القاعدة في إيران؟» تساؤلات طرحتها مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية» تكتشف خلالها عبر محللين وخبراء في التنظيمات الرديكالية، العلاقات بين كل من إيران وتنظيم القاعدة ، والتي شملت تبادلا للأسرى، الأمر الذي سمح لقادة القاعدة بالتواجد على الأراضي الإيرانية ، واعتبارها مقرا رئيسا لعملياته.
التقرير بدأ عبر نشر اتهامات لوزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، وافي تصريحات له يوم 12 يناير الماضي، يتهم فيه إيران بتطوير علاقتها إلى مستويات عالية مع تنظيم القاعدة، عبر سماح طهران لتنظيم القاعدة الإرهابي بإنشاء مقر عملياتي جديد على الأراضي الايرانية، مما يتيح للتنظيم الارهابي العمل تحت القشرة الصلبة لحماية النظام الإيراني.
المجلة الأمريكية، دللت على تصريحات بومبيو، بان ايران سمحت لتنظيم القاعدة في 2015 بالعمل بحرية، وعقد صفقة تبادل أسرى بين التنظيم وطهران وميليشياتها، ومنح نظام خامنئي قادة الحركة الذين كانو تحت الاقامة الجبرية في طهران، حرية الحركة والإشراف على عمليات القاعدة العالمية بسهولة أكبر مما كانت عليه في الماضي، وبدرج أكبر بما يخدم المخططات الايرانية في المنطقة واستهداف أمريكا.
«بوابة الحركات الاسلامية» قد اشارت في تقرير لها بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومقتل العالم النووي محسن فخري زادة، عن لجوء طهران للقاعدة وفروعها في المنطقة كورقة لاستهداف المصالح الأمريكية وحلفاء واشنطن في الشرق الاوسط والعالم.
المجلة الأمريكية تحدث ايضا عن تاريخ العلاقات بين القاعدة وطهران، وكيف ساهمت إيران بتقديم الدعم اللوجستي لأعضاء وعناصر القاعدة في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، واوضح ان النظام الإيراني قدم الدعم والتدريب والمشورة وكذلك سهل سفر وتنقل عناصر القاعدة عبر مطارات إيران لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001، مضيفة أن وحدة الهدف باستهداف واشنطن وطرد الوجود الأمريكي من الشرق الاوسط عزز التعاون بين طهران والقاعدة.
وكشف التقرير الأمريكي عن عمليات تبادل السجناء بين القاعدة وطهران، ففي عام 2011 ، اتفقت إيران والقاعدة على رفع القيود الاجبارية واطلاق سراح قيادات القاعدة، الذي شهد إطلاق سراح العديد من أعضاء القاعدة الرئيسيين ، بمن فيهم حمزة نجل بن لادن ، مقابل دبلوماسي إيراني اختطف في باكستان عام 2008. بعد عدة سنوات ، في عام 2015 ، تبادل آخر حدثت ، بمشاركة دبلوماسي إيراني كان فرع القاعدة في اليمن قد اختطفه عام 2013. يفسر هذا التبادل الثاني سبب تمكن بعض قادة القاعدة من العيش بحرية في إيران.
كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ومنافذ أخرى ، فإن تبادل الأسرى في عام 2015 تضمن إطلاق سراح خمسة «أعضاء بارزين» في القاعدة ، من بينهم ثلاثة مصريين (سيف العدل ، أبو محمد المصري ، وأبو خير المصري) وأردنيين (أبو القسام وساري شهاب) مقابل الدبلوماسي الإيراني في اليمن.
في عام 2017 ، ظهرت المزيد من التفاصيل حول الصفقة في سياق خلاف جهادي داخلي حول قرار فرع القاعدة في سوريا ، جبهة النصرة ، مغادرة القاعدة والتحول إلى جماعة مستقلة. هذه المجموعة ، المعروفة باسم هيئة تحرير الشام (HTS) ، تدير الآن رقعة من الأراضي في شمال غرب سوريا.
من جانبه اعتبر الباحث في مكافحة الإرهاب عساف مقدم ، إن علاقة القاعدة بإيران لم ترتفع أبدًا فوق مستوى «التعاون التكتيكي» لقد سمحت إيران للقاعدة باستخدام أراضيها «كمركز تسهيل» - كما قال مؤسس القاعدة أسامة بن لادن في خطاب عام 2007 ، «إيران هي الشريان الرئيسي للأموال والموظفين والاتصالات»- لكنها أيضًا لديها وضع قيود على قادة القاعدة الذين يعيشون هناك، تميزت العلاقة بفترات من التوتر الشديد والتوتر، ولكن ايضا بالتعاون والدعم.
ولكن لماذا تصر إيران على إبقاء قادة القاعدة هؤلاء في البلاد؟ الجواب المحتمل وفقا لتقرير الأمريكي، هو أن إيران تريد ضمان عدم قيام القاعدة بتنفيذ هجمات إرهابية ضد إيران، وايضا ضمان عدم دخولفروع القاعدة في المنطقة في صراع مع حفاء إيران وخاصة الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، حيث وقع في السابق صراعات بين مجموعات لتنظيم القاعدة الميليشيات التابعة لطهران.