فرماجو وإشعال الصومال بأياد تركية

الأحد 21/فبراير/2021 - 02:56 م
طباعة فرماجو وإشعال الصومال حسام الحداد
 
مشهد العاصمة الصوالية مقديشيو الأن يعيدنا إلى العام 1991، والحرب الأهلية التي اشتعلت هناك بفعل فاعل لا يريد من كل الدماء التي أريقت سوى مصالحه الشخصية امتلاء خزائنه، وخلال اليومين الماضيين اشتعلت العاصمة الصومالية مقديشو من جديد، حيث دوت أصوات طلقات الرصاص والانفجارات، مما يثير المخاوف من عودة شبح الحرب الأهلية والهجمات الإرهابية، ليتضح أن قوات خاصة تدربها تركيا تقف وراء هذا السيناريو المرعب.
ويعيش الصومال أزمة سياسية منذ مطلع فبراير الجاري، بعد نهاية ولايتة الرئيس محمد عبد الله المعروف بـ باسم "فرماجو".
وكان الصومال يعتزم في البداية تنظيم أول انتخابات مباشرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991، لكن تعثر الإعداد وهجمات حركة الشباب الإرهابية أجبرت السلطات على التخطيط لاقتراع آخر غير مباشر.
وكان من المفترض أن ينتخب شيوخ العشائر النواب في ديسمبر وينتخب النواب بدورهم رئيسا في الـ8 من فبراير الجاري
لكن اختيار النواب تأجل بعدما اتهمت المعارضة الرئيس محمد، الذي يسعى إلى ولاية ثانية، بملء المجالس الانتخابية الإقليمية والوطنية بحلفائه.
وبسبب رفض الرئيس محمد عبد الله فرماجو، الذي انتهت ولايته الرئاسية يوم 8 فبراير 2021، تسليم السلطة وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، انفجرت السياسات الصومالية الهشة والعنيفة وازدادت حدة.
ونظمت المعارضة مظاهرات احتشدت في العاصمة مقديشو، ووضعوا على وجوههم كمامات ويلوحون بالعلم الصومالي، يرافقهم جنود بقبعات عسكرية حمراء وأحزمة ذخيرة حول أجسادهم، قبل اندلاع إطلاق النار، وفق فيديوهات تداولتها وسائل إعلام صومالية.
وشهدت مقديشو، إطلاق الأعيرة النارية والصواريخ، خلال اشتباك القوات الحكومية مع مؤيدين للمعارضة، بسبب تأجيل الانتخابات، وقال محتجون وأهالي في مقديشو إن قوات فرقة جورجور الخاصة التي دربتها تركيا هاجمت مدنيين وقتلت متظاهرين، مما أعاد أجواء الحرب الأهلية الصومالية ويمهد الطريق لانفلات أمني تستفيد منه القوى المسلحة وفي مقدمتها حركة الشباب الإرهابية.

تركيا وفرقة جورجور:
لا تتوقف تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، عن سياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار في الشرق والغرب والجنوب، بالرغم من الخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات التركية المتمركزة في الصومال، إلا أن فرقة "جورجور" العسكرية التي تقودها أنقرة أعادت أجواء الحرب والقتال في القرن الأفريقي مجددا.
فرقة "جورجور" العسكرية التي تقودها أنقرة، تلقت تدريبات عالية في القاعدة التركية بمقديشو (تركصوم)، ويتراوح عدد عناصرها بين 4500 و5000 عسكري، ويتلقون الأسلحة والذخائر من تركيا، ويتمركزون في كل من مقديشو وطوسمريب وبلد حاوة، بينما تعتبر تركصوم قاعدتهم الرئيسية لهذه الفرقة.
وتقول المعارضة الصومالية، إن قوات "جورجور" التركية تتلقى الأوامرَ مباشرة من الضباط الأتراك في قاعدة " تركصوم" العسكرية بالإضافة إلى أوامر من الرئيس محمد عبدالله، المعروف باسم فرماجو.
وحذرت المعارضة الصومالية تركيا من مخاطر إرسال شحنات من الأسلحة إلى الوحدات الخاصة التي تدربها، فيما أشار شاهد عيان إلى أن المدرعات التركية انتشرت في شوارع العاصمة الصومالية.
وفى تصريحات سابقة، قال مرشحون من المعارضة في رسالة إلى السفير التركي لدى الصومال: "إنهم علموا أن أنقرة تعتزم تسليم ألف بندقية طراز "جي 3" و150 ألف رصاصة لوحدة هرمعد الخاصة بالشرطة الصومالية".
وأكد عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي زعيم حزب ودجر (الوحدة) وأحد المرشحين الذين كتبوا الرسالة معا، لرويترز صحتها.
وجاء في الرسالة أن المرشحين "قلقون إزاء إغراق هذه الكمية من الأسلحة للبلاد في وقت الانتخابات الحساس".
وتشير الرسالة إلى أن الرئيس "استخدم بالفعل قوات هرمعد في القمع وتزوير الانتخابات الإقليمية، ولذا فإنه لا يوجد شك في أنه سيتم استخدام قوات هرمعد أيضا والأسلحة الواردة من تركيا لخطف الانتخابات المقبلة".
ويثير دخول المنافسات السياسية في منعطف الصراع المفتوح قلق حلفاء الصومال ويصب في مصلحة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تشن هجمات على مدنيين في شرق أفريقيا.
وقبل ساعات من المظاهرات اتهم الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد قوات الحكومة بمهاجمة فندق كان يمكث فيه مع رئيس سابق آخر.

الموةقف المصري

دعت مصر، السبت 20 فبراير 2021، جميع الأطراف في الصومال إلى ضبط النفس والالتزام بالطرق السلمية والحوار، والعمل على عقد انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في أقرب وقت يتوافق عليه الصوماليون أنفسهم.
وقالت مصر في بيان أصدرته وزارة الخارجية، السبت، إنها تتابع "عن كثب وبمزيد من الاهتمام التطورات السياسية التي تشهدها جمهورية الصومال مؤخراً، والمنحى الذي اتخذته تلك التطورات من اندلاع أعمال العنف بالعاصمة مقديشو خلال اليومين الماضيين".
وجددت القاهرة دعوتها لجميع الأطراف على الساحة السياسية في الصومال إلى العمل المشترك لمعالجة أسباب الأزمة الحالية والتوصل إلى حل توافقي بشأنها.
وأكدت مصر كذلك دعمها ومساندتها لكافة "الجهود السياسية الهادفة إلى حلحلة الوضع السياسي الحالي بما يحقق آمال الشعب الصومالي في الأمن والاستقرار والتنمية والقضاء على خطر الإرهاب"، مطالبة "جميع الشركاء بتقديم الدعم والمساندة للصومال من أجل تجاوز الأوضاع الحالية وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
وكان شخصان، على الأقل، لقيا حتفهما وأصيب أخرون في تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات من الشرطة في مقديشو ليلة الخميس/الجمعة قبل ساعات من خروج مسيرة مقررة للمعارضة.
وجرى تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في الصومال في وقت سابق الشهر الجاري بعد فشل محادثات سياسية.

شارك