رؤوس المعارضين أو الحرب.. لماذا زار مرشد الظل إقليم كردستان العراق؟
تعرضرت مواقع بمدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، لهجمات صاروخية، من بينها قاعدة
عسكرية تستخدمها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، مما أدى الى
مقتل شخص وسقط عدد من الجرحى من جراء القصف، وهذي يربطه مراقبون بزيارة رئيس السلطة
القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي، اقليم كردستان العراق، بعد مطالبة ادارة
الاقليم بتسليم المعارضين الايرانيين لنظام علي خامنئي.
خلال الأيام الماضية زار رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي،
اقليم كردستان والعراق والتقى بقادة الاقليم وايضا بالرئيس العراقي برهم صالح، في
جولة لأكبر مسؤول ايران في العراق، وبعيدا عن الاعلام الرسمي للزيارة كشفت وسائل
اعلام ايرانية الاسرار الحقيقة لزيارة المرشح السابق لرئاسة ايران والأبرز في
خلافة علي خامنئي في منصب المرشد.
واوضحت وسائل اعلام ايرانية معارضة ، أن زيارة رئيسي الى العراق وكردستان
العراق كانت تتمحور حول العديد من الملفات التي تزعج طهران، على المستوى السياسي
والأمني والاستخباراتي.
تسليم المعارضين
كانت أهم الملفات التي بحثها رئيسي في أربيل، هي تسليم المعارضين لايران في
الاقليم وخاصة مع وجود عدد كبر من المعارضين الكرد للنظام الإيراني على اراضي
اقليم كردستان العراق.
وطالب رئيس السلطة القضائية في إيران خلال لقاء
الخميس الماضي مع كبار مسؤولي اقليم كردستان العراق بشأن تسليم الايرانيين المعارضين الذين توجهوا الى اقليم كردستان،
فقد دعا خلال لقائه مع عضو المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي هوشيار زيباري، إلى العمل مع القضاء الإيراني
لتسليم «المجرمين» الإيرانيين الهاربين.
الاغتيالات
رأى مراقبون أن زيارة رئيسي الى كردستان
العراق، يأتي مع تصاعد الاحتجاجات في إيران في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية
واستمرار العقوبات الامريكية، وكذلك الانتهاكات الواسعة لنظام خامنئي يحق
المعارضين في المدن الايرانية وعلى رأسها كردستان إيران التي تقف على برميل برود
يشتعل في أي وقت.
وأوضح المراقبون أن هناك مخاوف من عودة
الاغتيالات بحق المعارضين الايرانيين الكرد، الذين يقيمون في كردستان العراق، مع
انتشار عناصر الاستخبارات الايرانية والحرس الثوري في العراق ووجود خلايا ايرانية
تستهدف المعارضين لنظام خامنئي.
وأوضح «إيران وير» في تقرير له، أن جرائم الاغتيالات
الإيرانية بدأت في كردستان العراق منذ مطلع تسعينات القرن الماضي قبل أن تبلغ ذروتها
في بداية الألفية الأولى من القرن الحالي وحتى اليوم، لافتا إلى أن أمن الأحزاب السياسية،
ونشطاء حقوق الإنسان، والمعارضين، والصحفيين الأكراد المستقلين الذين فروا إلى إقليم
كردستان العراق يتعرضون لتهديد شديد من قبل نظام طهران.
وعلى سبيل المثال، اغتال عملاء إيرانيين معارضين أكراد هم قادر قادري، صلاح
مرادي، أحمد أمير أحمدي، صباح رحماني، صلاح رحماني، إقبال مرادي في إقليم كردستان العراق
بين أعوام 2016 إلى 2018.
الضغط على كردستان العراق
من جانبه يرى الناشط والصحفي الايراني
المقيم في لندن، محمد خاكي، أن ايران تسعى للاستفادة من الوضع السياسي والاقتصادي الهش
الحالي في إقليم كوردستان ، لتحقيق مخططاتها واهدافها في الاقليم، قائلا إن «إيران
تسعة لتحقيق استفادة فرصة الوضع السياسي
والاقتصادي الهش في كردستان العراق.ومن هذا المنظور فإن احتمال عملية إعادة المعارضة
من إقليم كردستان إلى إيران على أساس كل حالة على حدة مرتفع للغاية ومحتمل».
وطبقاً لمحمد خكي ، فقد دعا الصحفيين والمجتمع
المدني والناشطين السياسيين إلى المشاركة والتعاون والدعم الفعال والسريع للمجتمع الدولي
ومنظمات حقوق الإنسان ، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومراسلون
بلا حدود ومنظمة العفو الدولية. إقليم كردستان فاعل بل وضروري. «على أربيل والسليمانية
حماية المعراضين الايرانيين، سواء من اتابع الأحزاب الكردية الإيرانية أو النشطاء المدنيين
والحقوقيين المستقلين ».
وقال المحل السياسي الايراني عبدالله حجاب،
مقيم في النرويج، لموقع «إيران وير» إن الطلب الذي وجهه رئيس القضاء لكبار المسؤولين
في إقليم كردستان هو «توجيه إنذار أو إنذار جاد لإقليم كردستان بأنه في حال عدم تلبية
مطالبه ، سيرسل سياسته وأوراق الضغط الأمنية والاقتصادية الواحدة تلو الأخرى لإضعاف
مركز حكومة إقليم كردستان ، كما أنها تضعف مكانة الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي
بين القوى السياسية لإقليم كوردستان».
وفي سبتمبر 2018 أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، رفضها طلبا
إيرانيا بتسليم عناصر الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة للنظام في طهران.
وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم، سفين دزيي،
في تصريح أدلى به للصحفيين في أربيل إنه «لا يمكن تسليم أي فرد من الأحزاب المعارضة
في كردستان إلى السلطات الإيرانية»
وأضاف أن «هؤلاء موجودون على أراضي الإقليم والعراق
بأسره منذ ثمانينات القرن المنصرم وعهد النظام البائد وفق اتفاقات، وجزء كبير منهم
لاجئون في العراق، ويجب احترام اللوائح والقوانين الدولية في التعامل معهم».
وبعد رفض كردستان شنت الحرس الثوري الإيراني
هجوما بالطائرات المسيرة والصواريخ، على مواقع لقوات البيشمركة في كردستان، كما استهدفت في نوفمبر 2020 مواقع على الحدود
العراقية الايرانية.