العمال الكردستاني .. شبح يطارد أردوغان في 40 مدينة تركية
الثلاثاء 16/فبراير/2021 - 10:00 ص
طباعة
أميرة الشريف
يواصل الرئيس التركي رجب أردوغان، مساعيه لإحكام قبضته علي معارضيه وتضييق الخناق علي كل أصوات معارضه لصوته، حيث تتواصل حملات الاعتقال في تركيا بشكل شبه أسبوعي بعد حوالى ثلاث سنوات على محاولة الانقلاب، وأوقفت الشرطة التركية، 718 شخصاً بينهم قياديين في حزب الشعوب الديموقراطي الداعم للأكراد، للاشتباه بارتباطهم بـ"حزب العمال الكردستاني" الذي نسبت إليه أنقرة "إعدام" 13 تركياً في العراق، على ما أفادت وزارة الداخلية.
ويعتبر حزب الشعوب الديمقراطي، ثاني أكبر مجموعة معارضة في البرلمان التركي، ومنذ 2016، سجنت الحكومة المئات من رؤساء البلديات وغيرهم من مسؤولي الحزب بذريعة أن لهم صلات بحزب العمال الكردستاني.
وقالت الداخلية التركية إنه تمت "مصادرة عدد كبير من الأسلحة والوثائق والمواد الرقمية الخاصة بالمنظمة (الإرهابية) خلال مداهمات".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزارة قولها إن العمليات شملت 40 مدينة في البلاد ولا تزال مستمرة.
وكان أردوغان قد اتهم في وقت سابق الولايات المتحدة بدعم "الإرهابيين" بعدما تم "إعدام" 13 تركياً في العراق، تتهم تركيا حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء الإعدام.
وقال أردوغان في خطاب إن "تصريحات الولايات المتحدة مؤسفة. تقولون إنكم لا تدعمون الإرهابيين لكنكم بالواقع تقفون إلى جانبهم".
وأعلنت الخارجية الأميركية أنها "تأسف لمقتل رعايا أتراك" مشيرة الى أنها تنتظر تأكيدا اضافيا حول ما أعلنته انقرة عن ظروف مقتلهم.
وتشن القوات التركية عملية عسكرية في منطقة كارا ونواحي دهوك شمالي العراق، هي امتداد لعملية "مخلب النمر" التي بدأتها في يونيو الماضي داخل الأراضي العراقية، لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني بمشاركة قوات كوماندوز وإسناد من طائرات مقاتلة.
وفي وقت سابق ، كانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت مقتل خمسة من مقاتلي حزب العمال وأسر اثنين.
وقالت الوزارة في بيان نشر على حسابها بتويتر إنه "تم تحييد 48 إرهابيا" بينهم قياديون، مع أسر اثنين، وذلك منذ بدء المرحلة الثانية من عملية مخلب النسر، وأن العملية اكتملت.
من جانبه، اتهم حزب العمال الكردستاني، تركيا بالتضليل، وقال، إن قتلى الجيش التركي في كارا بلغ 30 عنصرا فضلا عن إصابة عشرات آخرين، حسب وسائل إعلام كردية.
وتأتي ممارسات القمع المستمرة بحق المعارضين الأتراك في وقت تتآكل فيه شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم نتيجة سياساته الفاشلة في إدارة البلاد، ما يقلل حظوظه في كسب أغلبية كاسحة بالانتخابات البرلمانية القادمة.
ويشن الرئيس التركي منذ سنوات حملة ممنهجة لتصفية خصومه السياسيين بدعوى دعم منظمة إرهابية، وهي التهمة التي يتذرع بها في إقالة المسؤولين المحليين من معارضيه.
ويشن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه عبدالله أوجلان، والمدرج على القائمة السوداء من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين باعتباره جماعة إرهابية، تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
يذكر أن أكثر من 40 ألف شخص فى حزب العمال الكردستاني، لقوا حتفهم في الصراع الذي يدور أغلبه في جنوب شرق تركيا.
وارتفعت في تركيا مؤخرا حملات القمع وتراجعت نسبة الإقبال على الانتخابات البلدية التي أجريت في مارس 2020 بحسب استطلاعات للرأي التي أظهرت أن معظم المتخلفين عن الانتخابات من أنصار حزب الشعب الجمهوري أبرز الأحزاب المعارضة، لأن حزب أردوغان انتهج سياسة قمعية أجبرتهم عن العزوف عن التصويت.