بين الاحتجاجات والقمع والهجمات.. الصومال ينتفض ضد حكم فارماجو

الجمعة 19/فبراير/2021 - 02:16 م
طباعة بين الاحتجاجات والقمع أميرة الشريف
 
اندلعت معركة بالأسلحة النارية اليوم في وسط مقديشو فيما أغلقت قوات الحكومة الصومالية بعض الشوارع لمنع احتجاج على تأجيل الانتخابات، ولقي شخصان، على الأقل، حتفهما في تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات من الشرطة في العاصمة الصومالية مقديشو قبل ساعات من خروج مسيرة مقررة للمعارضة.
ونشر المعارض البارز عبد الرحمن عبد الشكور مقطع فيديو له وهو يقود حشدا صغيرا من المحتجين في أحد الشوارع في تحد لحظر الحكومة للمظاهرات.
وقال ضابط شرطة، إن اثنين من أفراد إحدى الميليشيات قتلا، وأصيب آخرون، وقامت العربات المدرعة بتطويق الموقع أمام القصر الرئاسي بعد القتال.
ومن المقرر أن تنظم جماعات المعارضة ورؤساء العشائر المؤيدة لها مسيرة احتجاج اليوم ضد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو، الذي يرفضون أن يبقى في سدة الحكم بعد انتهاء فترة ولايته في السابع من الشهر الجاري. والرئيس باق في الحكم لحين تحديد موعد لإجراء انتخابات.
وكان من المتوقع أن تشمل الاحتجاجات ميدان "دلجيركا داهسون" بمديرية بونطيري قرب القصر الرئاسي، لكن قوات تابعة لفرماجو فرضت طوقا أمنيا على الميدان لمنع وصول المتظاهرين.
كما فرضت القوات إغلاقا شاملا بنشر الآلاف من عناصرها الأمنية، ما أثر على حرية التنقل في العاصمة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد، في مقديشو، ندد مرشحون رئاسيون تعرضوا للاستهداف بالرصاص الحي بقمع فرماجو، ووصفوا العمل بـ"العدواني وغيرالمسؤول"، معتبرين أنه "محاولة اغتيال فاشلة".
وأشاروا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين السلميين، لافتين إلى أنهم سيعلنون عن حصيلة الخسائر البشرية في وقت لاحق.
وتعهدوا بمواصلة المظاهرات السلمية وعدم الجنوح إلى العنف الذي "يريده فرماجو بالضبط للبقاء على السلطة، وانزلاق البلاد إلى وحل الفوضى".
من جهتها، أصدرت الأمم المتحدة في الصومال بيانا فوريا بشأن الأحداث الأخيرة في مقديشو، أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات المسلحة الليلة الماضية وصباح الجمعة" .
وبحسب البيان نفسه، دعت الأمم المتحدة إلى "الهدوء وضبط النفس من الجانبين"، حاثة على "الحوار لفتح الطريق بتخفيف التوتر وتسليط الضوء على الحاجة الملحة لعقد اجتماع للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن تنفيذ العملية الانتخابية".
ويحاول فرماجو المنتهية ولايته في 8 فبراير الجاري إلغاء المظاهرات ونشر المئات من عناصر الأمن في مقديشو، لفرض إغلاق شامل يمنع المواطنين من الخروج إلى الميادين للمظاهرات.
وأعلنت المعارضة عدم اعترافها بفرماجو رئيسًا شرعيا للبلاد، وتصر على تنظيم المظاهرات التي تطالب بإخراجه من القصر وتنظيم انتخابات عامة نزيهة وشفافة بأقرب وقت ممكن.
وجرى تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في وقت سابق الشهر الجاري بعد فشل محادثات سياسية.
كانت المحادثات التي ضمت ممثلين عن العشائر الصومالية، تهدف إلى وضع الإجراءات بشأن انتخابات رئاسية غير مباشرة، والاتفاق على أعضاء لجنة الانتخابات.
يشار إلى أن إرجاء الانتخابات ليس السبب الوحيد وراء التوتر المتصاعد في الصومال، في إطار الصراع من أجل السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد، حيث تشن جماعة الشباب الإسلامية المسلحة هجمات متكررة.

شارك