التنسيق المصري السوداني في مواجهة إرهاب الإخوان

الإثنين 22/فبراير/2021 - 12:27 ص
طباعة التنسيق المصري السوداني حسام الحداد
 
تعمل مصر بنشاط على دعم السودان في محاربة ارهاب جماعة الإخوان وأيديولوجيتها، حيث أرسلت وزارة الأوقاف المصرية بالتنسيق مع نظيرتها السودانية قافلة من الأئمة والدعاة إلى السودان في 4 فبراير الجاري، وتحديداً إلى إقليم دارفور حيث اندلعت أعمال عنف واحتجاجات في الآونة الأخيرة.
وكانت قد اندلعت احتجاجات وأعمال عنف ونهب في مناطق شمال دارفور وغرب دارفور وشرق دارفور وشمال كردفان في 10 فبرايرالجاري، واتهمت الحكومة الانتقالية السودانية  أنصار  الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وأعضاء جماعة الإخوان الارهابية بتأجيج تلك الاحتجاجات ونشر أيديولوجيتهم في المنطقة، ونتيجة لذلك، شنت السلطات السودانية حملة قمع ضد شخصيات محسوبة على النظام السابق وجماعة الإخوان.
أغلقت السلطات السودانية، في 23 يناير الماضي، 131 جمعية مرتبطة بالإخوان في جنوب دارفور، واتهمتها بتلقي أموال أجنبية لدعم الأنشطة الإرهابية والتحريض على العنف ونشر الفكر المتطرف في المنطقة.
وفي إطار جهود مكافحة الفكر المتطرف ونفوذ الإخوان في المنطقة، رحبت ولايات إقليم دارفور بالقافلة الدعوية المصرية لنشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف.
كشف أشرف فهمي الأمين العام للتدريب بوزارة الأوقاف المصرية ورئيس وفد الأئمة المصريين بالسودان، عن أهداف القافلة خلال مؤتمر صحفي فور وصولها، قائلاً: "القافلة المصرية بالتعاون مع أئمة السودان" تعمل على نشر الفكر المستنير ونبذ الفرقة والعنف والتطرف والتركيز على قضية الحفاظ على الوطن وحماية مؤسساته الوطنية ".
وألقى فهمي في 5 فبراير خطبة الجمعة في مسجد نيالا بولاية جنوب دارفور حول ضرورة تعزيز التسامح بين الناس ونبذ القبلية .
ونظمت القافلة الدعوية يوم  6 فبراير دورة تدريبية للداعيات المصريات والسودانيات بشمال دارفور تناولت الفكر المتطرف لدى المواطنين السودانيين.
وقال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة في تصريح صحفي في 14 فبراير الجاري إن القافلة لقيت ترحيباً كبيراً من قبل السودانيين حيث كان لها دور في دعم التعاون في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف، والهدف هو نشر الاعتدال والتصدي للإرهاب ووضع حد لما يحدث في مصر والسودان ".
زار وزير الأوقاف السوداني نصر الدين مفرح مصر في ديسمبر 2020، كما نظمت وزارة الأوقاف المصرية ونظيرتها السودانية  دورة تدريبية  للأئمة المصريين والسودانيين يوم 21 ديسمبر 2020 حول التعاون في مكافحة التطرف ومواجهة أيديولوجيات المتطرفين. الجماعات والإخوان المسلمين في كلا البلدين.
أشاد مجلس النواب المصري بنتائج زيارة القافلة الدعوية للسودان، حيث أصدرت لجنة الشؤون الإفريقية البرلمانية بياناً بتاريخ 13 فبراير دعت فيه وزارة الأوقاف المصرية إلى تنظيم المزيد من القوافل الدينية في السودان لنشر الفكر الوسطي المستنير ومواجهة الإرهاب و الأيديولوجيات المتطرفة.
وقالت أماني الطويل، مديرة برنامج إفريقيا في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، لـ "المونيتور"، إن إقليم دارفور بالسودان يعاني من انتشار الفكر المتطرف والحركات الجهادية وانتشار السلاح، خاصة في ظل اشتباكات مسلحة بين "السكان المحليين" في المنطقة و "أنصار" نظام البشير، ومعدل الفقر المرتفع وسلطة الإخوان هناك ".
وقالت: "تعمل مصر على مساعدة الحكومة السودانية في محاربة الفكر الإخواني والتطرف، وخاصة في إقليم دارفور، من خلال إرسال قوافل وتنظيم دورات تدريبية للأئمة السودانيين حول التعامل مع أيديولوجية الإخوان".
وأشارت الطويل إلى أن "محاربة التطرف في السودان هدف استراتيجي لمصر لأن الاضطرابات وأعمال العنف التي يتسبب فيها الإخوان تؤثر على أمن مصر التي تشترك في الحدود مع السودان ".
وأضافت: "يجب إرسال المزيد من القوافل الدعوية المصرية إلى السودان بالإضافة إلى دعم الحكومة السودانية الجديدة في القضاء على الفقر في إقليم دارفور".
وقال فهمي في بيان صحفي يوم 15 فبراير الجاري إن القافلة الدعوية المصرية التي توجهت إلى السودان حققت كل أهدافها المنشودة في تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين على المستوى الديني.
وتابع فهمي أن القافلة تهدف أيضا إلى نشر الفكر المستنير ودعم المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات المصرية مع دول الجوار، ويظهر السودانيون مشاركة كبيرة وتفاعلاً إيجابياً مع الأئمة والدعاة المصريين من حيث تبادل الخبرات والمعلومات".
من جانبه ، قال شريف الجبلي، رئيس لجنة الشؤون الإفريقية البرلمانية: "تتمتع مصر بتجربة فريدة في مواجهة الفكر الضيق للإخوان، ولهذا أراد السودان التعاون لمواجهة التطرف".
وقال: "القافلة الدعوية المصرية استهدفت المناطق السودانية التي ينتشر فيها الفكر الإخواني على نطاق واسع، وقد شجع البرلمان المصري وزارة الأوقاف على إرسال مثل هذه القوافل الدعوية إلى دول أفريقية أخرى".
وأشار الجبالي إلى أن "السودان يحاول تطهير مناطقه من آثار حكم الإخوان من خلال نشر الفكر المستنير وإخراج جميع أعضاء الإخوان من مراكز صنع القرار بالتزامن مع شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب، ولهذا الغرض، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جميع مؤسسات الدولة لدعم السودان في تحقيق أهدافه المشروعة ".
وختم الجبلي: "القاهرة تتعاون مع السودان على المستويين الأمني والديني لوضع حد لمخططات الإخوان لأن مصر تريد الحفاظ على استقرار السودان".

شارك