الكونجرس الامريكي يرفع شعار دعم المعارضة الايرانية في مواجهة ملالي طهران
أصدر 113 عضوًا من حزبي الكونجرس الأمريكي في 11 فبراير 2021 قرارًا فحواه الإعلان عن دعم مقاومة وإرادة الشعب الإيراني، واعتمدوه كوثيقة من وثائق الكونجرس. لذا، يجب علينا أن ننظر إلى هذا القرار الذي صدر بعد ثلاثة أسابيع من تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد الحكم وتشكيل هيئة تشريعية جديدة بتركيبة جديدة على أنه مؤشر على الأجواء السائدة في المجتمع السياسي الأمريكي فيما يتعلق بالقضية الإيرانية. والجدير بالذكر أن هذا انتصار سياسي عظيم للشعب والمقاومة الإيرانية وهزيمة فادحة وضربة قاصمة لنظام الملالي الذي كان يعدُ نفسه بأن تهب الرياح على ما يشتهي شراع سفينته الغارز في الوحل في واشنطن، وأن تسير الأوضاع وفق هوى الخليفة الرجعي؛ بعد تغير الإدارة الأمريكية.
إن هذا القرار المؤيَّد
من الحزبين يعتبر في مجمله دعم واضح لا لبس فيه لتأسيس إيران ديمقراطية وغير دينية
وغير نووية وجمهورية، من ناحية، وإدانة انتهاكات نظام الحكم في إيران لحقوق الإنسان
ورعايته لإرهاب الدولة، من ناحية أخرى.
وبإلقاء نظرة سريعة على
فحوى هذا القرار يتضح هذا المعنى بشكل أفضل وتتضح جوانبه المختلفة حيث يبدأ القرار
بالإشارة إلى انتفاضات الشعب الإيراني ويذكر في البداية انتفاضة يناير 2018، التي انفجرت
في أكثر من 100 مدينة وبادر نظام الملالي بقمعها مستخدمًا القوة القاهرة والتجبُّر
باعتقال 4000 شخص.
وفيما بعد تطرق القرار
إلى انتفاضة نوفمبر 2019، مشيرًا إلى مقتل 1500 شخصًا واعتقال الآلاف من أبناء الوطن.
وفي هذا الصدد، أشار القرار إلى الثائر الشجاع نويد أفكاري، بطل المصارعة الذي اعتقل
أثناء الانتفاضة وأعدمه نظام الملالي، على الرغم من الاحتجاجات الدولية.
كذلك يدعم القرار ميثاق
السيدة مريم رجوي المكوَّن من 10 بنود والقائم على إقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية
وغير دينية في إيران، وبتأييد القرار لشعار «لا للشاه ولا للملالي» يكون قد بات من
الواضح كالشمس أن الشعب الإيراني محروم من الحقوق الأساسية والحرية، ولهذا السبب رفض
الديكتاتورية الملكية ويعارض الديكتاتورية الدينية حاليًا.
وأشادر القرار بالمحكمة
البلجيكية وأحكامها الصادرة على الدبلوماسي الإرهابي المحسوب على نظام الملالي والمرتزقة
المتواطئين معه بإدانتهم وسحب جوازات سفر شركائه الثلاثة في الجريمة وجنسياتهم، وأكدوا
على أن أسدي نقل القنبلة من إيران إلى أوروبا على متن طائرة ركاب. كما أن وثائق المحكمة
تشير إلى أنه تم في البداية اختبار المادة المتفجرة في إيران قبل إرسالها، كذلك
ادان القرار بشدة انتهاكات نظام الحكم في إيران لحقوق الإنسان ورعايته لإرهاب الدولة.
هذا وأشار القرار أيضًا
إلى انتفاضة يناير 2020، مشيرًا إلى أن المتظاهرين في جميع أنحاء إيران احتجوا على
خامنئي وقوات حرس نظام الملالي التي حطمت الطائرة المدنية الأوكرانية بجميع ركابها
البالغ عددهم 176 مواطنًا.
ووصف القرار مذبحة السجناء
السياسيين عام 1988 بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، وأشار إلى أنه بموجب البيان
الصادر عن خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة بشأن هذه المذبحة؛ والذي وصفته
منظمة العفو الدولية بـ "التطور المهم" وبـ "نقطة التحول"، فإن
مسؤولي نظام الملالي قاموا بإعدام آلاف السجناء السياسيين، وعلى الأرجح أنهم دفنوا
جثثهم في مقابر جماعية سرية. وفي هذا الصدد، دعا نخب الشعب الأمريكي منظمة الأمم المتحدة
إلى إجراء تحقيق دولي في مجزرة عام 1988.
وأشاد القرار بطرد سفير
نظام الملالي وممثلي جهاز مخابراته من ألبانيا بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها
ضد أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وادان القرار الهجمات الإرهابية ضد المواطنين
الأمريكيين والمعارضين الإيرانيين والمشاركين في مؤتمر "إيران حرة" في عام
2018 في فيلبينت بباريس، ويدعو الوكالات الأمريكية إلى العمل مع الحلفاء الأوروبيين،
بما في ذلك دول البلقان لمحاسبة نظام الملالي.
وفي الختام أكد القرار
مرة أخرى على أن الكونجرس الأمريكي يقف بجانب الشعب الإيراني الذي يواصل مظاهراته السلمية
والمشروعة ضد نظام الملالي القمعي الفاسد الحاكم في البلاد.
الاستنتاجات السياسية
مما لا شك فيه أن القرار
المؤَّيد من الحزبين بتوقيع 113 فردًا من ممثلي الشعب الأمريكي؛ والذي أرسله العضوان
البارزان مكلينتوك و براد شيرمان إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق، يُعد من
أقوى المناصرات السياسية للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في السنوات الأخيرة.
ويثبت هذا القرار أن الدبلوماسية
الثورية للمقاومة الإيرانية تقوم على أسس متينة بحيث لا يلحق بها أي ضرر من التطورات
السياسية في الدول الأخرى، نظرًا لأنها تعتمد على مقاومة الشعب الايراني والروح النضالي
للمناضليه وشجاعتهم المنقطعة النظير ودماء الشهداء الطاهرة في طريق حرية ايران الذي
بني لبنة لبنة من قاع مجتمعات الدول الغربية على مدى 4 عقود والآن أصبح قصرًا شاهقًا.
قصرٌ يجسد المثل الأعلى لحرية الشعب الإيراني في إقامة إيران حرة ديمقراطية مزدهرة
ومستقلة وخالية من القمع والكبت ومن فلول ديكتاتوريات الشاه والملالي.