بعد فشله في تحرير عسكرييه المحتجزين شمالي العراق.. أردوغان يواجه انتقادات لاذعة من معارضيه
الجمعة 19/فبراير/2021 - 01:10 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بعدما انقشع غبار العملية العسكرية التركية لتحرير عسكريين أتراك محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني وظهور تكلفتها البشرية والتي بلغت 16 قتيلاً تركيا بينهم 13 عسكريًا تركيا كان محتجزين لدى الحزب ومن ضمنهم رجال استخبارات أتراك، بدأت انتقادات المعارضة تتوالى على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لفشلها في إنقاذ المحتجزين الذين تصفهم بالرهائن منذ عام 2015.
ورغم إقرار الرئيس التركي بفشل تحرير العسكريين المحتجزين خلال مؤتمر عام لأنصار حزبه فإن ذلك لم يهدأ من غضب المعارضة حيث شكك زعيم حزب العمال التركي أركان باش في رواية وزارة الدفاع التركية حول مقتل عسكريها.
وأكد باش أن سياسة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وكذبه الدائم على الشعب في كل الأمور الداخلية والخارجية خلقت المشاكل لتركيا.
وحذر باش خلال جلسة البرلمان من هذا المسار الخطير وقال إن "أسلوب أردوغان في إخفاء الحقيقة عن الشعب خلق وما زال الكثير من المشاكل لتركيا"، موضحا أن "العالم يعي جيدا أكاذيب أردوغان التي يخفيها عن الشعب عبر وسائل الإعلام الخاصة والحكومية والتي يسيطر على 95 بالمئة منها".
ولفت باش إلى أن أي محاولة من قبل المواطنين الأتراك عبر شبكات التواصل الاجتماعي لفضح أكاذيب أردوغان باتت تلاحق من قبل الأمن والقضاء في دليل على سياسات أردوغان القمعية.
وانتقدت المعارضة حكومات الرئيس أردوغان المتعاقبة لتأخرها خمس سنوات في سعيها لإطلاق سراح المحتجزين الأتراك بطرق سلمية مشيرة أنه كان بإمكان أردوغان استغلال علاقاته الجيدة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للضغط على حزب العمال الكردستاني لإطلاق سراحهم أو الضغط على زعيم الحزب لديها في السجون عبدالله أوجلان لتحقيق ذات الغرض دون مغامرات فاشلة ومكلفة.
ومن جانبه قال الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي التركي، صلاح الدين دميرتاش، والمعتقل بالسجون التركية، في رسالة له نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "أدين علانية مقتل 13 من أبناء شعبنا على يد حزب العمال الكردستاني. أنا بصدق أشارك العائلات حزنهم وأتمنى لهم تعازيّ. أنا آسف جدًا لما حدث"، ووفقًا لما نشرته جريدة "جمهورييت" التركية المعارضة.
وردّ دميرتاش على اتهام النظام التركي لحزب الشعوب الديمقراطي بالدفاع عن القتلة، بقوله "من غير المهذب تحميل مسؤولية المأساة التي نشأت نتيجة لعملية العرض السياسي، بدلاً من الطرق الدبلوماسية، إلى حزب الشعوب الديمقراطي والمعارضة. إنها السلطة التي يجب أن يحاسبها الشعب. الشيء الأساسي هو تحقيق السلام بمقاومة السلاح والعنف والحرب".
وانتقد نائب حزب الشعب الجمهوري، في مرسين، ألباي أنتمين، عملية كارا، وقال: "لم يستطع الرئيس أردوغان أن يقدم تلك الأخبار السارة التي وعد بها في 10 فبراير، لذلك هناك فشل كبير. من سيتحمل مسؤولية مقتل جنودنا؟ لم يسبق لتركيا في تاريخها مثل هذه اللامبالاة". وفقًا لما نشرته صحيفة "جمهورييت" التركية
وتساءل أنتمين خلال مؤتمر صحفي عُقد في البرلمان عن استضافة التلفزيون التركي لأحد أعضاء حزب العمال الكردستاني، وقال: "أليسوا هم من أظهروا عضوًا في "المنظمة الإرهابية" -كما تصنفها تركيا- على قناة "تي أر تي" من أجل الفوز في الانتخابات المحلية في إسطنبول، أليسوا هم من قرأوا رسالة أوجلان؟ أليسوا هم الذين اجتمعوا مع حزب العمال الكردستاني من قبل؟"
وانتقد أنتيمن وصلة ضحك الرئيس التركي عقب مقتل 13 جنديًا تركيًا، قائلًا: "لدينا ضحايا، كلنا نتألم. هل يمكنك إلقاء نظرة على هذه الصورة من فضلك؟ هذه الصورة مأخوذة من مؤتمر حزب العدالة والتنمية في مقاطعة ريزه. إنه يوم تشييع شهدائنا. لدينا 13 ضحية. الرئيس لا يهتم حتى. يضحك. لدينا تقاليدنا وعاداتنا. نحن أمة لا تشغل التلفاز عندما يموت إنسان. قتل أطفالنا الصغار، وتحدث الرئيس ضاحكًا يوم دفنهم. إنه لأمر مؤسف. تركيا لا تستحق ذلك. إنهم يجرون البلاد نحو الهاوية".
يشار إلى أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أعلن 14 فبراير الجاري، أن القوات التركية عثرت على جثث 13 مدنياً تركياً كانوا محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني في جبل كارا، في كردستان العراق. لكن، منذ ذلك الحين ظهرت الكثير من المعلومات التي تخالف الرواية الحكومية التركية حول ما جرى وحول هوية هؤلاء المدنيين.
وحسب الرواية التركية التي جاءت على لسان وزير الدفاع، فالهدف من عملية "مخلب النسر 2" التي قامت بها القوات التركية في جبل كارا كان تأمين الحدود والعثور على مواطنين مخطوفين، دون الإشارة إلى هوياتهم.
في حين يقول الأكراد، إن الهدف كان تدمير الموقع في جبل كارا، وتحرير مجموعة من الجنود وعناصر الاستخبارات والشرطة الذين خطفهم الحزب في فترات متفاوتة منذ عام 2015 ومحاولة السيطرة على ذلك الجبل إن أمكن ذلك.