هزائم وخسائر بالجملة.. الحوثيون ينكسرون فى مأرب اليمنية

الأربعاء 24/فبراير/2021 - 11:45 ص
طباعة هزائم وخسائر بالجملة.. أميرة الشريف
 
تلقت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضربات موجعة وهزائم بالجملة في مأرب، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن المئات من عناصر الميليشيا قتلوا الأسبوع الماضي، بعدما تم الدفع بهم عبر جبهتي الكسارة والزور، أملاً في تحقيق اختراق نحو مدينة مأرب، إذ دفعت الميليشيا بعناصر حديثي التجنيد سقطوا قتلى بنيران القوات المشتركة، لتتقدّم بعدها عناصر الميليشيا الأخرى محاولة التقدّم على جثث مجنديها المغرر بهم. 
ومنذ 16 يوما، صعد الحوثيون من هجماتهم في محافظة مأرب من أجل السيطرة عليها، كونها تعد أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.
وأفادت التقارير بأن جبهات القتال في مأرب تشهد أعنف المعارك مع الميليشيا التي وجهت قوتها نحو منطقة أراك بعد يوم من هجومهم في الطلعة الحمراء، تلا هجماتهم المتوالية في موقع الكسارة طوال الأسبوع الماضي، ما يشير لفشل مخططاتهم ولجوئهم للانتقال إلى مواقع بديلة في مسعى يائس لإحداث ثغرة تعوّض الفشل الذريع الذي منيت به في جبهة الكسارة.
ولجأت الميليشيا الإرهابية إلي تكثيف هجماتها على المنطقة الجبلية الممتدة بين مديرية صرواح ومدغل، بعد مصرع مجاميعهم في المناطق الصحراوية بغارات مقاتلات التحالف، الأمر الذي أجبرها على تغيير خطاها عن طريق المناطق الجبلية، إذ دفعت الميليشيا بتلك المجاميع بعد استغلال حاجتهم المادية ليلقوا حتفهم تمهيداً لتقدّم قناصتها الذين تلقوا تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني. 
وحاولت الميليشيا فتح جبهة قتال جديدة، هروباً من فاعلية طيران تحالف دعم الشرعية، إذ اتجهت نحو منطقة بني ضبيان التابعة لمحافظة صنعاء، بهدف الالتفاف إلّا أنّها قوبلت باستعداد قتالي من القبلية التي كانت التزمت الحياد بشرط عدم دخول مناطقها، قبل أن تخرق الميليشيا الاتفاق، ما جعل قبائل بني ضبيان تدخل على خط المواجهة.
فيما تحولت القوات المشتركة لموقع الهجوم وشنت عدة هجمات في مسعى لدفع مجاميع الميليشيا لما وراء خطوط القتال التي سبقت الهجوم. وتكبّدت ميليشيا الحوثي العدد الأكبر من الخسائر البشرية، جراء اتخاذها وضعية الهجوم من محاور مختلفة.
فيما اتّهمت الحكومة اليمنية المتمرّدين الحوثيين باستخدام المدنيين كـ"دروع بشرية" في إطار هجومهم على مأرب، آخر أبرز معاقلها في الشمال.
واستأنف المتمرّدون المولون لايران في وقت سابق هذا الشهر تحرّكهم للسيطرة على مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء.
وتقع المدينة على مقربة من بعض أغنى حقول النفط اليمنية ومن شأن السيطرة عليها أن تشكّل انتصارا مهما بالنسبة للمتمرّدين.
لكن المعارك فاقمت المخاوف حيال سلامة مئات آلاف النازحين المدنيين الذين يحتمون في مخيّمات في الصحراء المحيطة الممتدة إلى الحدود السعودية.
وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.
وحض رئيس "حكومة الحوثيين" عبد العزيز بن حبتور الشعب اليمني على دعم جهود الحوثيين للسيطرة على مأرب، حسبما نقلت عنه قناة المسيرة المتحدثة باسم المتمردين.
وأضاف "نحن معنيون جميعا بدعم الجيش واللجان الشعبية في المعركة الفاصلة في مأرب".
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "قلقها البالغ" إزاء تصاعد العنف في مأرب. وقالت على تويتر إنها "تحث جميع أطراف النزاع على اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وممتلكاتهم وجميع البنى التحتية المدنية الأساسية".
وحذّرت الأمم المتحدة بدورها من احتمال حدوث كارثة إنسانية في اليمن، وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي إن ما يحصل في اليمن "يعرّض ملايين المدنيين للخطر، خصوصا مع وصول القتال إلى مخيّمات النازحين".
ويأتي هجوم الحوثيين في وقت شطبت الإدارة الأميركية الجديدة المجموعة المتمرّدة من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية في مسعى لتسهيل عملية إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وتمهيد الطريق لعقد محادثات سلام جديدة.
كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن انتهاء الدعم الأميركي للعمليات العسكرية السعودية في اليمن، التي قال إنها تسببت بـ"كارثة إنسانية واستراتيجية".
ويشير مراقبون إلى أن الحوثيين يسعون للسيطرة على مأرب لتعزيز موقفهم في أي مفاوضات سلام مقبلة.
ورغم محاولات إحلال السلام في البلاد يواصل الحوثيون نهجهم التصعيدي خاصة في المحافظة حيث أعلنت السلطات اليمنية، نزوح أكثر من 1500 أسرة جراء تصاعد القتال خلال الأسبوعين الأخيرين.
وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن (حكومية)، في تقرير ، إنها "سجلت نزوح ألف و517 أسرة مكونة من 12 ألفا و5 أشخاص في الفترة بين 6 إلى 21 فبراير الجاري في عدد من مديريات مأرب".
وحسب التقرير، فإن 90.18 بالمئة من تلك الأسر نزحت من مديرية صرواح، و4.68 بالمئة من مديرية بني ضبيان، و5.14 بالمئة من مديرية رغوان.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

شارك