داعش في أفريقيا.. استراتيجية الفروع وملامح المستقبل
حذر تقرير بحثي من تصاعد العمليات الارهابية في أفريقيا، وتنامي نفوذ تنظيم داعش الارهابي، بما يهدد الاستقرار الهش في الدول الافريقية خاصة في مناطق الصراع وتواجد الجماعات الارهابية والمتمردة كالصومال ومالي ونيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد وليبيا.
وتوقع مركز صوفان (TSC) في تقرير له بعنوان «فروع داعش في إفريقيا تزعزع الاستقرار في المنطقة» أن يكون هناك تصاعد كبير في نفوذ ثلاثة فروع لـ«داعش» في مناطق الصحراء الكبري، وولاية غرب أفريقيا حيث تنظيم «بوكوحرام»، وولاية وسط أفريقيا وهي الولاية التي شهد عمليات ارهابية متصاعدة تستفيد من خلالها من الاستقرار الامني الهش في هذه المنطقة.
واوضح التقرير أن التنظيم الإرهابي، اعتمد بعد سقوط الخلافة في مارس 2019، بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» على اخر معاقل التنظيم في سوريا، بالاعتماد على الفروع الاقليمية ودعم نفوذ هذها لفروع مع اعطائها حرية اكبر في الصراع داخل مناطق نفوذها وهو ما وضح خلال 2020 خاصة في القارة الافريقية.
ولفت التقرير أن التنظيم اعتمد بقوة حرب العصابات والهجمات الكلاسيكية، في فروعه حول العالم وبرزت بصورة أكبر في فروعه بالقارة الافريقية، وخاصة مع تمتع هذه الفروع بقدرات استراتيجية تساعدهم على الصمود وتوجيه ضربات موجعة لخصوم واعداء «داعش»، وقد أثبتت كل الفروع قدرتها على شن هجمات كلاسيكية على غرار حرب العصابات، بما في ذلك زرع الكمائن والاغتيالات واستخدام الأجهزة المتفجرة المرتجلة.
ومن دون شك، فقد واجهت قوات أمن الدولة في إفريقيا عبئا يفوق طاقتها، وحتى القوات العسكرية الفرنسية العاملة في منطقة الساحل عانت كثيرا لاحتواء التهديد المتزايد الذي لا يشكله مسلحو تنظيم «داعش» فحسب، بل أولئك المنتسبون إلى تنظيم القاعدة أيضا، بما في ذلك جماعة أنصار الإسلام والمسلمين، وسط تزعزع الأمن في الإقليم برمّته.
التقرير لفت الى أن تنظيم «داعش» اثبت مرارا وتكرارا أنه يحسن اقتناص الفرص وسيسعى إلى التوسع في جميع أنحاء منطقة الساحل، في ظل ضعف الدول القائمة، وتداخل دوائر الصراع داخلها، وسهولة اختراق الحدود، وارتفاع منسوب الفساد، وتحديات أخرى تواجهها الدول وتلعب جميعا لصالح الجهاديين. ومن شأن توسع دائرة العنف في المنطقة أن يزعزع استقرار السنغال وساحل العاج وبوركينا فاسو، فضلا عن استمراره في زعزعة الاستقرار في مالي.
وتابع التقرير إلى ان داعش يسعى إلى التوسع في جميع أنحاء منطقة الساحل، مستغلا ضعف الاستقرار الهش في هذه الدول، وتداخل دوائر الصراع داخلها، وسهولة اختراق الحدود، وارتفاع منسوب الفساد، وتحديات أخرى تواجهها الدول وتلعب جميعا لصالح الجهاديين. ومن شأن توسع دائرة العنف في المنطقة أن يزعزع استقرار السنغال وساحل العاج وبوركينا فاسو، فضلا عن استمراره في زعزعة الاستقرار في مالي.
ويعد فروع تنظيم داعش في ولاية إفريقيا الوسطى الفرع الذي يشكل أكبر مصدر قلق للمجتمع الدولي. وهو يواصل تعزيز قدراته العسكرية وقدرته على الاستيلاء والسيطرة على الأراضي في الموزامبيق. وشنت المنظمة مؤخرا هجوما عابرا للحدود في تنزانيا، واستولت على ميناء موسيمبو دا برايا، مما مكنها من إعادة إمداد مقاتليها وكسب المال من خلال التجارة أو فرض الضرائب على السلع المشروعة وغير المشروعة على حد سواء.
مركز صوفان (TSC) اوضح أن فرع تنظيم داعش المركزي استثمر وتنبى نجاح فرع ولاية إفريقيا الوسطى. وعليه، فقد أرسل إليه التمويل ومزيدا من المدربين والاستراتيجيين من خلال شبكة موجودة مسبقا من الميسرين الإقليميين واللوجستيين. وفي الحالات الأخرى التي أرسل فيها تنظيم داعش تمويلا ودعما، فقد ضاعف ذلك من قوة الجماعات الجهادية المحلية، وهو ما يتضح من حصار مراوي في مايو 2017.
واوضح التقرير أن التنظيم الارهابي يخاطر بمساحة الاستقلالية التي يعطيها التنظيم لفروعه، بما يواجه مصير تنظيم القاعدة باستقلال فروعه كما حدث مع هيئة تحرير الشام في سوريا بقيادة الارهابي الدولي أبو محمد الجولاني.
وأوضح التقرير أيضا ان ما يهدد استراتيجية داعش ايضا نشاط التنظيمات الارهابية الأخرى المنافسة له كفروع تنظيم القاعدة الارهابي بما يزيد من وتيرة الصراع الارهابي في القارة الافريقية، ويهدد استقرار القارة ويستنزف قدارت الدول الاقتصادية في المعالجات الأمنية ومواجهة الجماعات الارهابية.