بتصعيد جديد .. الحوثيون يتجاهلون دعوات وقف القتال للسيطرة على مأرب

الجمعة 19/فبراير/2021 - 02:28 م
طباعة بتصعيد جديد .. الحوثيون أميرة الشريف
 
جددت الولايات المتحدة التأكيد على أهمية "الشراكة الاستراتيجية الدفاعية" مع المملكة العربية السعودية فيما تزداد الهجمات التي يشنها الحوثيون اليمنيون المقربون من إيران.
وندد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بهذه الهجمات خلال اتصال هاتفي الخميس مع نظيره السعودي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية وبيان للوزارة الأميركية. 
وأتى الاتصال بعد إعلان البيت الأبيض أنه يريد "إعادة ضبط" العلاقات بين واشنطن والرياض والتحادث مباشرة مع العاهل السعودي الملك سلمان وليس ولي العهد كما كانت الحال في عهد دونالد ترامب.
 وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن اوستن أراد "اعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية الدفاعية" بين البلدين. وأضافت أنه "ندد أيضا بالهجمات الحدودية الأخيرة للحوثيين على السعودية وأعرب عن التزامه مساعدتها في الدفاع عن حدودها".
ورغم التنديد الدولي بالهجوم الذي يشنه الحوثيون على محافظة مأرب نددت الجماعة ، بالمواقف الدولية الداعية إلى وقف الهجوم.
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب السياسي للجماعة، بعد وقت قصير من دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى وقف هجوم الحوثيين على مأرب.
وفي وقت سابق اليوم دعا غريفيث جماعة الحوثي إلى وقف هجومها على محافظة مأرب، محذرا من أن محاولة تحقيق مكاسب بالقوة يهدد آفاق عملية السلام.
وقال غريفيث في إحاطة له إلى مجلس الأمن الدولي "اتخذ الصراع في اليمن منعطفا تصعيديا حادا مع هجوم أنصار الله (جماعة الحوثي) على مأرب".
ومنذ 11 يومًا صعد الحوثيون من هجماتهم في محافظة مأرب الإستراتيجية للسيطرة عليها؛ كونها تعد أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.
وكانت المدينة الواقعة على بعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض المتمردون سيطرتهم منذ انقلابهم على الحكومة في 2014، تجنّبت الحرب في بدايتها، لكن يشن المتمردون منذ نحو عام هجمات للسيطرة عليها، وقد تكثفت في الاونة الاخيرة.
ويقول مراقبون إن الحوثيين يريدون السيطرة على مأرب كورقة تفاوضية هامة في محادثات السلام المرتقبة برعاية أميركية، خصوصا مع تعيين واشنطن مبعوثا خاصا لها إلى اليمن تيموثي ليندركينغ.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة المدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015، إذ إن شمال اليمن سيصبح بكامله في أيدي المتمردين.
ويقول مراقبون إنّ السلطة قد تخسر جزءا كبيرا من صورتها كنظير مساو للحوثيين في محادثات السلام، اذا تمكن المتمردون من السيطرة على مأرب.
وأسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.
وكانت إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن أعلنت سحب الدعم الأميركي للسعودية في اليمن وقرّرت شطب المتمردين من القائمة السوداء للمنظمات الارهابية رغم تصاعد القتال وهجمات بطائرات مسيّرة شنّها المتمردون على السعودية في الاسبوع الأخير.
وتشهد مدينة مأرب حالة نفير عام مع دعوة القوات الحكومية القبائل المحلية لدعمها.
وكثف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السعودية فضلا عن شنهم هجوما جديدا للسيطرة على آخر منطقة تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من ائتلاف تقوده السعودية منذ العام 2015. 
وفي تغير آخر في الموقف، قررت واشنطن حذف الحوثيين عن قائمة المنظمات الإرهابية. 
وكان ترامب أدرج الحوثيين على هذه القائمة في اللحظة الأخيرة من ولايته في قرار أثار تنديدا من المنظمات الإنسانية لأنها تخشى أن يعرقل إيصال المساعدات إلى المناطق الشاسعة التي يسيطر عليها الحوثيون. وقتل عشرات آلاف الأشخاص غالبيتهم من المدنيين ونزح الملايين خلال النزاع في اليمن الذي تسبب بحسب الأمم المتحدة، بأخطر أزمة إنسانية في العالم راهنا.

شارك